الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

حوّلت ''زيت القلي'' المستعمل إلى ديزل.. الطالبة حنين أبو بكر: من براءة الطفولة إلى براءة الاختراع

نشر بتاريخ: 03/05/2006 ( آخر تحديث: 03/05/2006 الساعة: 22:01 )
رام الله -معا- كتبت ريما الأحمد- انسجاما مع فلسفة المنهاج الفلسطيني الجديد القائمة على البحث والتقصي، ابدعت الطالبة حنين أبو بكر في الصف الحادي عشر العلمي بمدرسة بنات رام الله الثانوية عندما توصلت الى تحويل زيت القلي المستعمل إلى ديزل.

تقول حنين عن اختراعها الجديد : "لفت نظري ما جاء في منهاج العلوم للصف العاشر، عن الطاقة الحيوية، تضمن تجربة بسيطة لتحويل زيت القلي إلى ديزل، فكرت في نفسي أن هذه التجربة إذا نجحت فهي غير ملوثة للبيئة وتكلفتها بسيطة".

في تلك الفترة لم تكن الظروف مهيأة لحنين لإجراء تجربتها، حتى قرأت في إحدى الصحف عن تجربة قام بها أحد الأشخاص بالنمسا، مما أثار في نفسها الفضول لإعادة التجربة، وعرضت فكرتها على مدرستها نادرة أبو قويدر التي شجّعتها، تقول أبو قويدر: "عندما عرضت علي حنين الفكرة شجّعتها، وقامت بالتجربة عدة مرات، وفشلت، لكن طموح حنين وتشجيعي لها بقيا حافزاً على إعادة التجربة إلى أن نجحت أخيراً".

وتتمنى حنين أن تلاقي تجربتها الاهتمام، وأن تتاح لها الفرصة لتطبيقها عملياً، وأن تعرضها على مؤسسة المواصفات والمقاييس، لتنال براءة الاختراع في فلسطين.

أول تجربة في فلسطين :

يقول محمد نادر مشرف الفيزياء في مديرية تربية رام الله: "لقد قامت الطالبة حنين بأول تجربة من هذا القبيل في فلسطين، إضافة إلى أنها قامت بإثراء المنهاج عن طريق البحث خارجه، وهذا ما يؤكد نجاح المنهاج الفلسطيني الجديد الذي يسعى في أهدافه إلى البحث والتقصّي، وأتمنى أن يحذو الطلاب حذوها".

حنين فتاة وادعة وهادئة، لها شخصية جريئة خاصة في طرح فكرتها، طموحها أن تكمل تعليمها في مجال التكنولوجيا والحاسوب، الذي عن طريقه يمكن أن تطور أفكار وتجارب في مادة الفيزياء التي تحبها.

ودعت عفاف عقل مديرة تربية رام الله والبيرة، أولياء الأمور إلى تشجيع أبنائهم كما حصل مع حنين، لتغيير تلك النظرة التمييزية إلى المرأة الفلسطينية، وأن تواصل تجربتها وتعممها حتى نستطيع الاستفادة منها.

واعربت عقل عن املها أن تلاقي حنين وغيرها من الطلاب الفلسطينيين التشجيع، وأن تتهيأ الظروف لهم، ونجد من يحتضن أفكارهم واختراعاتهم، فمثل حنين كثيرون، لكن ظروفهم كظروف هذا الشعب الذي يعاني الاحتلال ومرارته، وفي كل موقف يؤكد لنا الطالب الفلسطيني أن لديه قدرات على العيش والابتكار والإبداع في ظل ظروف سيئة يعيشها دون أقرانه من العالم.