الاحتفال باختتام برنامج تدريبي في مجال البحث الإجرائي والنوع الاجتماعي
نشر بتاريخ: 11/01/2010 ( آخر تحديث: 11/01/2010 الساعة: 15:04 )
رام الله- معا- احتفل المركز الفلسطيني للإعلام والأبحاث والدراسات "بدائل"، برام الله، باختتام برنامج تدريبي في مجال البحث الإجرائي والنوع الاجتماعي، كان نفذه بالتعاون مع مركز المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق، وبدعم من منظمة "اليونسكو".
وتم خلال الحفل، استعراض نتائج أربعة أبحاث في مجال العلوم الاجتماعية والنوع الاجتماعي، كان قد تم إنجازها ضمن البرنامج الذي دام 10 أشهر.
وأكد هاني المصري، مدير مركز "بدائل"، أهمية البرنامج، خاصة وأنه ركز على إنجاز أبحاث هامة، فضلا عن دوره في رفع كفاءة عدد من المشاركين على صعيد إعداد البحوث الإجرائية، لافتا إلى العوائد الإيجابية للأبحاث الإجرائية في توفير معلومات تساعد في رسم السياسات وصنع القرار، فضلا عن انعكاساتها الحيوية في تقديم معلومات تتطرق إلى قضايا مختلفة.
وأثنى على حيوية المشاركين بالبرنامج، والمعطيات التي قدمتها الأبحاث الأربعة، وتناولت كلا من موضوع "أثر معرفة أعضاء المجلس التشريعي لمفهوم النوع الاجتماعي على استعدادهم لتطبيق اتفاقية (سيداو) في قوانين وتشريعات السلطة الوطنية"، و"مدى فاعلية سياسات وبرامج مؤسسات حقوق الإنسان في الضفة في تعزيز النوع الاجتماعي".
كما بين أن البحوث المعدة ضمن البرنامج، تناولت "دور برامج القيادات الشابة في مؤسسات مدينتي رام الله والبيرة في رفع الوعي الجندري للفتيان والفتيات المنتسبين إليها"، و"مدى معرفة الصحافيين العاملين في الصحافة المكتوبة والالكترونية بقضايا المرأة الحقوقية المتضمنة في قانون الأحوال الشخصية ومقترح التعديلات عليه".
وأشار إلى أن البحوث كشفت معطيات لافتة تستحق الوقوف عندها، من أهمها ضعف معرفة الإعلاميين بقضايا المرأة، وغياب الاهتمام والمعرفة الكافية لدى النواب الفلسطينيين فيما يتعلق باتفاقية "سيداو" وبنودها.
وأشاد بمركز المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق ومنظمة "اليونسكو"، لدورهما في تنفيذ البرنامج، منوها إلى أنه رسخ حالة من الشراكة المميزة.
وعبر عن سعادته بإنجاز البرنامج، مضيفا "هذا البرنامج من البرامج النادرة التي استطاعت أن تخرج بأبحاث لا تكتفي بتشخيص الواقع ووصفه، بل تقدم دراسة عن قضايا مختلفة وتضع مقترحات بشأنها".
وقال: إن أهمية الأبحاث تكمن في أنها ستساعد حتما في تحقيق وعي أفضل للواقع الاجتماعي، وأسباب التمييز والاضطهاد المزدوج الذي تعاني منه المرأة، فالاضطهاد ضد المرأة ضارب جذوره بالقدم، ولا يمكن أن ينتهي بضربة واحدة، لكن علينا أن نجسد قناعة بأن المجتمع الذي يضطهد المرأة لا يمكن أن يكون حرا.
وأضاف: إن المشاركين في البرنامج، ورغم أنهم يحملون شهادات عالية، وعلى رأس عملهم، تحلوا بالجدية والمثابرة، وحصلوا على 261 ساعة تدريبية وأنجزوا أبحاثا من حقهم أن يفخروا بها، بمساعدة أساتذة مشرفين ومدربين يستحقون بدورهم كل تقدير.
من ناحيتها،عبرت زهيرة كمال، مديرة مركز المرأة للأبحاث والتوثيق، عن سعادتها بالنجاح الذي حققه البرنامج، مبينة أن أهمية البرنامج لا تقتصر على إعداد كوادر كفؤة في مجال البحوث الإجرائية، بل والخروج بمعطيات متنوعة تتعلق بمسائل تهم المرأة بشكل خاص.
وأوضحت أن تنفيذ البرنامج يندرج ضمن عناية مركز المرأة للأبحاث والتوثيق بحقل البحوث الإجرائية، باعتبار أنها يمكن أن توفر حلولا وتصورات يستفيد منها صناع القرار.
وقالت: لاحظنا من خلال عملنا في المركز على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، أن هناك ضعفا جليا في مجتمعنا فيما يتعلق بالبحوث الإجرائية وإعدادها، ومن هنا جاء تنفيذ هذا البرنامج، الذي تعاقدنا فيه مع مركز "بدائل" بغية تدريب عدد من الباحثين من حملة درجة الماجستير على الآليات المتعلقة بإعداد البحوث الإجرائية.
وأثنت على الباحثين المشاركين في البرنامج وعددهم 16 متدربا، مشيرة إلى أهمية البحوث الأربعة التي أنجزت ضمن البرنامج.
وقالت: إعداد هذه البحوث خطوة مهمة، لكننا نأمل أن نتمكن من المراكمة على هذه الخطوة، لأن إعداد باحثين مؤهلين يتطلب عملا متواصلا، بالتركيز على إعداد بحوث مختلفة.
من جانبها، ذكرت سماح نجار، في كلمة المشاركين، أن البرنامج ساهم في إكساب المشاركين فيه معارف مختلفة، خاصة فيما يتعلق بالشأن البحثي.
وأشادت بالقائمين على البرنامج، منوهة إلى أنه تم من خلاله الخروج بنتائج محددة وتوصيات عملية تنتظر من أصحاب الشأن والقرار تطبيقها.
وتطرقت إلى غنى النقاشات التي دارت خلال تنفيذ البرنامج والأبحاث الأربعة، مضيفة "لم يكن نقاشنا جدلاً نرمي منه تمرير أهداف في مرمى عقيم، بل غايتنا المثلى وستبقى هي البحث عن حياة بحثية متميزة، تُسلحنا بأدواتٍ ومهارات، تؤهلنا للدخول في عالمٍ من البحث العلمي، نكون قادرين فيه على توليد المعرفة، ومن ثم نقلها ونشرها والعمل على استثمارها في مجمل مسالك حياتنا المادية والبشرية".
وتابعت:" كنا كخلية النحل تجمع غذاءها في الصيف لتتغذى به في الشتاء، فقد تكبدنا جلد البحث وعناء المطاردة وراء هذه المعلومة أو تلك المؤسسة، فها هي بذور الصيف تؤتي أكلها منتجة أربعة بحوث نوعية، تعالج قضايا هامة في النوع الاجتماعي وشؤون المرأة وقضاياها وحقوقها".
وفي ختام الحفل، تم تكريم الأساتذة والمدربين الذين ساهموا في تنفيذ البرنامج، إلى جانب توزيع الشهادات على المشاركين فيه.
تجدر الإشارة إلى أن البرنامج، يأتي ضمن رؤية مركز "بدائل" الرامية إلى تعزيز القدرات البحثية في المجتمع الفلسطيني، وتنمية الثقافة البحثية كأحد أدوات التأثير في أصحاب القرار.