الإغاثة الزراعية: استطعنا تقديم كافة المساعدات للقطاع
نشر بتاريخ: 09/01/2010 ( آخر تحديث: 09/01/2010 الساعة: 18:26 )
غزة- معا- تمر هذه الأيام ذكرى مرور عام على احتلال مقر جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية ) في حي الزيتون إلى الجنوب من مدينة غزة من قبل قوات الاحتلال وتمركز العديد من دباباتها داخل أسوار الجمعية وقيامها بتكسير المكاتب والعبث في محتوياتها وسرقة العديد من الأجهزة التي كانت الجمعية تستعملها والاستيلاء على العديد من الغرف وتخصيصها مكانا لقنص كل ما هو متحرك في المنطقة المذكورة.
العاملون في الإغاثة وكنوع من التحدي والصمود والإرادة وبمجرد انسحاب قوات الاحتلال استطاعوا إعادة إصلاح ما دمره الاحتلال واستئناف العمل فيها وتقديم المساعدات لأبناء شعبنا المنكوب خاصة قطاع المزارعين.
ابتسام سالم مديرة دائرة البرامج والمشاريع في الجمعية فرع غزة قالت" أن الهجمة لم تتوقف عند هذا الحد، فلقد لجأ جيش الاحتلال إلى كسر الأبواب والدخول إلى مكاتب المؤسسة مكتباً مكتباً، وتحطيم الأبواب والشبابيك، ومن ثم تحطيم الأثاث المكتبي والتجهيزات الكهربائية والالكترونية التي يحويها مقر المؤسسة في قطاع غزة وسرقة كاميرات تصوير وأجهزة كمبيوتر تحمل باليد " لاف توف ", ومن ثم قيام هذه القوات بتدمير كافة الملفات المتعلقة بالمؤسسة، الأمر الذي تسبب في فقدان كافة موجودات المؤسسة بشكل نهائي، حيث لم يتسنى لنا الإطلاع على حجم الدمار إلا بعد أن تم وقف العدوان وهذا أثر على عملنا خاصة في تقديم المساعدات العاجلة للمنكوبين".
وأضافت أن هذا المبني الذي يشهد له الجميع بجماله كان قد تحول بفعل هذا العدوان إلى مكان أنقاض وكأنه مهجور منذ عشرات السنين وقالت : "أننا استطعنا ترتيب أوضاعنا في خلال أيام ومارسنا عملنا وواصلنا تقديم المساعدات إلى شعبنا".
وتعيد المهندسة سالم بذاكرتها مشيرة أنه بعد انسحاب قوات الاحتلال من منطقة حي الزيتون توجهت إلى المكان فورا وصدمت من حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة وكأن زلزالا ضربها وفالت عندما دخلت مكتبي أصبت كذلك بالدهشة عندما لم أشاهد شيئا سواء الأوراق أو الملفات وكل ما رأيته بقعا من الدماء و ضمادات جروح وكأن قوات الاحتلال كانت محولة مكتبي إلى غرفة علاج لجنودهم وتقدر سالم حجم الأضرار بأكثر من 250ألف دولار .
وتعتبر الإغاثة الزراعية من كبرى المؤسسات الأهلية التي تعمل في قطاع غزة، حيث يشكل مكتبها في القطاع نقطة انطلاق للعديد من المؤسسات الشريكة والمؤسسات الدولية، والتي كانت تتخذ منه قاعدة لخدمة عشرات الآلاف من المستفيدين في المناطق المختلفة
ورات المهندسة سالم قطاع أن ما جرى ويجري يعبر بوضوح عن هذا السلوك الهمجي لقوات الاحتلال، التي ضربت بعرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية، وقواعد الحماية التي يوفرها القانون الدولي لكافة المؤسسات التي تعمل في الحقل الإنساني. وطالبت كافة أصدقائنا وشركائنا بالعمل معنا من أجل فضح هذه السياسة، ومن أجل الضغط على الاحتلال، ومطالبتها بتعويض الفلسطينيين عن كافة الأضرار التي ألحقتها بهم هذه الحرب المجنونة والتي لا تستند إلى أية مبررات.
وعن دور وانجازات جمعية الإغاثة خلال العام الماضي 2009 أكدت سالم أن الهدف العام للجمعية يتركز على تحقيق التنمية المستدامة والمتكاملة من خلال القطاع الزراعي والعاملين فيه موضحة أن الإغاثة ركزت على الاستمرار في تنمية قطاع الزراعة على اعتبار أنه أهم قطاع من خلاله يتم تحقيق الأمن الغذائي فقامت على تنفيذ مشاريع إعادة تأهيل القطاع الزراعي ليبقى مستمرا لتلبية احتياجات أبناء شعبنا وذلك في مجالات تطيين وترميل التربة المجرفة وتركيب شبكات الري وزراعة الأشتال المثمرة وأشتال الخضروات وتركيب الدفيئات ومد شبكات ناقلة للمزارعين وشق الطرق الزراعية
وتابعت أن الجمعية قامت في العام المنصرم بتشغيل عدد كبير من الأيدي العاملة بعد الحرب من خلال هذه المشاريع والمباشرة في أعمال مشاريع الطوارئ بهدف تسويق منتجات المزارعين وسد احتياجات الأسر الفقيرة من خلال توزيع السلات الغذائية ودخل نقدي للأسر الفقيرة
وذكرت المهندسة سالم أننا "قمنا من خلال برنامجنا والذي أطلقنا عليه من " المزارع الفقير إلى الأسر الفقيرة "بتوزيع 14500 سلة غذائية للعد نفسه من الأسر المتضررة من الحرب وأيضا قمنا بتشغيل عدد 910 من العمال العاطلين عن العمل ولم نكتف بذلك بل أفدنا 1010مورد للخضار".
وعلى صعيد استصلاح الأراضي الزراعية خلال العام المنصرم 2009 أضافت قائلة : ثم استصلاح 4559 دونما من الأراضي التي تمتد على الشريط الحدودي والتي دمرت وجرفت في مناطق ( بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا وشرق غزة وجحر الديك ووادي السلقا والشوكة برفح ) وقامت الإغاثة بأعمال البستنة لأشجار الحمضيات والزيتون لعدد 2850 دونم والتي تشمل ( القشبرة والتعشيب والنكش والتجوير ورش الأدوية الزراعية )
وزادت المهندسة سالم أن الجمعية عملت على إعادة ترميم وتأهيل حمامات زراعية لعدد 155 وتأهيل 63 كم من الطرق الزراعية في مناطق مختلفة من القطاع للمناطق المدمرة وتركيب عدد 59 كم خط ناقل للمياه في نفس المناطق وذلك بهدف توصيل المياه إليها وزقا مت الجمعية بإنشاء 285 حديقة منزلية وما زال العمل جاري لتنفيذ عدد من هذه الحدائق وعملنا على خلق فرص عمل لحوالي 3000 عامل من خلال المشاريع
وأوضحت المهندسة سالم أن أهم المشاريع التي بدأنا بها خلال العام الماضي هو مشروع إعادة تأهيل الأراضي الزراعية المدمرة والممول من الممثلية السويسرية في ثلاث مناطق من قطاع غزة ثم اجتياحها وتدمير أراضيها خلال الحرب وهي مناطق ( جباليا ووادي السلقا والشوكة في رفح ) منوهة أن هذا المشروع تم تنفيذه في العام 2008 لنفس تلك المناطق ومن نفس الممول والتي تم من خلاله تنفيذ عدد من الحلقات الإرشادية للمزارعين في راديو ألوان
وعن الخطة المستقبلية لجمعية الإغاثة لهذا العام 20010 قالت سالم سنواصل تنفيذ المشاريع التي بدأنا فيها في العام الماضي من خلال إعادة استصلاح المزيد من الأراضي الزراعية المدمرة من جميع الجوانب وإقامة المزيد من الحدائق المنزلية وإنشاء بعض الحمامات الزراعية وإعادة تجهيز حظائر دمرت و مضاعفة فرص العمل مؤكدة أن العمل سيركز في المناطق العازلة التي تمثل 25% من مساحة قطاع غزة والتي تحاول قوات الاحتلال منع أي مواطن من الاقتراب منها وإلا سيعرض حياته للخطر.