متحدثون يدعون لتوحيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني ودعم المصالحة
نشر بتاريخ: 06/01/2010 ( آخر تحديث: 06/01/2010 الساعة: 10:28 )
غزة- معا- دعا متحدثون وإعلاميون إلى ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي الفلسطيني، والتركيز على الأخبار الايجابية الموحدة للفلسطينيين، وتجنب التحريض ولغة التخوين التي تنتهجها بعض وسائل الإعلام المحلية من اجل توتير الساحة الداخلية الفلسطينية.
وطالب الإعلاميون بتغليب المصلحة العليا للفلسطينيين، وتبني سياسة إعلامية واضحة بعيدا عن الحزبية والفئوية الضيقة ،لدعم المصالحة الفلسطينية، والوفاق الوطني، وفضح الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، مؤكدين أن الإعلام الفلسطيني والعربي لعبا دورا بارزا في تأجيج الصراع الفلسطيني الداخلي، الأمر الذي أثر على مهنيته ورسالته الوطنية، والانشغال بالصراع الداخلي، وتغييب هموم ومشاكل المواطن الفلسطيني وثوابته الوطنية .
جاء ذلك خلال لقاء الطاولة المستديرة " المصالحة الوطنية ودور الإعلام " الذي نظمه المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات وملتقى إعلاميات الجنوب، ضمن فعاليات الحملة الشعبية للمصالحة الوطنية التي ينفذها المركز بالتعاون مع المؤسسات المجتمعية.
وشدد المشاركون على ضرورة تفعيل دور نقابة الصحافيين وتحديث قانون المطبوعات والنشر الفلسطيني، لتوفير حماية قانونية للصحفي لمواجهة تقييد الحريات، والاعتداءات المتكررة على الصحافيين و على حرية الإعلام .
وقالت الصحافية ميرفت أبو جامع أمين سر ملتقى إعلاميات الجنوب التي أدارت اللقاء أن الإعلاميين الفلسطينيين نجحوا إلى حدا ما في فضح الاعتداءات الإسرائيلية وجرائم الاحتلال خلال حربه على غزة بدافع وطني ومهني، ولكنهم لم ينجحوا في حربهم ضد أنفسهم سواء على صعيد وضعهم النقابي ولا على صعيد مواجهة كبت الحريات والاعتداءات المتكررة عليهم، مشيرة إن بإمكانهم صنع التغيير إذا ما أعادوا النظر في وضعهم ومن جدوى رسالتهم، إن لم يكونوا معول بناء في المجتمع، داعية الى الكف عن استخدام الاعلام في تأجيج الصراع والالتفات الى قضايا المواطن الفلسطيني، لمواجهة المعركة الحقيقية مع الاحتلال الاسرائيلي.
وفي مداخلته، أكد الصحافي فتحي صباح مراسل الحياة اللندنية بغزة أن الإعلام الفلسطيني ساهم في تخريب المصالحة الوطنية واستخدم في إثارة الفتن الداخلية، وتأجيج الصراع، مشيرا إلى انه رغم دوره التخريبي هذا، إلا انه لن يستطيع فرض المصالحة الوطنية، لأنها بحاجة إلى قرار سياسي.
وانتقد صباح وسائل الإعلام التي ابتعدت عن المهنية ورسالتها الوطنية وأصبحت أداة في يد السياسي يحركها متى شاء وأين شاء، لخدمة أجندته السياسية والحزبية، مستعرضا تاريخ لتطور الحركة الإعلامية الفلسطينية وكيف لعبت دوراً رائداً في وحدة الشعب في مواجهة ومقاومة سياسة الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح الكاتب والباحث عماد محسن أن الانقسام الفلسطيني أدى إلى انقلاب الصحافيين على أنفسهم وتنكر البعض لمهنته والخروج عن أخلاقيات المهنة مشيرا أن العديد من وسائل الإعلام وخاصة الحزبية ساهمت في تعميق الانقسام وتوتير الأوضاع عبر استخدامها ألفاظ ومصطلحات إعلامية غريبة عن ثقافتنا الفلسطينية ومجتمعنا المحافظ ولازلت بعض الإذاعات تستخدمها لليوم، مشيرا إلى أن ما ارتكبته وسائل الإعلام الالكترونية خلال السنوات الماضية نحتاج إلى عشرات السنين حتى نصلح ما أفسدته أخبارها وبرامجها في نسيجنا الاجتماعي الفلسطيني.
وطالب محسن وسائل الإعلام لملمة جرحها وتغيير استرتيجيتها كي تحظى باحترام الجمهور من خلال تبن خطاب إعلامي وحدوي بعيدا عن الحزبية والفئوية ،والتركيز على الانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا وما خلفته آلة الحرب الإسرائيلية من دمار والكف عن نقل معلومات مضللة أو مناصرة لفريق ما في ظل مرحلة تحرر وطني لن تنته بعد.
ودعا الصحافيين الفلسطينيين إلى تغليب المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني على أي مصالح أخرى والتركيز على الأخبار الموحدة وإبعاد جميع الصحافيين الذي لعبوا دورا ي تأجيج الاقتتال وتوقيع وثيقة شرف للإعلاميين.
من جانبه، أشار عبد المنعم الطهراوي منسق الحملة الشعبية لدعم المصالحة بالمركز الفلسطيني لحل النزاعات إلى تقصير الإعلام الفلسطيني والعربي في دعم المصالحة والجهود التي تبذل لأجلها، وقدم شرحاً عن الحملة الشعبية للمصالحة الوطنية التي أطلقها المركز الفلسطيني عام 2007وعن وثيقة المصالحة التي تناولت عدة ملفات وساهمت في تقريب وجهات النظر بين أطراف الصراع،
وقال:" أن الإعلام يمكنه أن يصنع الحدث وان يغير الواقع إذا ما أراد ذلك ، متسائلا عن سر اختفاء الإعلام المستقل الذي لا وجود له في ظل الانقسام الذي يرسخ أقدامه يوما بعد يوم، وحمل الإعلام الفلسطيني والعربي المسؤولية في لعب دور تخريبي تجاه عملية المصالحة ودعا الجميع إلى التعاون من اجل لانجاز اتفاق المصالحة الوطنية".
بدوره طالب الصحافي صلاح أبو صلاح برفع وصاية السياسيين عن الإعلام حتى يقوم بدوره الوطني والمهني المطلوب مثمنا جهود المركز الفلسطيني بحمل جزء من المبادرة تجاه عملية المصالحة.
أما الناشط المجتمعي عبد ربه أبو تيم فقد طالب باستقلالية الإعلام والبعد عن أساليب التخوين وإثارة النعرات الحزبية التي لا تزيد مجتمعنا إلا انقساما وتفسخاً.
ودعا مراسل صوت القدس مثنى النجار لأي ضرورة وضع قانون يضبط الحالة الإعلامية و لمحاسبة كل إعلامي ينحرف عن دوره المهني والوطني ،وأيضاً تعزيز وعي الإعلاميين بالقضايا المجتمعية والوطنية لعدم الانجرار وراء كل الدعوات التي تزيد من تعميق الانقسام الفلسطيني.
وأكد سمير المقادمة من المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات على ضرورة تشكيل جسم إعلامي ضاغط على طرفي الصراع للرضوخ لرغبة المواطنين الطامحين بمصالحة وطنية تعيد لهم الاعتبار.
أما مراسل راديو بيت لحم 2000 ياسر دبابش طالب بتوحيد الخطاب الإعلامي المحلي، وضرورة أن يتحلى الصحفي بصفة التوازن في نقل الأخبار حتى لا يساهم في تأجيج الموقف وإلا يتم نبذه في حالة ممارسة هذا الدور.