هنية يهنئ فتح ويؤكد الاستعداد لمصالحة حقيقية في مصر بعد تعديلات
نشر بتاريخ: 02/01/2010 ( آخر تحديث: 02/01/2010 الساعة: 17:40 )
غزة- معا- قدم رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية اليوم السبت تهانيه لحركة فتح بمناسبة انطلاقة الحركة الخامسة والأربعين، مطالبا من وصفهم بعقلاء الحركة بالعمل على تحقيق مصالحة وطنية حقيقية. وقال: "إن السفينة لم تغرق بعد وبالإمكان إنقاذها".
وشدد هنية على استعداد حركته والحكومة المقالة للتوقيع على ورقة مصالحة حقيقية "بعد إجراء التعديلات والترتيبات عليها"، والتي تتضمن عدة نقاط "تتلخص في ارادة سياسية لمصالحة وطنية حقيقية بعيدا عن الضغوط الخارجية وليس على الورق".
جاءت أقوال هنية خلال فعالية إحياء ذكرى الحرب على غزة، بحضور كافة نواب كتلة التغيير والاصلاح وفي ذكرى تدمير مقر المجلس التشريعي بغزة.
ونفى أن تكون حركة حماس تريد التوقيع على المصالحة في دمشق وليس القاهرة، قائلا: "تعالوا لنوقع المصالحة في قلب مصر وليس في أي عاصمة أخرى وفق هذه التعديلات".
ودعا الى ضرورة تحقيق مقاربة سياسية تتجاوز الحساسيات والحرفيات والجمع بين العمل السياسي الملتزم والمقاومة، والضغط لتحقيق نظام ديمقراطي يحترم كل الأطراف في الجميع الفلسطيني، واحداث اختراق في ملف المنظمة وتشكيل حكومة توافق وطني، وتعزيز الساحة الداخلية ضد أي تدخل خارجي.
وانتقد هنية ما قال عنه "العجائب السبع" التي قيلت عن حماس مثل ان قادتها هربوا الى سيناء أثناء الحرب الأخيرة على غزة وأنهم تجار أنفاق او انهم يخوضون مفاوضات سرية مع الاحتلال وانهم يلاحقون المقاومين.
واضاف "أن هناك من اعتقد ان الحرب قضت على المؤسسة التشريعية بالضفة وغزة خاصة بعد الحرب لكنهم كانوا واهمين".
وهاجم هنية بشكل كبير ما اسماه العدوان على "الشرعية" التي تمتعت بها حماس بعد الانتخابات، وما قال عنه مباركة اطراف بفتح لأعمال "الانقلاب" على نتائج الانتخابات التي افرزت حماس.
وأكد "أن المال السياسي لا يبني وطنا ولا يحمي حقوقا أو ثوابت وأن التعاون الأمني مع الاحتلال ولغة القوة لا تقتل فكرة ولا تقضي على عقول رجال باعوا أنفسهم لله".
هنية يؤكد التزامه بإعادة اعمار الجامعة الاسلامية
من جانب آخر أكد هنية التزام حكومته تجاه الجامعة الإسلامية، ووصفها بأنها جامعة الشعب الفلسطيني.
وقال خلال وقفة تضامنية له مع الجامعة الإسلامية بمناسبة مرور عام على القصف الذي تعرضت له الجامعة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة: "أن الحكومة الفلسطينية لن تدخر جهدا حتى ترى بناء الجامعة قد أعيد من جديد، وعادت مختبراتها العلمية للعمل كما كانت عليه قبل الحرب".
وشدد هنية على دور الجامعة الإسلامية الريادي والحضاري في مسيرة العلم والإيمان، وحيا الجامعة وقفتها وصمودها وعطائها وقدرتها على تجاوز الصعاب، مشددا على أن الجامعة تجاوزت منذ تأسيسها المحطات الصعبة وبقيت شامخة بنفوسها الحية.
واعرب هنية عن تفاؤله بأن ما تم تدميره خلال استهداف صروح العلم والمعرفة سيعاد بناؤه، وستبقى الجامعة الإسلامية صرحا شامخا متواصل العطاء.
وحضر الوقفة التضامنية التي نظمتها الجامعة فوق أنقاض مبنى المختبرات العلمية الدكتور محمد عبد الفتاح عسقول وزير التربية والتعليم في الحكومة المقالة، والنائب جمال ناجي الخضري رئيس مجلس الأمناء، وأعضاء مجلس الأمناء، والدكتور كمالين كامل شعث رئيس الجامعة الإسلامية، وأعضاء مجلس الجامعة، وأعضاء نقابة العاملين، والعاملون في الجامعة، وأعضاء مجلسي الطلاب والطالبات، وطلاب وطالبات الجامعة.
وأكد النائب الخضري أنه تولدت لدى الجامعة منذ اللحظات الأولى لتعرضها للقصف العزيمة والإرادة لإعادة بناء ما تم تدميره، موضحا أن الجامعة حريصة على استمرار مسيرة العلم والتعليم.
واستنكر الخضري استهداف المؤسسات التعليمية والذي أسفر الاعتداء على الجامعة بتدمير (74) مختبرا علميا وهندسيا، بنتها الجامعة على مدار ثلاثين عاما من مسيرتها الأكاديمية، تقدر تكلفة إعادة إعمارها بـ 15 مليون دولار.
واستعرض النائب الخضري الإنجازات التي حققتها الجامعة بعد الحرب وحتى نهاية عام 2009م من حصولها على جوائز علمية، ووصولها إلى المرتبة الأولى فلسطينياً والرابعة عشرة عربيا بين الجامعات العربية وفقاً للتقييم الذي يجريه المجلس الأعلى للبحث العلمي في أسبانيا والذي يقيم الجامعات من خلال مواقعها الإلكترونية.
ووقف د. شعث على الوجه الإيجابي الذي مثلته الجامعة في مواجهة الصعاب، والمتمثل في استئناف الجامعة نشاطها بعد الحرب بأسبوعين، مشددا على أن الجامعة قدمت مثالاً للثقة بالأداء والثبات، والتعامل بإيجابية مع الظروف الصعبة.
وأفاد د. شعث أن هذا ينبثق من الرسالة التي تحملها الجامعة والقائمة على القيم الإيجابية من الخير والأخلاق والعطاء، وتناول د. شعث صورا من الخدمات الأكاديمية للطلبة والمجتمع المحلي والبحث العلمي كانت تقدمها المختبرات العلمية حولتها طائرات الاحتلال إلى كومة من الركام، ومزقت جهد طلبة وأكاديميين.
وقد زار هنية معرض "الحقائق" الذي يوثق بشكل مصور للاعتداء الهمجي الذي تعرضت له مرافق ومختبرات الجامعة خلال الحرب على قطاع غزة.