انخفاض في عدد الانتهاكات ضد الصحفيين في الأراضي الفلسطينية
نشر بتاريخ: 06/01/2010 ( آخر تحديث: 06/01/2010 الساعة: 13:18 )
بيت لحم- معا- أكد تقرير أصدره المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) حدوث انخفاض ملحوظ على عدد الانتهاكات ضد الصحفيين الفلسطينيين خلال شهر كانون أول المنصرم، حيث شهد هذا الشهر ستة انتهاكات، بينما رصد مركز مدى في الشهر الذي سبقه 21 انتهاكاً.
ووفق التقرير تركزت معظم الانتهاكات في الثالث والرابع عشر من كانون أول، والتي تزامنت مع إحياء ذكرى انطلاقة حركة حماس، حيث تم اعتقال معد برامج قناة الوصال الكويتية زياد عوض ومنع مصوري شركة دايموند عامر وسامر لبّاد من تغطية مهرجان ذكرى انطلاق حماس، بقطاع غزة. كما تم اعتقال مراسل موقع "تورك تايم" مصعب القتلوني، ومدير قناة الأقصى محمد اشتيوي بالضفة الغربية.
كما بين التقرير تواصل الاعتداءات الإسرائيلية على الصحفيين الفلسطينيين في مدينة القدس- رغم انخفاضها هذا الشهر-، حيث قام المستوطنون ورجال الأمن الإسرائيلي بالاعتداء على مصور تلفزيون فلسطين نادر بيبرس ومصور رويتر عمار عوض في القدس.
وذكّر مركز "مدى" بالذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي راح ضحيته حوالي 1400 فلسطيني بينهم أربعة صحفيين هم: علاء مرتجى وباسل فرج، وعمر السيلاوي، و إيهاب الوحيدي، كما تم جرح عدد أخر من الصحفيين وتدمير وقصف العديد من مقرات المؤسسات الإعلامية وبيوت عدد كبير من الصحفيين، عدا أن إسرائيل منعت جميع وسائل الإعلام من دخول قطاع غزة أثناء العدوان وبعهده بأسبوع.
واستنكر المركز بشدة كافة الانتهاكات ضد الصحفيين، ومنع السلطات الإسرائيلية الأسرى الفلسطينيين في سجونها من مشاهدة قنوات الجزيرة منذ حوالي سنة، معتبرا ذلك اختراقا خطيرا لحرية التعبير والحق في الحصول على المعلومات.
وأعرب مركز "مدى" عن قلقه من مشروع قانون صوت عليه مجلس النواب الأمريكي في الثامن من كانون أول الماضي، و يقضي بفرض عقوبات على القنوات الفضائية العربية، ومنها قناة الأقصى والتي تبث مواد إعلامية تفسرها الولايات المتحدة بأنها معادية لها، حيث يعتبر ذلك مساساً خطيراً بحرية التعبير.
ووجه المركز التحية لكل الصحفيين في فلسطين وباقي أنحاء العالم، خاصة الذين تعرضوا للاعتداءات، معربا عن أمله بأن يشهد العام الحالي انفراجا حقيقياً في وضع الحريات الإعلامية في فلسطين وباقي دول العالم، وطالب بوقف كافة الانتهاكات ضد الصحفيين ووسائل الإعلام، وبالإفراج عن الصحفيين المعتقلين.
تفاصيل الانتهاكات:
(13/12)- اعتقال معد برامج قناة الوصال الكويتية زياد إسماعيل عوض من قبل الأمن الداخلي في قطاع غزة. وأفاد عوض أن قوات تابعة للأمن الداخلي حضرت إلى منزله الساعة الثامنة صباحا من يوم الأحد 13/12/2009، واقتادته إلى مركز الأمن الداخلي بدير البلح.
وأضاف عوض الذي يعمل أيضا مديرا لمكتب كتلة فتح البرلمانية في المنطقة الوسطى أنه تم التحقيق معه حول علاقته بقناة الوصال حيث أنه يقوم بإعداد برنامج يظهر معاناة أهالي قطاع غزة، كما تم التحقيق معه حول علاقته بالمجلس التشريعي، ورغم أن التحقيق لم يتجاوز ربع ساعة، إلا أنه بقي محتجزا لغاية الساعة الحادية عشر ليلا، ومن ثم تم إطلاق سراحه. وأضاف عوض: " لم أتعرض للتعذيب، لكنهم عاملوني بخشونة، ولم يقدموا لي الطعام. وطلبوا مني أن أسلمهم جهاز الحاسوب الخاص بي ولكني قلت لهم: أذهبوا وخذوه من النيابة العامة".
(13/12) - اعتقال مراسل موقع ترك تايم الإخباري مصعب حسام القتلوني من قبل جهاز الاستخبارات العسكرية في مدينة نابلس. وأفادت والدة القتلوني أن أفراد تابعين لجهاز الاستخبارات بنابلس حضروا حوالي الساعة العاشرة ليلاً بسيارتين مدنيتين إلى المنزل، واقتادوا ابنها إلى مقر الاستخبارات في بلدة جنيد. وأضافت القتلوني أن أفراد الجهاز المذكور عاملوهم بجفاء ، ورفضوا الإجابة عن سبب اعتقاله, وقد تم إطلاق سراحه يوم الجمعة الموافق 18/12/2009. هذا وكان الأمن الوقائي الفلسطيني قد استدعى القتلوني للتحقيق يوم السبت الموافق 12/12/2009، وبقي عندهم من الساعة العاشرة صباحاً ولغاية الثالثة ظهرا.
(13/12) منع مصوري شركة دايموند للإنتاج الإعلامي سامر وعامر لبّاد من تصوير مهرجان ذكرى انطلاق حركة حماس من قبل قوات الأمن الداخلي في غزة . وأفاد سامر لبّاد أنه كان يتواجد مع شقيقه على سطح عمارة لتصوير المهرجان وفجأة اقترب منهما رجال الأمن وقالوا لهما ممنوع التصوير من هنا، فقالوا لهم هنالك عدد كبير من الصحفيين يصورون من نفس المكان لماذا لا تمنعوهم؟ فأخذ رجال الأمن بطاقاتهم وقالوا لهما: "غدا ستأخذونها من مركز الأمن الداخلي في أبو خضرة". وعندما ذهبا في اليوم التالي لاستعادة بطاقاتهم، قاموا باحتجازهما والتقاط صور شخصية لهما، ومن ثم أطلقوا سراحهما ولكن لم يسلمونهما بطاقاتهم الشخصية، وقالوا لهما سنستدعيكما لاحقا لاستلامها.
(14/12)- اعتقال مدير مكتب فضائية الأقصى في الضفة الغربية محمد اشتيوي بمدينة طولكرم من قبل جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطيني. وأفادت زوجة اشتيوى أن مجموعة من الجهاز المذكور بطولكرم اعتقلوا زوجها يوم الاثنين الموافق 14/12/2009 من محل تجاري قرب منزله.
وأضافت أن الجهاز المذكور استدعى زوجها يوم السبت الموافق 12/12/2009 حيث بقي رهن التحقيق طوال اليوم، واستدعوه ثانية في اليوم التالي وبقي عندهم حوالي ثلاث ساعات، ليقوموا باعتقاله يوم الاثنين. وأفاد اشتيوي عند اطلاق سراحه يوم السبت الموافق 19/12/2009 أنه قام بالإضراب عن الطعام والشراب منذ اعتقاله حتى يوم الخميس، مما تسبب في فقدانه للوعي، حيث تم نقله إلى مستشفى الخدمات ، وبعدها اتصل أفراد الاستخبارات بعائلته وطلبوا منها الحضور لإقناعه بأن يأكل, وقد استجاب لطلب عائلته عند حضورها وأوقف إضرابه عن الطعام، وقد تم إطلاق سراحه بعد يومين.
(17/12)- الاعتداء على مصور رويتر عمار عوض في مدينة القدس من قبل قوات الأمن الإسرائيلية. وأفاد عوض أن مجموعة من رجال الأمن الإسرائيلي اعتدت عليه بالضرب عندما كان يغطي احتفال " القدس عاصمة الثقافة العربية" بالقدس, وأدى الاعتداء إلى إصابته برضوض مختلفة و تحطيم عدسة كاميرته.
(18/12)- الاعتداء على مصور تلفزيون فلسطين نادر بيبرس في حي الشيخ جراح بالقدس من قبل مستوطنين إسرائيليين . وأفاد بيبرس أن عدة مستوطنين اعتدوا عليه بالضرب المبرح عندما كان يصور اعتداء مجموعة أخرى من المستوطنين على أم فلسطينية وأطفالها في حي الشيخ جرّاح، مما تسبب له برضوض في يده اليمنى وساقه اليسرى.
وتابع بيبرس قائلاً : "عندما حاولت الدفاع عن نفسي جاء أفراد من الأمن الإسرائيلي وقيدوني واقتادوني إلى مركز الشرطة. وهناك أرادوا توجيه تهمة لي بالتهجم على المستوطنين، ولكني قلت لهم أنهم هم من تهجموا علي، وبأنني صحفي ولا يجوز أن يعاملوني بهذه الطريقة، بعدها قاموا بإطلاق سراحي".