الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أمهات الأسرى بغزة بكين اليوم لوداع احداهن تمنت دوما احتضان ابنها

نشر بتاريخ: 04/01/2010 ( آخر تحديث: 04/01/2010 الساعة: 16:42 )
غزة- معا- الحاجة مريم شحادة ام الأسير عماد إسماعيل، من غزة كانت الأسبوع الماضي وبالتحديد يوم الاثنين متواجدة في باحة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تواصل اعتصاماً بدأته منذ أعوام عل صوتها يصل إلى ابنها القابع خلف القضبان لواحد وعشرين عاماً متتالية.

الأسبوع الماضي على إحدى الفضائيات قالت: "أتمنى أن أرى ابني عماد وشقيقي حاتم قبل أن اموت" الموت لم يمهلها كثيرا من الوقت حتى تتحقق الأمنية، فباغتها قبل أيام وهي تتعلق بالقرآن وبجانبها صورتي الأسيرين الابن والأخ.

حكم على ابنها عماد بالسجن لـ 46 عاماً قضى منها عشرون عاماً وواحد يزيد، واليوم هو كما يقول عنه الكثيرون يتجرع مرارة عدم وداع والدته الحنون، كما باقي أمهات الأسرى تساقطت دموعهن وبكين بشدة لأنها كانت بينهن وماتت دون أن تكحل عينيها برؤية ابنها عماد.

هتفت نظيرتها ام الأسير طارق أبو شلوف" فهي ما زالت شابة" وتمتلك حنجرة قوية:" يا اسير يا ابن عمي.. والله لافديك بدمي.. يا أسير يا ابن خالي.. والله لأفديك بحالي.. الأسير حيوا حيوا.. اللي عملوا ما في زيوا".

أم طارق بدأت بالهتاف منذ مدة قليلة بعد أن أخذت العهدة من والدة الأسير أم إبراهيم بارود عميدة أمهات الأسرى، الأخيرة بدأ الكبر يبدو على محياها وبعد ان أتمت مناسك الحج لهذا العام اعتزلت الهتاف وأعطت الراية لم طارق.

قالت صباح اليوم لزوجها أبو طارق:" لن أذهب لاعتصام الأسرى بغزة" سألها لم، فأجابت باكية:" لقد ماتت ام عماد إسماعيل وهي تتمنى رؤية ابنها وانا لا أقدر على هذا الموقف فقد كانت بيننا الأسبوع الماضي تحمل صورته".

ولكن صوت الضمير علا فهتفت بين الحضور والحاضرات:" ام الاسير عماد حيوا حيوا" وطلبت لها الرحمة وقرأ الجميع الفاتحة وهبوها لروحها وأرواح الشهداء.

أما طارق فهو يمضي حكما بالسجن لأحد عشر عاما قضى منها خمس أعوام وبجانب صورته التي حملتها امه كانت صورة الأسير رامي بربخ تحملها والدته جعلت تبكي لأم الأسير عماد اسماعيل ولحالها فهي لم تر ابنها منذ اعوام ثمانية وتتمنى رؤيته وهي تنتظر هذا اليوم على أحر من الجمر فابنها محكوم مدى الحياة وقد قبع خلف القضبان حتى هذا اليوم 17 عاماً لم يتذوق طعم الحرية.

قبل أشهر فقدت أمهات الأسرى والدة الأسير غازي النمس من غزة واليوم يودع الاعتصام ذاته سيدة اخرى من الصابرات وهن يتساءلن كم سيودعن من أمهات قبل أن يحتضن فلذات الكبد القابعين في سجون الاحتلال.