الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

خــارطة طـــريق .. **بقلم :خالد إسحاق الغول

نشر بتاريخ: 03/01/2010 ( آخر تحديث: 03/01/2010 الساعة: 20:42 )
حالة الارتباك التي تعيشها الكثير من الأندية الفلسطينية في هذه الأيام لا تبعث على الطمأنينة. وتهيئ لمزيد من البلبلة والفوضى. وهذه الحالة التي نحكي عنها كان قد نبه إليها بعضنا، وبعضنا الآخر شغله الانبهار بالفرصة العابرة والمؤقتة التي لاحت له، وانهمك في استنزاف المتعة بما تيسر له.
حتى الآن لم تردد هذه الأندية بصوت مرتفع المثل الشعبي الذي يقول: (راحت السكرة وأجت الفكرة..!!) ذلك أن حالة الانبهار ما زالت قائمة، والصحوة لم تأت بعد، ولكنها ستجيء حتماً، وستفعل فعلها الموجع. وسيدرك الجميع، أن القادم لن يكون أفضل من الحاضر على صعيد الوضع الداخلي للأندية، إن لم يتم البدء في درء المخاطر واتقاء شر الأزمة التي بدأت تطل برأسها.

الذي نحن ذاهبون إليه، بشكله ومضمونه وبأسسه وسياق تطوره ليس احترافاً، بل هو أي شيء آخر غير الاحتراف. فللاحتراف سياقه التاريخي ومقوماته وأسسه ومعاييره الموضوعية والذاتية التي لا بد أن تتوافر كي يتحقق كظاهرة موضوعية راسخة على أرض الواقع.

ما نحن ذاهبون إليه هو ترسيخ المزيد من نهج الارتزاق لدى اللاعبين وتعميق وسائل الابتزاز لديهم، مما سيعرض الأندية بكل مستوياتها وإمكانياتها إلى استنزاف كل الطاقات وامتصاص كل القدرات دون أن يفضي ذلك إلى خلق واقع موضوعي ينبئ بحالة احتراف متمأسسة وراسخة الجذور.
إن حالة عدم الاستقرار في الأندية على مستوى العمل الإداري والمالي وعلى مستوي التنقلات للاعبين، وعلى مستوى القفز السريع في مستوى الأداء بشكل دراماتيكي في درجتي الممتازة (أ ، ب) تفصح للناظرين بعمق عن مشهد مرتبك وعشوائي يبرر الخوف والقلق.

نعم، علينا أن ندعو إلى الاحتراف ونتمسك بضرورة أن نصل إلى مرحلة الاحتراف بكل مقوماتها واستحقاقاتها وعلى أسس سليمة ومنطقية وواقعية. ولكن علينا أن ندرك، في ذات الوقت، أن الارتباك الداخلي الذي لا يستطيع أي من الأندية أن ينكره، مرجعه فوضى المفاهيم، وعدم اتضاح الرؤية، وعدم انكشاف الطريق، وعدم تلمس الآفاق.

ولكي نتدارك أزمات نحن في غنى عنها فإن على الأندية المحلية أن تدرك حجم المخاطر التي تواجهها وان تعمل على رسم خارطة طريق واقعية لمستقبلها. وذلك بالتنسيق مع اتحاد كرة القدم كجهة راعية ومسؤولة وموجهة لمسار العمل. وحريصة على أن يصل العمل الرياضي الفلسطيني إلى مرحلة الاحتراف بكل مقوماتها الذاتية والموضوعية، وعلى أسس راسخة وقوية ومستمرة تؤكد على نهضة رياضية فلسطينية نعتز بها.