الإثنين: 16/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقرير يحذر من ارتفاع وتيرة الاستيطان

نشر بتاريخ: 06/01/2010 ( آخر تحديث: 06/01/2010 الساعة: 20:56 )
القدس-معا- حذر تقرير أصدرته وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية التسارع الكبير في وتيرة النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في محيط البلدة القديمة من القدس، وتحديدا في بلدة سلوان والشيخ جراح وجبل الزيتون ، وتزامن هذا النشاط مع توسيع المستوطنات اليهودية داخل الحدود البلدية المصطنعة للمدينة المقدسة .

ووصف التقرير ما يجري في محيط البلدة القديمة من القدس بأنه ورشة إنشاءات ضخمة هي الأكبر منذ العام 1967 ، تشمل حفريات في باطن الأرض داخل أسوار البلدة القديمة، وسلوان، بناء شبكة مواصلات معقدة تشتمل على بناء جسور، وأنفاق ، وشبكة متفرعة من خطوط سكك الحديد تصل البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة ومركز المدينة بالمستوطنات المقامة على أراضي المواطنين ، إضافة إلى تكثيف الباء الاستيطاني في قلب الأحياء المقدسية ، كما هو الحال في سلوان ، وجبل المكبر ، وجبل الزيتون، عدا عمليات الاستيلاء على العقارات ، واستمرار هدم منازل المقدسيين، وتكثيف إجراءات الملاحقة للمواطنين بإسقاط حق الإقامة عنهم بداعي الإقامة خارج الحدود البلدية المصطنعة للمدينة المقدسة.

شبكة القطارات حول البلدة القديمة:

ووفقا للتقرير ، فإن أخطر ما ينفذ في المرحلة الحالية وما سيتم تنفيذه لاحقا وفي المدى المنظور هو شبكة القطارات الجاري العمل بها في قلب الأحياء الفلسطينية الشمالية في شعفاط وبيت حنينا، مخترقة منطقة خط التماس الفاصلة بين القدس الشرقية المحتلة والقدس الغربية، حيث قطع العمل بهذا المشروع مرحلة متقدمة ، وهو مشروع تنفذه شركات فرنسية وألمانية، ومن المقرر أن يربط المستوطنات اليهودية شمال القدس خاصة بسغات زئيف والنبي يعقوب بمركز المدينة.

ويعد هذا المشروع واحدا من ثلاثة مشاريع قطارات وخطوط تلفريك أعلنت السلطات الإسرائيلية عزمها على تنفيذها لتخدم التجمعات الاستيطانية اليهودية المقامة في القدس الشرقية المحتلة ، من بينها خط قطارات شرع بتنفيذ بنيته التحتية مؤخرا في أراضي المواطنين في رأس شحادة من أراضي شعفاط، وحي الزعيم وبلدة العيسوية يصل مستوطنة معاليه أدوميم بمركز المدينة ، وبالأحياء الاستيطانية اليهودية في رأس العمود وجبل الزيتون، ومن شأن تنفيذ هذا المشروع تعزيز التواصل الديمغرافي الاستيطاني في محيط البلدة القديمة ، وتفتيت التواصل الجغرافي والديمغرافي الفلسطيني في محيط البلدة القديمة وداخلها، وفي الأحياء تنتشر داخلها البؤر الاستيطانية.

ويرتبط بالمشروعين المذكورين خط القطار المعلق – تلفريك – الذي سيربط مستوطنة معاليه هزيتيم في رأس العمود، بالبلدة القديمة ، وخط آخر سيتفرع عنه يربط الحي اليهودي في البلدة القديمة ومنطقة حائط البراق بالؤر الاستيطانية في جبل الزيتون وحي الشيخ جراح ، حيث يتركز في هذه المرحلة النشاط الاستيطاني من الاستيلاء على العقارات ، ومخططات بناء أحياء استيطانية في كرم المفتي ، وعلى سفوح جبل الزيتون في محيط البؤرة الاستيطانية – بيت أوروت -.

الحفريات في البلدة القديمة وسلوان:

ونبه التقرير إلى خطورة ما يجري من حفريات إسرائيلية في البلدة القديمة من القدس خاصة أسفل المسجد الأقصى ، واعتزام البلدية القيام بحفريات على امتداد المنطقة من باب العمود وحتى منتهى شارع ألواد ، إضافة إلى الحفريات الجارية في بلدة سلوان – جنوب المسجد الأقصى ، موضحا أن هذه الحفريات تم على مدار الساعة ويتخللها تفكيك آثار إسلامية ، ونهبها ، وطمس وتدمير معالم وآثار بيزنطية كما حدث مؤخرا في المنطقة الجنوبية والغربية من محيط الأقصى، إضافة إلى ما تسببت عنه تلك الحفريات من انهيارات كما حدث في شارع واد حلوة في سلوان ، حيث سجل قبل أيام حدوث انهيار الشارع ، ليضاف إلى ثلاثة انهيارات أخرى حدثت العام الماضي وتسببت في سقوط أرضية إحدى المدارس هناك ، وحدوث تصدعات خطيرة في عشرات العقارات.

استيطان في قلب الأحياء المتخمة للبلدة القديمة:

وأكد التقرير أن تركيز الاستيطان اليهودي في قلب الأحياء المقدسية المتاخمة للبلدة القديمة ليس مصادفة بل هو مرتبط بمخطط تفرغ محيط البلدة القديمة من سكانه الفلسطينيين من خلال إتباع سياسة الانحلال الديمغرافي وتوطين المستوطنين حول أسوار البلدة القديمة لعزل الأخيرة عن امتدادها الجغرافي المجاور، عبر سلسلة من الأحياء الاستيطانية الصغيرة التي بدأت تظهر مثل مستوطنة معاليه هزيتيم في رأس العمود ، ونوف تسيون على سفوح جبل المكبر، وكدمات تسيون في الجهة الغربية من أراضي أبو ديس، فيما يجري التحضير للبدء ببناء أحياء أخرى في الشيخ جراح، وجبل الزيتون، وهما حيان شهدا العام الفائت تعزيزا للوجود الاستيطاني من خلال الاستيلاء على عقارات مقدسيين هناك ، ووضع كرفانات متنقلة كما هو الحال في جبل الزيتون.

وتزامنت هذه الجهود لتهويد محيط البلدة القديمة ، مع تصعيد في سياسة هدم منازل المقدسيين خلال العام المنصرم ، حيث هدم أكثر من 80 منزلا ، والتهديد بهدم مئات أخرى من المنازل خلال العام الجاري 2010 ، بعد ان رصدت البلدية عشرات الملايين من الشواقل لهذا الغرض.