في ذكرى الحرب- أطفال من غزة يعالجون جراحهم بالابتسامة

غزة-معا- خارج أسوار مركز القطان للأطفال أحيا جميع الغزيين ذكرى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وداخل تلك الأسوار أحياها مركز القطان على طريقته الإبداعية الخاصة تحت شعار "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" ,فبدأ يوم الأطفال بالرسومات الجميلة على وجوه البراءة الطفولية ,حيث اختار كل طفل الرسمة التي يرغب فيها على وجهه ,فمنهم من رسم على وجهه علم وخارطة فلسطين ومنهم من رسم فواكه وأشكال جميلة.

واستمرت فعاليات اليوم المفتوح من الساعة التاسعة صباحا وحتى الرابعة مساءا بمشاركة المئات من الأطفال ,وترك الأطفال عنان تفكيرهم وإبداعهم عبر الكرنفال الطفولي "بدنا نحلم" والذي يهدف إلى ترك الخيال للأطفال لكي يحلموا ويؤكدوا على أن الحرب لن تمنعهم من الحلم ,وأنها زادت من قوتهم وصمودهم في وجه الظلم ,كذلك رسم الأطفال ما يجول بخواطرهم ,فمنهم من رسم "دبدوب" والآخر رسم "شجرة مثمرة" وثالث رسم "حروف باللغة الانجليزية" وذلك للتأكيد على أن الغد أفضل وأن ذكرى الحرب ستزيدهم قوة بكل ما تحمل من مآسي وجراح ,وعرضوا تلك الرسومات عبر نشاط "حبل غسيل".

وذهب الأطفال ليغرسوا أحلامهم وآمالهم من خلال كتابتها على قطع ورقية وغرسها في حوض رملي فمنهم من كتب "أتمنى أن تكون السنة الجديدة سنة خير" , "أتمنى أن نعيش حياة سعيدة بدون احتلال" وأخرى كتبت "أتمنى من الله يخليلي بابا" ,وتوجه الجميع بعدها لأجهزة الحاسوب ونشاط "امرح مع الحاسوب" حيث استمتع الأطفال عبر تلك التقنية التي تطور من أدائهم وقدراتهم على التعامل مع أجهزة الكمبيوتر وبرامجه المتعددة .

وعرض خلال اليوم الترفيهي العديد من عروض "الفيديو آرت" تم انجازها خلال شهر ونصف من إنتاج نادي الرسام الصغير,وتم خلال المشروع تقسيم 32 طفل وطفلة إلى مجموعتين ,تولى الفنان محمد حرب التعامل مع المجموعة الأولى ,والفنان سلمان النواتي المجموعة الثانية ,وأنتجت المجموعتان ما يزيد عن خمس أفلام فيديو آرت تحدث بعضها عن الحرب وآلامها ,وتحدثت غالبيتها عن الأمل والحب والسلام وأن غدا بالتأكيد أفضل.

وأدى أطفال الكورال أغنية "رسالة السلام" لإيصال رسالة إلى كل العالم تفيد بأن أطفال قطاع غزة يحبوا السلام ويحبوا الحياة بأمان كباقي أطفال العالم ,ومن ثم قدم الفنان ياسين الملاحي فقرة غنائية لاقت إعجاب جمهور الأطفال ,وقام 24 طفل من نادي القطان للدبكة الشعبية بتأدية أوبريت العرس الفلسطيني ,عرض فيه طقوس العرس الفلسطيني بشكل لافت ومبدع لاقى من الجمهور تصفيقا حارا لإعجابهم بتميز أداء الأطفال.

وفي لقاء خاص مع القائم بأعمال مديرة مركز القطان أكد عماد نصرالله مدير الخدمات العامة على أنه لا بد من إحياء ذكرى الحرب بعد مرور عام عليها، ولكن لا بد من إشاعة روح الأمل وتوجيه رسالة للعالم أجمع مفادها أن أطفال غزة يتطلعوا إلى مستقبل مشرق وملئ بالحب والأمل والسلام على الرغم مما لحق بهم من مرارة وألم نتيجة للحرب الإسرائيلية القاسية على القطاع وأطفاله.

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني لا ينسى مآسيه ,وبنفس الوقت لا يتذكر الألم من أجل الألم فقط ,فهو يحب الحياة ويحلم بمستقبل أفضل ,فهو يتذكر الحرب لكي تكون هذه الذكرى حافزا للتقدم والتصميم على الانجاز والسير إلى جانب الأمم المتحضرة.