من وحي الذاكرة *دون كيشوت والطواحين الهوائية كتب : محمد العباسي
نشر بتاريخ: 04/01/2010 ( آخر تحديث: 04/01/2010 الساعة: 13:53 )
رفعت سماعة الهاتف كي أتصل بصديقي العزيز الأعلامي أحمد البخاري كي يسعفني ويساعدنيي في الحصول على رقم هاتف الرياضي الكبير جورج غطاس " أبو أسامة " بغاية أن أهنئه بعيد الميلاد المجيد وقد أسعفني الحظ أنني حصلت على ما أريد وقمت بواجبي حيال الصديق جورج غطاس .
جورج غطاس كان من المسؤولين الرياضين الذي تعرضت لهم في كتاباتي وقمت بنقده أكثر من مرة على صفحات الجرائد ولكنه كان يتمتع بروح شفافية الانسان الذي لازمته صفة الروح الرياضية العالية ولم يؤثر هذا النقد على العلاقات القوية التي ربطتنا منذ زمن بعيد لأنه رياضي حقيقي ويعلم جيداً قاعدة " الثواب والعقاب " وبقيت علاقتي به جيدة بل أقول أنها ممتازة وبقي صديقاً لي وقف بجانبي خلال مرضي وحتى هذه اللحظة دائم السؤال عني " فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية " عرفته منذ أن كان ادارياً في نادي ثقافي بيت ساحور وعضواً في رابطة الأندية وفي اللجنة التحضيرية لاتحاد كرة القدم وكان مثالاً للأنسان البسيط المتواضع .
أعود للبداية وللمكالمة الهاتفية مع " أبو حسام " فعلمت من خلالها أنه متواجد في مدينة الخليل برفقة بعض المدربين القادمين من هولندا لتدريب بعض المدربين في الضفة وتطويرهم وقد أعادت هذه المكالمة سجل ذكرياتي الى الوراء لأنبش فيها بعضاً من الذكريات المطوية وتذكرت فرصتين أضاعهما نادي سلوان دون أن يفكر مسؤولوه بالفوائد التي كان سيجنيها في ذلك الوقت وضاعتا في مهب الريح الأولى عندما سافرت مع الرياضيين عماد عكة وعرفات حميد الى ايطاليا عام 1990 لمتابعة مباريات كأس العالم في حينه ولم نتمكن من ذلك نتيجة لما يسمونه الفساد وعدم التخطيط لهذه الزيارة ولكنني قد انتهزت فرصة وجودي في روما ومقابلة السيدة " ماريا دوساتي " مديرة العلاقات العامة في الفديرالية الايطالية وعرضت عليها فكرة توأمة فريق روما الايطالي الشهير مع نادي سلوان الرياضي ووافقت على ذلك وربطت موافقتها بزيارة القدس ونادي سلوان لمناقشة هذا الموضوع بالطبع بعد أن قامت بمراجعة نادي روما وإبداء موافقته على ذلك وعقدت أجتماعين مع الهيئة الادارية لنادي سلوان كان الأول في فندق البانوراما والثاني كان في منزل الاداري حميد القراعين وعادت دوساتي الى ايطاليا بخفي حنين ولا ادري ماذا جرى بينها وبين أعضاء الهيئة الأدارية وضاعت الفرصة حتى أن الهيئة الأدارية لم تقم بشرح ما حدث بينهما احتراما لي ... وضاع الأمل المنشود , والثانية عندما سافرت الى هولندا في دورة تدريبية عام 1991 وانتهزت فرصة وجودي في بلد المنتخب البرتقالي وقابلت " ايفان " عضو اتحاد كرة القدم الهولندي في مدينة " زيست " وعرضت عليه فكرة تدريب رياضيين من نادي سلوان في هولندا فوافق مبتهجاً على ذلك شريطة أن أبعث له كافة المعلومات الرياضية عن نادي سلوان وبعد عودتي راجعت أعضاء الهيئة الادارية فوافقوا على ذلك وقمت باجراء مسح شامل لعضوية النادي ورياضييه وطباعتها كي ابعثها الى هولندا ولكن أحد أعضاء الهيئة الادارية في حينه ماطل في وضع الخاتم الرئيسي للنادي على الاوراق فاتجهت الى الصديق أيوب حجازي رئيس نادي الهلال ومنحني ثقته باعطائي الأوراق اللازمة من نادي الهلال موقعة حسب الأصول ورشحت في حينها ثلاثة رياضيين للتدريب وهم عماد عكة/ نادي سلوان ماجد ابو خالد/ هلال القدس وعيسى كنعان / اسلامي بيت لحم وبعثت الأوراق المطلوبة الى الاتحاد الهولندي التي وصلته الأوراق متأخره بسبب المماطلة التي تحدثت عنها وضاعت الفرصة مرة أخرى وها هم الهولنديين يأتون الى بلادنا من أجل ذلك .
ذكرني ذلك بقصة الفارس الوهمي دون كيشوت للكاتب الاسباني ميغيل سرفانتس الذي تعتبر روايته من أفضل روايات الادب الاسباني حيث كانت أول المعارك التي خاضها هذا الفارس ضد طواحين الهواء اذ توهم انها شياطين ذات أذرع هائلة واعتقد أنها مصدر الشر في الدنيا فقام بطعن ذراع الطاحونة برمحه القديم فرفعه الذراع عاليا وطرحه أرضا دون حراك مبددا الوهم الذي كان يحلم به هذا الفارس.