الاسيرة سمر صبيح في طريقها لتضع مولودها البكر مقيدة بزرد السلاسل!!
نشر بتاريخ: 30/04/2006 ( آخر تحديث: 30/04/2006 الساعة: 18:19 )
بيت لحم- معا- وضعت الأسيرة الفلسطينية سمر صبيح ظهر اليوم السبت مولودها البكر "براء" في مستشفى (مئير) بمدينة كفار سابا، دون السماح لزوجها أو أي من أقاربها بحضور الولادة التي تمت بعملية قيصرية.
وأكد الأسير رسمي صبيح زوج الأسيرة صبيح (23 عاما) ، والذي تابع ولادة زوجته عبر الهاتف مع المحامية بثينة دقماق التي شهدت عملية الولادة أن زوجته وضعت مولودها الأول، وسيطلق عليه اسم (براء) تحت ظروف مأساوية وفي ظل إجراءات أمنية مشددة.
وأشار صبيح في اتصال هاتفي مع مركز الأسرى للإعلام، أن سلطات الاحتلال في مستشفى مئير أخضعت زوجته صباح اليوم لفحص قبل الولادة وكانت في ذلك الحين مقيدة اليدين والقدمين، ولم يتم نزع قيودها إلا أثناء العملية القيصرية.
واستهجن زوج الأسيرة صبيح الذي يقضي حكما بالاعتقال الإداري ،والذي تم تجديده للمرة الثانية في سجن النقب الصحراوي، عدم السماح له أو لأي من أقارب زوجته بحضور عملية الولادة على الرغم من حاجة زوجته الماسة لحضورهم في هذه الأوقات الصعبة.
وأكد الزوج أنه تقدم بطلب عن طريق مؤسسة مانديلا إلى مصلحة السجون من أجل السماح له بحضور الولادة ، وعلى الرغم من موافقة مصلحة السجون إلا أن إدارة سجن النقب ماطلت في منحه التصريح .
وحاولت شقيقة الأسيرة سمر اليوم الوصول إلى المستشفى الذي أجريت فيه عملية الولادة القيصرية، بعد أن أبلغها نادي الأسير باستصدار تصريح خاص بها ، إلا أن سلطات الاحتلال تركتها تنتظر على حاجز الطيبة قرب طولكرم لمدة 4 ساعات ومن ثم رفضت السماح بمرورها.
وطالب زوج الأسيرة الهيئات الدولية ومنظمة الصليب الأحمر بالتدخل من أجل السماح له برؤية زوجته والطفله، متسائلا:" أريد أن أعرف إن كان هناك قانون في العالم يحرمني من الانتقال من سجن لآخر من أجل حضور ولادة زوجتي والاطمئنان عليها".
وبالرغم من منع الشرطة المرافقة لمحامية مانديلا من الدخول إلى غرفة العمليات إلا أن المحامية دقماق قد تمكنت من رؤية الاسيرة صبيح في غرفة الانتظار والحديث معها .
وقد وصفت دقماق معنويات الام الاسيرة بانها عالية جدا رغم علمها المسبق بانها ستنجب مولودها بعملية قيصرية ، وتوجهت صبيح بالتحية إلى الامهات الفلسطينيات وإلى كل من وقف معها وكان إلى جانبها في لحظات ولادتها الصعبة متمنية أن تتمكن من وضع مولوها دون سلاسل أو قيود ، حسبما وعدت به من قبل إدارة سجن تلموند بفك قيودها أثناء العملية .
وفي تعقيب لها على المعاناة التي تعرضت لها الاسيرة سمر صبيح لحين إنجاب مولوها الاسير " براء " تقول محامية " مانديلا" بثينة دقماق : بأن ولادة الاسير براء قد رفعت عدد المواليد الاسرى إلى ثلاثة أطفال يحتجزون مع أمهاتهم في ظل ظروف إعتقالية وصحية وغذائية سيئة جدا ، وهؤلاء الاطفال يحرمون من أبسط حقوق الطفولة ويتعرضون لأقسى انواع القهر والحرمان مثلهم مثل أمهاتهم الاسيرات ، كما أن هناك عشرات الامهات الاسيرات يحرمن من عناق وإحتضان أطفالهن اثناء الزيارة.
ويذكر أن الاسيرة سمر صبيح متزوجة من إبن خالها الاسير الاداري رسمي صبيح منذ تاريخ 25/6/2005 ، حيث قدمت من مكان إقامتها في معسكر جباليا في قطاع غزة لتسكن مع زوجها في مدينة طولكرم بعد فترة خطوبة إستمرت 6 سنوات ، والاسيرة صبيح خريجة الجامعه الاسلامية دبلوم شريعه وأصول الدين ، وتم إعتقالها بتاريخ 29/9/2005 من منزلها وكانت حامل بالشهر الثالث ، وبعد إعتقالها بيوم واحد تم إعتقال زوجها رسمي ليحول إلى الاعتقال الاداري في سجن النقب الصحراوي .
ولا زالت الاسيرة صبيح ترقد في مستشفى مئير- كفار سابا مع مولودها البكر " براء" وذلك لأخضاعها للاشراف الطبي كون أن ولادتها تمت بعملية قيصرية .
السيرة الذاتية وقصة الاعتقال :
سمر إبراهيم منسي صبيح 22 عاماً من سكان مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة , درست المرحلة الإبتدائية في مدارس المخيم ومنها المرحلة الثانوية لتنتقل بعد ذلك لإكمال دراستها في الجامعة الإسلامية في غزة لتحصل على شهادة في التربية الإسلامية .
سمر صبيح الناشطة في الكتلة الإسلامية في غزة تقدم ابن خالها في الضفة الغربية لخطبتها حيث تم ذلك لمدة ثلاثة سنوات متواصلة , وبعدها حصلت على تصريح زيارة الى مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية حيث يقطن خطيبعا لتزف اليه عروساً في بيت الزوجية .
مراسل معا في طولكرم توجه الى بيت سمر في طولكرم وقدم التهاني الى اسرة زوجها بمناسبة المولود البكر لإبنهم , كما انه تحدث الى والدة زوج سمر ليعرف منها اكثر عن الاسيرة التي وضعت مولودها اليوم قائلة " بعد ثلاثة شهور من زواجها بإبن خالها الشاب رسمي جبر صبيح 23 عاماً واثناء وجود زوجها داخل الخط الاخضر للعمل هناك , حاصرت قوة عسكرية اسرائيلية منزلها المكون من ثلاث طبقات ويسكن فيه خالها واولاده بالاضافة اليها , وامر الجنود جميع من يسكن في البيت بالخروج منه تحت تهديد السلاح.
واضافت نجاح عباس صبيح ( ام نضال ) " بعد خروجي انا وزوجي واولادي وسمر , شاهدنا شيئا مرعبا جداً , طائرة مروحية في السماء , واكثر من مئة جندي اسرائيلي مدججين بالسلاح , يرافقهم عدد من الكلاب البوليسية , امرونا جميعاً ان نخلع ملابسنا , وهذا ما تم تحت تهديد السلاح والترهيب والتخويف , ومن ثم نادوا علينا , اين سمر صبيح ؟؟
وعندما اجابت انا , امروها ان تمشي امامهم بعيداً عن المنزل , مصطحبينها الى منزل قيد البناء , فسلموها لباساً ابيض , وقالوا لها ادخلي الى المنزل واخلعي جميع ملابسك والبسي اللباس الابيض " .
" وبعد ذلك دخلت سمر بعد ان قالوا لها انهم سينتظرونها في الخارج حتى تلبس اللباس الابيض , ودخلت سمر وخلعت جلبابها وبنطالها وبلوزتها وبقيت في الملابس الداخلية , وارتدت اللباس الابيض , وفوجئت بمكبرات الصوت تنادي ان اخلعي ايضاً ملابسك الداخلية , فرفضت إلا انه وبعد الترهيب والتهديد بإطلاق النار خلعت ملابسها الداخلية وارتدت اللباس الابيض ومن ثم خرجت ليعتقلوها ويقتادوها الى مكان مجهول " .
وبعدها قام الجنود بتفتيش المنزل بواسطة الكلاب البوليسية وصادروا جهاز كمبيوتر , وأشرطة فيديو لزفاف سمر , وصورا شخصية لزفافها , وجوازات السفر الخاصة بها وبخالها .
وفي اليوم التالي وبعد ان علم زوجها ان جيش الاحتلال اعتقلها , حضر الى المنزل قادما من داخل الخط الأخضر , وفي ذات الليلة حاصر جيش الاحتلال المنزل من جديد وقام بإعتقاله هو الآخر , وهو حالياً في سجن النقب الصحراوي دون تهمة تذكر , حيث قضى 6 شهور اداري ومدد مرة اخرى لــ 6 شهور .
وعن خبر ولادة سمر قالت " ام نضال " .. الحمد لله انها وضعته بسلام , إلا اننا كنا نتمنى ان نكون الى جانبها خاصة انها وضعته بعد عملية قيصرية , مشيرة انها تقدمت بطلب مرافقتها او أي من اسرتها اثناء الولادة , إلا ان الجانب الاسرائيلي رفض ذلك ولم يسمح لأي منا مرافقتها .
وفي نهاية حديث ام نضال , ناشدت الجمعيات التي تعنى بحقوق الإنسان التدخل الفوري للإفراج عن سمر , خاصة انها وضعت مولودها البكر داخل السجن .