الخميس: 09/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

مختصون: خانيونس بحاجة ماسة لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي

نشر بتاريخ: 31/12/2009 ( آخر تحديث: 31/12/2009 الساعة: 12:32 )
غزة-معا- أكد عدد من المختصون على ضرورة الإسراع في تنفيذ محطة معالجة مياه الصرف الصحي في محافظة خان يونس، كون الأخيرة باتت لا تحتمل أي تأخير يذكر، وذلك لمنع المخاطر البيئية والصحية الوشيكة التي من المتوقع تفاقمها خلال الفترة المقبلة.

وشدد المختصون أن طريقة التخلص من مياه الصرف الصحي في خان يونس تشكل مشكلة كبيرة تلقي بظلالها السلبية على وضع البيئة والصحة العامة وتهدد الثروات الطبيعية، فيما خلصت بعض التقارير المتعلقة بذات المشكلة أن خان يونس من أكثر المناطق في القطاع التي تعاني من مشاكل الصرف الصحي نظراً لحاجتها الحيوية لإستكمال المشاريع الخاصة بتجميع ومعالجة مياة الصرف الصحي، فضلاً عن كون 40% فقط من سكان المحافظة متصلين على شبكة الصرف فيما يعتمد أغلبية السكان على الحفر الإمتصاصية والتي تجاوز عددها 30 ألف حفرة.

جاء ذلك خلال ورشة عمل موسعه نظمت في قاعة المؤتمرات التابعة للبلدية، عقدها التحالف الإستشاري (سوقريا/معالم) المصمم للمشروع تحت إشراف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي-برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني (UNDP/PAPP) تحت عنوان " عرض نتائج دراسة تقييم الأثر البيئي الخاصة بمشروع إنشاء محطة معالجة مياه الصرف الصحي بمحافظة خان يونس (KYWWTP).

وحضر الورشة كلٍ من الأستاذ محمد الفرا رئيس بلدية خان يونس، والمهندس سفيان أبو سمرة وكيل وزارة الحكم المحلي، وم. أشرف أبو شمالة مدير المشروع في برنامج (UNDP)، وكلٍ من السيدة ريما أبو مدين والمهندسة إيمان الحسيني من برنامج (UNDP) وم. أحمد اليعقوبي ممثلاً عن سلطة المياه، وم. فريد عاشور ممثلاً عن مصلحة مياه بلديات الساحل، وأ.د. سمير العفيفي رئيس فريق تقييم الأثر البيئي ود. فهد رباح نائب مدير المشروع ود. ثائر أبو شباك عضو فريق تقييم الأثر البيئي، بمشاركة العشرات من ا لنخب وقادة المجتمع والخبراء والمختصين.

وفي كلمته شدد المهنـدس سفـيان أبـو سمـرة وكيل وزارة الحكم المحلي أن بلدية خان يونس من أكثر البلديات التي لا تزال تتعرض لأثر بيئي خطير منذ عدة سنوات، مبيناً أن إزدحام السكان أدى إلى تشبع المياه الجوفية من الحفر الإمتصاصية وآبار النضح مما أدى إلى وجود مكاره صحية أثرت على حياة المواطنين.

وأشار أبو سمـرة إلى أن الحكومة اليابانية تقدمت في العام (98م) بمشروع لإنشاء محطة معالجة الصرف الصحي ولكن الظروف السابقة حالت دون تنفيذه مما فاقم من معاناة السكان وزاد من حدة الأثر البيئي الخطير وتبعياته الخطيرة التي تهدد ما يزيد على ربع مليون مواطن يقطنون المحافظة.

وأكد أ. محمـد الفـرا رئيس بلدية خان يونس أن إنشاء محطة المعالجة الذي يحلم به مائتي ألف نسمة من سكان مدينة خان يونس وتستفيد منه (7) مدن في المحافظة، ومن المتوقع أن يخدم المشروع نصف مليون نسمة في العام 2025م، مبيناً في سياق متصل عدد من الجهود المختلفة التي بذلها رؤساء البلديات السابقون الذين بادروا إلى تنفيذ المشروع من خلال شراء قطعة الأرض والبحث عن تمويل محطة المعالجة والخطوط الناقلة.

واستعرض الفـرا أوضاع خان يونس الصعبة التي لم تجف من شوارعها مياه الصرف الصحي طيلة أربعة سنوات نتيجة لطفح أبار النضح الخاصة بالسكان في الشوارع ما أدى إلى إنتشار الأمراض والمكاره الصحية وتدمير البنية التحتية للطرق ناهيك عن المشاكل الصحية للحفر الإمتصاصية سيما في المناطق المزدحمة بالسكان مما أحدث معاناة متافقمة لا يمكن تجاوزها.

وتطرق الفـرا إلى إرتفاع منسوب المياه في بركة تصريف مياه الأمطار شمالي حي الأمل مما يهدد بخطر إنهيار السواتر الرملية وتدفق المياه العادمة على منازل المواطنين عدا الروائح الكريهة والبعوض وغيرها، مما حدا بالبلدية إلى نقل المياه إل الأراضي المحررة وحفر عدد من الأحواض والتي أثرت بشكل أو بآخر على الخزان الجوفي نتيجة لتسرب مياه الصرف الصحي إلى أراضي المواطنين وتلوث مياه الآبار، إلى جانب التلوث الخطير لمياه البحر والأخطار المحدقة على صحة الإنسان وتهديد مواسم الإصطياف.

ودعا الفـرا الحكومة الفلسطينية في غزة إلى الإضطلاع بمسئولياتها والوقوف بجانب البلدية والعمل على وضع الخطط الطارئة لحماية سكان خان يونس من الأخطار المحدقة بهم، مقدماً شكره المتواصل لجميع المؤسسات والجهات الداعمة التي بادرت إلى مساعدة البلدية ووقفت بجانبها وتبنت تنفيذ مشاريع طارئة للحئول دون الأزمة.

وتمنى المهندس أحمد اليعقوبي في كلمة سلطة المياه على جميع المسئولين تفهم حاجة محافظة خان يونس لتنفيذ مشروع محطة المعالجة للحد من المشكلات البيئية ومنع تلوث مياه الشرب والخزان الجوفي للمياه، محذراً من وجود مؤشرات بيئية خطيرة تنذر بقرب حدوث كارثة إنسانية قد لا تحمد عواقبها حال التأخر في إنشاء محطة المعالجة لمشروع الصرف الصحي الدائم.

وتحدث المهندس فريد عاشور في كلمة مصلحة المياه عن مشاكل الصرف الصحي في خان يونس وجهود المصلحة المختلفة وتواصلها الدائم مع بلدية خان يونس من أجل وضع الخطط الطارئة وتنفيذ المشاريع السريعة لنجدة السكان ومساعدة البلديات على تجاوز محنتها الصعبة بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.

وتقدم المهندس أشرف أبو شمالة بالشكر للحكومة اليابانية الصديقة على منحتها الكريمة ولكافة الشركاء العاملين بالمشروع ، مستعرضاً المراحل المتقدمه والتي تم تنفيذها في مشروع محطة المعالجة، داعياً إلى ضرورة السير بخطى حثيثة وضرورة السعي لتوفير التمويل الإضافي اللازم لتنفيذ المشروع بشكل متكامل وفعال من أجل حماية سكان خان يونس من الأخطار البيئية المحدقة.

وقدم كلٍ من د. سمير العفيفي ود. فهد رباح عرضاً تفصيلياً بإستخدام نظام الشرائح عن كل مراحل المشروع (محطة المعالجة) مقدمين شرحاً تفصيلياً حول جوانب الدراسة التقييميةالتي تم إجراؤها بالتعاون مع الفريق الإستشاري الفرنسي.

وبينوا أهداف الدراسة المتمثلة في التأكد من أن المشروع لن يؤثر سلباً على البيئة بجوانبها الإجتماعية والإقتصادية والطبيعية والحيوية، وتحديد وتقييم أهم الآثار الناتجة سواء الإيجابية أو السلبية وتطوير ووضع الإحتياطات اللازمة لتقليل الآثار السلبية، إلى جانب التأكد بأن كل الجهات المعنية حكومية، غير حكومية وقادة مجتمع وسكان محليين على معرفة بالمشروع وأن وجهة نظرهم وملاحظاتهم تأخذ بالحسبان في إتخاذ القرارات ذات العلاقة بتنفيذ المشروع.

ومن المفترض أن يساهم المشروع في تحسين البنية والصحة العامة والحد من تدهور نوعية المياه الجوفية وإنتشار الأمراض والمساهمة في خلق فرص عمل وتحسين الظروف الإجتماعية والإقتصادية في المنطقة.