شبيطيات * يكتبها : محمود شبيطة - الرياض
نشر بتاريخ: 15/01/2010 ( آخر تحديث: 15/01/2010 الساعة: 11:50 )
سائل بها عزون
انتهت مسابقة كأس فلسطين لكرة الطائرة بنجاح كبير رغم بعض الهفوات التي حدثت اثناء اقامة الادوار الاولى للبطولة ، وهذا النجاح يحسب بعد توفيق الله لرجال الاتحاد الفلسطيني لكرة الطائرة وكافة لجانه العاملة ، انتهت البطولة باقامة المباراة النهائية بين الجارين اللدوين الصديقين عزون وجيوس لتكون النهاية على اسعد ما يكون للعزازنة الذين ظنوا ان هذه البطولة تستعصي عليهم سنة بعد اخرى ولكن دون ان يتسرب الشعور باليأس او العجز حيال تحقيقها ، لذا كانت بالنسبة لهم ام البطولات وهم الذين وصلوا ستة نهائيات لم يحصدوا منها سوى هاردلك خيرها في غيرها ، وها قد جاءت غيرها ليدخلها العزازنة بكل عزيمة واصرار ويضربوا بكل قوة وتركيز امام حوالي الف مشجع يتقدمهم عدد كبير من الرسميين اضافة الى التغطية الاعلامية الكبيرة ، لم يمنحوا خصمهم الجار والمحترم اي فرصة للحيلولة دون تحقيق هذا الحلم بتركيزهم واصرارهم الكبير ليفوزوا بثلاثة اشواط نظيفة وينالوا احترام ورضا الجميع ، هذا الفوز ادخل السعادة والسرور الى اهالي البلدة (المحاصرة والمنتفضة) وصاحبة اعلى نسبة بطالة لتثبت ان لا شيء يقف امام العزيمة والاصرار ، فها هو كاس الطائرة يضاف الى كؤوس وبطلات اخرى في اليد والشطرنج والتنس وغيره ، الف مبروك لجميع الشباب من الادارة واللاعبين والجماهير الذين رفعوا اسم بلدتهم عاليا ، كيف لا وهي التي نظم فيها الشاعر الكبير ابراهيم طوقان قصيدة بعد تصديها لواحد من قادة حملة نابليون وقتله وكان مطلعها : سائل بها عزون كيف تخضبت ،،، بدم الفرنجة عند بطن الوادي .
انجولا ، انجولا
لم تكن بطولة امم افريقيا لتبدا دون مفاجات وبدون ضجيج وهي التي تقام في واحدة من الدول والمناطق التي تشهد دوما نزاعات وصراعات قبلية وغير قبلية منذ عشرات السنين ، ويبدو انه مهما استخرجت من بترول والماس ونفائس اخرى الا ان هذا لا يؤدي ابدا الى استقرار كامل ، ما يوضح ان هذه الدول لن تكون قادرة على احتضان وتنظيم عديد المناسبات الرياضية الكبرى سواء القارية او العالمية ، فرغم ان جميع المعنيين كانوا قد وضعوا اياديهم على قلوبهم منذ ان اعلن عن اسناد تنظيم البطولة الى انجولا ، الا ان خوفهم ورعبهم ازداد بعدما تعرضت حافلات منتخب التوجو للهجوم بمجرد ان داست عجلات سياراتهم الاراضي الانجولية ، وكادت تحدث كارثة لولا ان الله سلم ، ورغم ما قيل بان الاتحاد التوجولي يتحمل مسئولية ارسال منتخبه بالباصات الا ان حماية الناس مسئولية كل دولة على اراضيها ، فلن ياتي سواء منتخب كرة قدم او غيره من الضيوف محاطين بالدبابات لحمايتهم على اراضي دولة اخرى والا اعتبر تدخل وعدوان سافر ! هذا الهجوم ادى الى انسحاب المنتخب التوجولي من البطولة بقرار سياسي ، او من الذين يتدخلون في كل شئون دولهم السياسية والرياضية وغيرها ، ومعروف ان الرياضة الافريقية دائمة التعرض للتدخلات السياسية ،هذا الانسحاب ادى الى حرمان المتابعين من مشاهدة واحد من المنتخبات القوية والمتطورة لما يضمه من نجوم على مستوى عالي من المهارات الفردية والجماعية ، ويا ليت كان حضوره الى انجولا في طائرة خاصة كما كانت عودته حرصا على حياتهم ، فهؤلاء النجوم هم ثروات قومية ومناجم ذهب يجب المحافظة عليها من عبث العابثين ، ما ان اعلن الحكم صافرة انطلاق اولى مباريات البطولة حتى كانت المفاجأة الكبيرة على صعيد نتيجتها فبعد ان كان المنتخب صاحب الارض متقدم برباعية نظيفة ابى نجوم مالي زملاء سيدو كيتا الا ان يثوروا لكرامتهم وسمعتهم وينتفضوا في اخر ربع ساعة ليحققوا التعادل الصاعق للجماهير والجهاز الفني لمنتخب انجولا ، وليثبتوا كما قالوا بان ثقافتهم لا تعرف الاستسلام الا مع صافرة الحكم بنهاية المباراة فهذه هي ثقافة الاحتراف واللعب في البطولات الاوروبية الكبيرة ، ولم تكن الجولة الاولى لتنتهي دون ان تشهد بعض المفاجات ولعل اهمها واكثرها قهرا الهزيمة المذلة للمنتخب الجزائري الذي يبدو انه لا يزال يلعب بنشوة الفوز على مصر بعد كثير من التصريحات التي انطبق عليها القول (اسمع جعجعة ولا ارى طحينا) فلم نرى منتخبا بالمعنى الحقيقي لا على المستوى الفردي ولا الجماعي ،اضافة الى خسارة الكاميرون امام الجابون،عموما المتعة مضمونة في مباريات هذه البطولة لما تقدمه المنتخبات السمراء من كرة قدم حقيقية .
همسة : ليس هناك شخص ضعيف ، ولكن شخص لا يعرف مواطن قوته .