أستاذ علم النفس د. سابيلا لـ معا: لا تضعوا الموظف في بوز المدفع .. تأخر الرواتب كارثة على الموظفين وعائلاتهم
نشر بتاريخ: 02/05/2006 ( آخر تحديث: 02/05/2006 الساعة: 18:28 )
القدس- معا- حذر د . برنارد سابيلا استاذ علم النفس الاجتماعي من التداعيات النفسية والاجتماعية والحياتية الناجمة عن عدم تلقي نحو 167 ألف موظف من موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية لرواتبهم.
وقال د. سابيلا لـ"معا" :" ان تأخر الراتب بالنسبة للموظف يعني ضغطا نفسيا واجتماعيا وحياتيا من كل النواحي وحتى لا نبالغ فنتهم من قبل البعض بأننا نلعب سياسة فان الواقع على الأرض يقول ذلك حين يتعلق الأمر بموظف يعيل أسرة وعلى عاتقه مسؤولية اعالتها والانفاق عليها وتسديد رسوم التعليم والصحة والمواصلات وأجرة البيت وفواتير الماء والكهرباء فأن تأخر راتبه وعدم حصوله عليه يعني كارثة ولا شيء غير الكارثة..!
لا بدائل..!
ويرى د .سابيلا أن لابدائل أمام الموظف الا تلقي راتبه.كيف؟ هذا من مسؤولية حكومته الوطنية.. " أنا مع التحلي بالصبر..ومع التحلي بالشجاعة ..وفوق ذلك أنا ممن يأكلون الزيت والزعتر - وهي بالمناسبة وجبتي المفضلة - لكن..ولكن..ولكن..ولكن..نحن نتكلم عن حكومة وطنية عليها مسئولية كبرى ..ومسئوليتها أن يأتي الراتب في وقته، وعدم مجيء الراتب في وقته يصبح جزءا من مناورة سياسية ومن صراع سياسي ، ولكن أن يأتي الراتب في وقته أيضا فهو جزء من هذا الصراع السياسي والذي لن يختفي سواء تدفقت الأموال أم لم تتدفق ، ولهذا أجد من الصعوبة أن نضع صاحب الراتب الشهري في " بوز المدفع" ..صعب أن تطلب من الموظف أن يصمد أكثر.. ربما يصمد شهر، وربما يحتمل شهرين أو ثلاثة..ولكن ماذا بعد؟..اذن هناك اشكالية كبيرة والمخرج منها هو مخرج سياسي ودعونا لا نضحك على بعضنا بعضا".
أعجوبة الظروف :-
ولكن ماذا يحصل حين يتقاضى الموظف راتبه ؟ عن ذلك يجيب د .سابيلا بقوله:
" حين يحصل الموظف على راتبه يعني حدوث دورة نقود في البلد.فالموظف يشتري ملابس.والتاجر كذلك يستفيد ويستورد بضائع..وتنشط حركة البيع والشراء، اذن تصبح هناك حركة اقتصادية في البلد ككل تؤثر على جميع المرافق، وتؤثر أيضا على نفسيات الناس".
ويضيف :" ليس المطلوب من المجلس التشريعي تقديم تنازلات سياسية مقابل أن يأتي المعاش ، لكن هناك حقيقة دولية سياسية لا يمكن لنا مهما كانت مواقفنا أن نتغاضى عنها.كيف نستطيع أن نصل الى المعادلة التي تؤكد على مقاومتنا للاحتلال من ناحية وعلى حقنا في العيش الطبيعي من ناحية أخرى في ظروف يمكن وصفها بأنها " ظروف أعجوبة" ، واذا عجزت لأي سبب من الأسباب من أن تؤمن للموظف راتبه فتلك مشكلة تواجه الشعب الفلسطيني كله ، ومن جانبنا نحن مستعدون للتضحية مع الحكومة ، لكننا نتأمل أيضا من هذه الحكومة أن تقنعنا بالحل الأعجوبة...".
دراما اغريقية :-
" صحيح أن عدم حصول الموظف على راتبه قد يقلل المصاريف لأنك لن تستطيع الخروج من بيتك - وهذا شيء ايجابي على المدى القصير - لكن الحقيقة المرة تصدمك حيت تعجز عن الوفاء بالتزاماتك العائلية - كما يقول سابيلا - مضيفا :" ماذا لو أتتك طفلتك ذات يوم وطلبت منك عشرة شواقل لشراء قرطاسية ولم تملك هذه الشواقل القليلة ؟ كيف ستتصرف؟ الن تأكلك الحسرة عندئذ؟ ربما تتهم من اسرتك بأنك حولت قضية الراتب الى دراما اغريقية يمل منها الطفلة والزوجة والأبناء جميعا..لهذا فان الصمود اليوم امام هذا الواقع الصعب الذي يفرضه الاحتلال علي معناه أن احترم نفسي أمام عائلتي، وأن أوفر الأمان والطمأنينة للزوجة..ليست النقود هي القضية ..لكن القضية هي شعورك النفسي والاجتماعي وتواصلك مع أفراد عائلتك..وأنا أعتقد أن غياب المعاش يخلق أزمة سرعان ما تحل عندما يأتي المعاش...".