الرئيس: للكويت دور بارز في احتضان حركة فتح منذ انطلاقتها
نشر بتاريخ: 06/01/2010 ( آخر تحديث: 06/01/2010 الساعة: 22:03 )
بيت لحم - معا - أشاد الرئيس محمود عباس بالعلاقات الكويتية الفلسطينية ووصفها بالتاريخية والمتجذرة وتمتد إلى ثلاثينيات القرن الماضي.
وأشار في لقاء مع الصحافة الكويتية إلى أن للكويت دورا بارزا في احتضان حركة فتح منذ انطلاقاتها.
وقال الرئيس إنه تشرف بلقاء سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح خلال الزيارة التي يقوم بها حاليا للكويت حيث شرح لسموه عملية السلام والأمور التي تسببت بوقف المفاوضات التي كانت بفعل الأحداث الداخلية الإسرائيلية.
وأضاف أنه بحث كذلك أهم المفاصل الأساسية التي يشكو منها شعبنا، إضافة إلى الأوضاع الحالية التي تشهدها الساحة الفلسطينية.
وحول الأوضاع في قطاع غزة أشار سيادته إلى أن السلطة الوطنية تقدم 58% من ميزانيتها للقطاع لتوفير احتياجاته للموارد المالية إضافة إلى توفير الماء والكهرباء والوقود والصحة، متهما حركة حماس بأخذ مبالغ مالية من المواطنين مقابل الخدمات التي تقدمها السلطة إلى مواطنيها بقطاع غزة.
وتطرق إلى الحصار المفروض على قطاع غزة بالقول إنه ظالم ويجب أن يفك هذا الحصار ويجب أن ينتهي حتى يستطيع الناس أن يعيشوا حياتهم بشكل طبيعي هناك، مضيفا أن الناس هناك يعيشون في سجن سيء جدا ويعاني الشعب معاناة شديدة وقاسية.
وعن العلاقات التاريخية التي تربط بين الكويت وفلسطين قال السيد الرئيس: إنها تمتد إلى ثلاثينيات القرن الماضي إضافة إلى أن حركة فتح انطلقت من الكويت ومن قطر وان أساس القيادة كان بالكويت، وهذا شرف لنا لا بد أن نذكره للتاريخ.
وردا على سؤال حول الجدار الذي تقوم ببنائه مصر على حدودها مع الأراضي الفلسطينية وما هو موقف السلطة منه قال سيادته، إنه حق مشروع لمصر وهي تمارس سيادتها على أرضها ونحن نعرف أن مصر لن تحرم الشعب الفلسطيني من المواد الأساسية التي يحتاجون إليها.وتساءل سيادته عن أسباب حفر الأنفاق مؤكدا ضرورة العودة إلى الجذور حتى تنتهي هذه المشكلة التي سببت الحصار على قطاع غزة، مشيرا إلى أن المواد التموينية والصحية وسيارات الإسعاف وغيرها التي ترسل إلى غزة تنقل من قبل الحكومة المصرية إلى قطاع غزة.
وعبر الرئيس عن استعداده للتوقيع مع حماس على وثيقة مصالحة وطنية تفضي إلى الذهاب فورا إلى انتخابات تشريعية ورئاسية، إذ أن حماس جاءت إلى المجلس التشريعي من خلال انتخابات ديمقراطية حرة نزيهة نفتخر بها او 'فلتقبل حماس بتحديد موعد للانتخابات فقط ونذهب للانتخابات وليحكم الشعب ماذا يريد.
وأوضح أنه طلب من المصريين تقديم وثيقة متوازنة تضم كل مصالح الأطراف المعنية ومع ذلك رفضت حماس وقالت إن لديها بعض الملاحظات وهذا يعني أنهم لا يرغبون بالتوقيع.
وأضاف أن مصر تعتبر بوابة الشعب الفلسطيني من الجنوب وهي القادرة على تطبيق أي اتفاق ..والسؤال الذي يجب أن نسأله لماذا لا نريد أن نوقع، أما السؤال الآخر فلماذا نريد أن نوقع في مصر، متمنيا على حماس أن يحضروا إلى مصر للتوقيع على الاتفاقية.
وحول الموافقة التي أبداها رئيس حركة حماس خالد مشعل على التوقيع على الاتفاقية وهل هناك ضغوط خارجية يتعرض لها الطرفين، أكد السيد الرئيس أنه تعرض لضغوط شديدة من الأميركان وطلبوا منه عدم التوقيع إلا انه وقع، وقال: 'من يزعم أنني استجيب للضغوط فانا لم استجب لها وعندي أمثلة كثيرة جدا على ذلك'، مشددا على أن المصلحة الوطنية أهم بكثير من الأمور الأخرى.
وعما إذا كانت هناك وساطة خليجية لتقريب وجهات النظر بين فتح وحماس قال سيادته إن الدول الخليجية حريصة على المصالحة الوطنية وعلى التواصل مع الأطراف الفلسطينية معربا عن اعتقاده بان مصر ترحب بأي جهد من دول الخليج وهو مرحب به في دعم الوساطة الفلسطينية الفلسطينية.وعن عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة قال سيادته: 'أنا لن أرشح نفسي للانتخابات المقبلة' موضحا 'عندما قلت أنني لن أترشح في الانتخابات فهذا لا يعني هروبا من المعركة وفي المحصلة الأخيرة أنا إنسان وجدت أن الطريق مغلق فأردت أن ارجع خطوة إلى الوراء من اجل إفساح بالمجال للآخرين'.
وأشار إلى انه عندما خاض الانتخابات عام 2005 نزل ضده ثمانية مرشحين وكان من الممكن أن يفوز احدهم، مؤكدا وجود ظروف ومشاكل وتعقيدات في القضية الفلسطينية.
وحول المباحثات التي أجراها مع الرئيس المصري حسني مبارك والتي وصفت بالمهمة قال: 'إننا ننسق مواقفنا مع أشقائنا وخاصة مع مصر كدولة لها ثقلها ولذلك تحدثنا معهم ليطلبوا من الإدارة الأميركية أن تكون هناك نقطتان أساسيتان هما: يجب أن توقف إسرائيل نشاطها الاستيطاني بشكل كامل من خلال المرجعية التي تقولها خطة خارطة الطريق وانه في حال تم التوصل إلى اتفاق فانه على استعداد لدخول المفاوضات معهم فورا'.
وعن صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط والتخوف من عدم إيفاء حماس لوعودها مقابل الإفراج عن مروان البرغوثي أكد سيادته أن هناك رغبة كبيرة في الجلوس مع حماس رغم الجراح والدماء والقتل 'فنحن لا ننكر وجودهم إلا أنهم ينكرون وجودنا وهم جزء من الشعب الفلسطيني وعلينا أن نتعامل معا'.
وبالنسبة للجندي شاليط قال سيادته إن هناك صفقة بين حماس وإسرائيل، كانت تديرها مصر ومن ثم تحولت إلى المبعوث الألماني الذي عقد صفقة بين حزب الله وإسرائيل ولم تنجح، موضحا أنه مع صفقة تفضي إلى إطلاق سراح أي فلسطيني 'فهو مكسب لنا أما فيما يتعلق بالبرغوثي فإذا كان من ضمن الصفقة فهو أمر مرحب به'، مشيرا إلى انه 'في كل مناسبة تجمعني مع الإسرائيليين تكون على رأس الأجندة البرغوثي وعدد من القيادات الفلسطينية من اجل إخراجهم من السجون'.
وحول جدية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عملية السلام قال السيد الرئيس: ان نتنياهو هو منتخب من الشعب الإسرائيلي، 'ولا بد أن أتعامل معه بخيره وشره حتى وان كنت مقتنعا بأنه يريد أو لا يريد السلام فهذا لا يغير من المعطيات التي تدفعني إلى الذهاب إلى المفاوضات'.وأشار سيادته إلى تعرضه لحملة تشويه وتشهير حول ما نشرته وسائل الإعلام عن طلبه تأجيل تقرير ريتشارد غولدستون، مؤكدا أن التأجيل جاء بعد مطالبات من المجموعة العربية وحركة عدم الانحياز ومجموعة من الدول والمنظمات الأخرى لمناقشة الوضع في الأرض المحتلة والقدس الغربية بالجلسة الـ13 لمجلس حقوق الإنسان.
وفا