الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حدث في بيت لحم ... شباب فلسطينيون تقمّصوا شخصية مستعربين يهود

نشر بتاريخ: 01/05/2006 ( آخر تحديث: 01/05/2006 الساعة: 18:32 )
كتب ناصر اللحام - ليس غريباً في علم النفس ان تحاول الضحية تقمّص شخصية مضطهدها ، وان تسارع الضحية الى تمثيل موقف الجلاد ، والامثلة على ذلك كثيرة وعديدة فالشعب اليهودي الذي تعرّض للاخطار والقتل على يد النازيين ، اخرج من بين ظهرانيه من يضهد ويقتل شعباً آخر، كما ان العديد من الشبان الفلسطينيين الذين دخلوا الاجهزة الامنية الفلسطينية في منتصف التسعينات ، حاولوا تقليد جنود الاحتلال في قسوتهم وطريقة لباسهم ..

وفي احدث ظاهرة جرى رصدها ، اعتقلت قوات الامن الوقائي الفلسطيني في بيت لحم مجموعة من الشبان الفلسطينيين الذين انتحلوا شخصية مستعربين يهود ( كوماندز ) ونكّلوا بسكان قرية ام سلمونة غرب بيت لحم ، ورغم انتشار قوات المستعربين فعلاً، وقيامها بإعدام ثلاثة شبان من بيت لحم في الشهر الجاري ورغم حالة الغضب التي تعم اوساط السكان، فوجىء سكان قرية ام سلمونة التي تحيطها المستوطنات من كل جانب، بدخول سيارة من نوع GMC بيضاء اللون ، معتمة الزجاج وتحمل لوحة ترخيص اسرائيلية وترفع علم اسرائيل ، وكان بداخل السيارة ثلاثة شبان ، لم يتورعوا عن " الزعرنة" على شباب القرية في مساء 27/4/2006 ، وفحصوا بطاقات هوياتهم ، وطلبوا من شبان القرية ان يرفعوا ايديهم الى فوق وان يشيحوا بوجوههم الى الجدران فيما كانوا هم يتحدثون باللغة العبرية ويخاطبون بعضهم بأسماء مثل دودي وآفي وتشارلي وهي اسماء مشابهة لاسماء اليهود.

بعد عملية تنكيل وزعرنة ، وتفتيش الشبان سرقوا من الضحايا مبلغ 800 شيكل وحاولوا دهس فتاتين ولاذوا بالفرار ، احد سكان القرية لم يتورع من الاتصال بالامن الوقائي وابلغ عن وجود مستعربين من الكوماندوز الاسرائيلي واعطى اوصاف السيارة ورقمها ، جهاز الامن الفلسطيني تعامل مع الموضوع من ناحية امنية ، واخذ على محمل الجد وصف سكان القرية للواقعة ولم يعتقد للحظة بأنهم ليسوا مستعربين.

وبعد يومين لاحظت دورية للوقائي السيارة الموصوفة تجوب شوارع المدينة ، فاستوقفتها دورية امنية ليتبين ان فيها شابين فلسطينيين من بيت لحم ، وبعد تحقيق سريع ومواجهتهما بواقعة ام سلمونة اعترفا بالجريمة وانهما - مع شخص آخر معروف بالاسم - تقمّصوا شخصيته الكوماندوز الاسرائيلي ونهبوا الشبان في تلك القرية ، والاخطر من ذلك ان احدهما كان اسيراً فلسطينياً محرراً ، امضى اكثر من ثلاث سنوات في السجن وهو ابن فصيل سياسي معروف وشقيق لشهيد قائد الكتائب من قبل في هذه المحافظة.

الامن الفلسطيني اعتقل هؤلاء " الكابتنين " وقام بتحويل اوراقهما للنيابة العامة ، وكالة معاً سألت العقيد مجدي العطاري ، قائد الامن الوقائي في بيت لحم عن الحادثة فقال ( ان تدهور الوضع الامني في المدن الفلسطينية و وجود اعتداءات يومية من قبل المستعربين وقوات الاحتلال لن يمنع اجهزتنا الامنية القيام بدورها في حماية المواطن ).

واضاف العطاري"ابوجهاد" : لقد اعتقلنا متهمين بالقضية ونواصل البحث عن ثالث معروف لدينا بالاسم .

يشار الى ان التهمة ضد المعتقلين ستقتصر على هذه الحادثة بحيث لم يشر القادة الامنيون الى اتهامهم بأية حوادث اخرى.