مصر: تغيير استراتيجية العمل والخطط الامنية بسيناء وعلى حدود غزة
نشر بتاريخ: 14/01/2010 ( آخر تحديث: 14/01/2010 الساعة: 18:33 )
العريش - خاص معا - قررت السلطات المصرية تغيير الإستراتيجية الأمنية على الحدود مع غزة وداخل سيناء، خاصة بعد مقتل جندي مصري من قوات حرس الحدود خلال مسيرة لحماس قبل حوالي اسبوعين، الأمر الذي من زاد حدة التوتر بين الحكومة المصرية وحركة حماس.
وأكدت مصادر أمنية مصرية لمراسل "معا" في العريش أن السلطات المصرية قررت استبدال ابراج المراقبة مع قطاع غزة بأخرى حديثة، حيث تم المصادقة على مشروع بناء 23 برج بمواد إسمنتية وخرسانية ونوافذ زجاج سميكة ومخصصة ضد جميع أنواع الرصاص، وتعمل إحدى الشركات المصرية على تنفيذ بناء الابراج الجديدة خلال الأيام القليلة القادمة.
وافادت المصادر ان عدد الأبراج المطلة على قطاع غزة تبلغ حوالي 13 برج مراقبة، تنتشر على طول الحدود بدءا من البرج المصري المتواجد على ساحل البحر الحدودي مباشرة وحتى البرج الثالث عشر المتواجد بالقرب من معبر كرم ابو سالم، كما ستشيد مصر 10 ابراج أخرى على ساحل البحر الحدودي وقد وضعت مواصفات لهذه الأبراج تحمي الجندي المصري بداخلها من اية طلقات من الجانب الفلسطيني.
تعزيز الحدود بالنخبة:
وأوضحت المصادر الأمنية المصرية ان السلطات اتخذت العديد من الإجراءات لتعزيز منطقة الحدود حيث تم نشر ما يقارب 24 قناصا من خيرة القناصين المصريين المحترفين ومزودين بأجهزة عسكرية حديثة، كما تم تعزيز الحدود بحوالي ألف جندي من القوات الخاصة المصرية، يكونوا على أهبة الاستعداد ومدربين على اشتباكات الحروب لينضموا إلى 750 جندي مصري من قوات حرس الحدود في حال وقوع اي اشتباكات أخرى من عناصر فلسطينية.
وأضحت المصادر الأمنية ان التعليمات صدرت من القيادات المصرية بإطلاق رصاص القناصة على اية عناصر فلسطينية تعتلي البنايات العالية المواجهة لمصر.
وفيما يتعلق بالوضع الأمني داخل سيناء، اوضحت المصادر ان محافظ شمال سيناء الجديد اللواء مراد مواي اجتمع مع اللواء عمر سليمان والمشير طنطاوي من اجل تغيير الإستراتيجية الأمنية بسيناء وعلى حدود غزة، واكدوا على ضرورة إجراء تعديل لبعض بنود اتفاقية "كامب ديفيد"، من اجل ان تتمكن مصر من تمركز قوات شرطة فى المنطقة ج بالإضافة لتعزيز منطقة الحدود مع قطاع غزة بأعداد كبيرة، من القوات المسلحة لمواجهة أية تجاوزات من الجانب الفلسطيني.
مقتل الجندي المصري:
وفيما يتعلق بالتقرير النهائي حول حادثة مقتل الجندي المصري احمد شعبان، قال المصدر الامني المصري أن الجندي احمد شعبان أصيب بطلقتين خلف الابط الأيسر وهو ما جعل حماس تدعي إصابته من الخلف برصاص مصري ولكن حقيقة الأمر تؤكد ان كل برج من ابراج الحراسة له باب لدخول الجندي وثلاث نوافذ يراقب منها الجندي المصرى ويستدير الى كل نافذة فهناك نافذة داخل البرج تطل على قطاع غزة مباشرة ونافذة ثانية مواجهة لباب دخول برج المراقبة وتطل على امتداد الشريط الحدودي والنافذة الثالثة تطل على الاراضي المصرية من الخلف وكل جندي داخل الأبراج المصرية يراقب الجهات الثلاث من النوافذ الثلاثة، اي ان الجندي المصري حال استدارته للنظر من النافذة الخلفية، أصبح ظهره بالكامل للأراضي الفلسطينية، وإذا نظر من النافذة الجانبية أصبح جانبه الايمن او الأيسر تجاه قطاع غزة وهو ما اكدت عليه التقارير الامنية المصرية بأن اثنين من القناصة الفلسطينيين صوبا على الجندي احمد شعبان حينما استدار وأصابوه ناحية الابط الأيسر في نقطة بعيدة عن الدرع الواقي الذي يرتديه، كما أن الجانب المصري تعرف على هوية القناصين الفلسطينيين.
وقال المصدر :" أن صبر مصر قارب على النفاذ تجاه حماس وقياداتها، ولربما ستكون لمصر تغيرات كبيرة قادمة في التعامل معها، وسيكون لمصر صبرا محدودا لإتاحة الفرصة لإنهاء الانقسام الفلسطيني في حالة إبداء الأخيرة لاي تقدم سريع في الإقدام على المصالحة الفلسطينية".