نشر بتاريخ: 04/01/2010 ( آخر تحديث: 04/01/2010 الساعة: 22:04 )
حاضنات الأعمال عبارة عن (إطار متكامل من حيث المكان والتجهيزات والخدمات والتسهيلات وآليات المساندة والاستشارة والتنظيم... الخ) مخصصة لمساعدة الرياديين والمشروعات الصغيرة في إنشاء وإدارة وتنمية وتطوير المشروعات الجديدة (الإنتاجية أو الخدمية أو المتخصصة في البحث والتطوير)، وحماية ورعاية ودعم هذه المشروعات لمدة محدودة (حسب طبيعة النشاط الذي تعمل فيه)، وتركز على قضايا محددة مثل (إعادة الهيكلة الصناعية، خلق فرص عمل معينة، استيعاب العمالة الماهرة، استقطاب الاستثمارات، رعاية الأفكار الريادية... الخ)، وتقدم الحاضنة للمشروعات المنتسبة لها خدمات (مالية وإدارية وقانونية وفنيّة وتمويليّة...الخ) وما توفّره لهم (من بنية تحتية ومرافق وتجهيزات وشبكات وطرق.... الخ )، إضافة لتوفير العديد من الخدمات (الإدارية والتدريبية والتسويقية والاستشارية والخدمات الأخرى غير المنظورة. وترتبط هذه الحاضنات بالعديد من المؤسسات (الغرف التجارية والصناعية، الاتحادات الصناعية، الجامعات ومراكز الأبحاث والاستشارات... الخ).
دور حاضنات الأعمال في دعم المشروعات الصغيرة:
إضافة إلى المرافق والتجهيزات التي توفرها، والخدمات التي تقدمها، والممارسات الجيدة التي تتبعها، فإن لحاضنات الأعمال دوراً إضافياً في دعم المنشآت الصغيرة المنتسبة لها وذلك عن طريق:
- التنسيق بين الجهات (الأشخاص والمجموعات والهيئات والمنظمات) المعنية بدعم المشروعات الصغيرة، والمشاركة مع هذه الجهات في المتابعة مع القطاعين الحكومي والخاص، لتوفير سبل الدعم المختلفة اللازمة لنجاح هذه المشروعات (خاصة ما يتعلق منها بالتمويل، مثل إنشاء صناديق لتمويل المشروعات الصغيرة بشروط ميسّرة، وإيجاد نظام لضمان قروض البنوك التجارية لها...الخ).
- التنسيق بين الجهات (الأشخاص والمجموعات والهيئات والمنظمات) المعنية بدعم المشروعات الصغيرة، لتقديم مجموعة متكاملة من برامج التدريب والندوات وورش العمل، في المجالات المختلفة المتعلقة بإدارة وتطوير المشروعات الصغيرة حسب النشاط الاقتصادي، بما يضمن تقليل التكلفة.
- تكوين لجان استشارية (من الخبراء ورجال الأعمال والباحثين والأكاديميين والمتخصصين في التمويل... الخ)، تقوم بمساعدة المشروعات الصغيرة وأصحابها من رواد الأعمال في مجالات تخصص هؤلاء الخبراء (مثل وضع خطط العمل والميزانيات والدراسات المتعلقة بالتمويل والإنتاج والتسويق والترويج والحماية الفكرية... الخ)، مع إتباع آلية واضحة تسهل استفادة المشروعات الصغيرة من هذه اللجان.
- تطوير قاعدة معلومات متخصصة في المجالات التي تحتاجها المشروعات الصغيرة بصفة خاصة (مثل التقنيات المستجدة والأسواق المستهدفة ومصادر التمويل وفرص المشاركة واستقطاب الاستثمارات وتنظيم وإدارة وتطوير المشروعات الصغيرة)، مع تسهيل الوصول إلى المكتبات ومصادر المعلومات الأخرى (خارج الحاضنات) ذات العلاقة.
وتعتبر حاضنات الأعمال ضرورية لتشجيع ورعاية الابتكارات والأفكار الريادية ودعم التخصص التقني في المشروعات الصغيرة، وتوفير الدعم اللازم لتطويرها بشكل تستطيع تمويل نفسها وتستقل عن خدمات الحاضنة، وتحتضن الحاضنة مشروعات أخرى.
في الوقت الراهن أصبح الدور الذي تلعبه المنشآت الصغيرة والمتوسطة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية محط الاهتمام على النطاق العالمي، ويمكن التحقق من ذلك من خلال الكم الهائل من الدراسات والأبحاث التي يتم إجراؤها لتوضيح المكاسب العديدة التي يجلبها العمل على تعزيز وتقوية هذا النوع من الأعمال? إضافة إلى الوقوف على الصعوبات التي تواجهها المشروعات الصغيرة والمتوسطة القائمة أو المعوقات التي تحد من إنشاء مشروعات جديدة من ذات الحجم. وقد حفزت الأهمية الكبيرة التي تتميز بها المشروعات الصغيرة والمتوسطة حكومات العديد من الدول - المتقدمة والنامية على حد سواء - إلى السعي الجاد لرسم وتفعيل الخطط والسياسات التي تدعم قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة. وتمد حاضنات الأعمال المشروعات الصغيرة والمتوسطة بعدد من المقومات التي تساهم بفعالية في توفير البيئة المناسبة لتسهيل عملية إنشاء الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومن ثم يستمر تقديم الرعاية والحماية لها حتى تصبح لدى الشركات المحتضنة القدرة والخبرة الضرورية لضمان استمرارية النجاح في الأسواق والتي عادة ما تتسم بالتنافس الشديد، ومن بين تلك المقومات: المساحة اللازمة لإقامة المشروع، والخدمات المساندة ذات الفائدة المشتركة للمنشآت التي يتم احتضانها، والمشورة القانونية والفنية في مجال النشاطات المستهدفة من قبل تلك المنشآت? إضافة إلى بعض التسهيلات المالية.
ولقد سعى العديد من الدول النامية إلى النهوض باقتصادياتها والتخفيف من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على ارتفاع معدلات البطالة فيها إلى إعداد الخطط والبرامج التي تعزز دور قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة لما لذلك القطاع من قدرة كبيرة - إذا ما تم تفعيله بصورة إيجابية - على تنشيط عجلة الاقتصاد الوطني وخلق عدد كبير من الفرص الوظيفية. وبعد النجاح الملحوظ الذي تحقق للدول التي كانت سباقه في الاعتماد على حاضنات الأعمال في تحفيز النشاط التجاري والصناعي فيها وهي في مجملها دول متقدمة. وبمساهمة كبيرة من قبل المنشآت ذات الحجم الصغير والمتوسط، قامت مبادرات كثيرة في الدول النامية للاستفادة من التجارب الناجحة في مجال إقامة حاضنات الأعمال والتي تتميز بإمكانية تكييف أهدافها طبقاً للسياسات الاقتصادية المرسومة.
وعلى الرغم من تعدد الشواهد على نجاح حاضنات الأعمال في استقطاب ومساعدة المستثمرين من أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة على تأسيس مشاريع ناجحة? إلا أن هنالك دولاً ما زالت مترددة في إنشاء حاضنات أعمال? إما لقلة الخبرة المتوفرة لإنشائها وتشغيلها أو لعدم المعرفة الحقيقية بالفوائد المتعددة التي سوف تتمخض عن تأسيسها. ومن هنا يجب تركيز الاهتمام على حاضنات الاعمال والعمل مع الجهات الداعمة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة على تأسيس حاضنات أعمال متطورة من اجل استقطاب المستثمرين في المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتقديم العون والمساعدة التي يحتاجون اليها.
• خبير تمويل اقتصادي
[email protected]