الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاغا: تمسك القيادة بالسلام ينطلق على اساس الحقوق المشروعة لشعبنا

نشر بتاريخ: 15/01/2010 ( آخر تحديث: 15/01/2010 الساعة: 19:35 )
غزة- معا - أكد د. زكريا الاغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح إن تمسك الشعب الفلسطيني وقيادته التاريخية ومنظمة التحرير الفلسطينية بعملية السلام وسعيها الجاد من اجل نجاحه وتحقيقه إنما ينطلق على أساس تحقيق الحقوق المشروعة الثابتة لشعبنا الفلسطيني وفق مقرارات الشرعية الدولية .

جاءت أقوات د. الأغا في كلمة مسجلة ألقاها في احتفال نظمته حركة فتح والجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة الأمريكية مساء اليوم في ولاية فرانسيسكو الأمريكية بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بحضور حشد كبير من أبناء الجالية ومناصري الفصية الفلسطينية .

وقال أن الالتزام الفلسطيني الذي أكده شعبنا عبر منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية منذ انطلاق عملية السلام لا يمكن ان يستمر دون التزام إسرائيل بالمقابل ، يبدأ بوقف كل نشاطات الاستيطان باعتبارها النقيض المطلق لعملية السلام ، والشروع الجدي في مفاوضات الحل النهائي على أساس قرارات الشرعية الدولية كمرجعية وحيدة لها وضمانة لنجاحها .

وأكد على ترحيب القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير بكل جهد دولي مخلص لإنهاء الاحتلال من الأراضي الفلسطيني وبكل خطوة في هذا الاتجاه إذا كانت ستؤدي في النهاية إلى تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 تمهيداً لإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس .

و شدد د. الأغا رفض منظمة التحرير لما تطرحة الحكومة الإسرائيلية بما يسمى بالدولة ذات الحدود المؤقتة ولأية حلول تطرح خارج عما أقرته قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام ، وكذلك للمطلب الإسرائيلي الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل كون ذلك يسقط حق العودة ، ويهدد بتهجير مليون ونصف المليون فلسطيني يقيمون داخل إسرائيل ، وسيحرم أكثر من خمسة ملايين لاجئ من العودة إلى ديارهم التي شردوا منها عام 48.

وأضاف إن على الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي أن يدركوا أن القفز على الشرعية الدولية والقانون الدولي المتعلقة بالقضية الفلسطينية عبر مقترحات او حلول لإرضاء الجانب الإسرائيلي وتحقيق ما يريد على حساب المصالح العليا للشعب الفلسطيني لا يمكن أن تمر وستقف لها القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بكل صمود وقوة .

واكد د. الأغا على ضرورة ان توقف هذه الأطراف التعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون تحتل أرض الغير وتصادرها وتقيم المستوطنات وترتكب الجرائم ضد شعب أعزل دون أن تتعرض لأي مسائلة أو إدانة أو عقوبة .

وقال ان تصويب مسار عملية السلام يتطلب تدخلاً جاداً وفاعلاً من المجتمع الدولي ورعاة عملية السلاة والقوى الدولية والإقليمية الفاعلة في العالم من أجل تصويب مسار هذه المسيرة وممارسة الضغط على حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة من اجل وقف تصعيدها الاستيطاني وتطرفها وتنكرها لحقوق شعبنا ولأسس واتفاقات عملية السلام .

وأشار في كلمته إلى أن حركة فتح كان لها شرف التبني والدفاع عن المشروع الوطني الفلسطيني نحو التحرير من بين ثنايا النكبة والمعاناة وواقع التشرد والتشتت ،وكان لها شرف الاستباق في رفع لواء الكفاح المسلح والبندقية الفلسطينية وخوض غمار الثورة الفلسطينية المسلحة انطلاقاً من موقف مبدئي رسخه القائد الرمز أبو عمار بأن القضية الفلسطينية هي قضية الشعب الفلسطيني وليست قضية مصالح شخصية أو فئوية لفصيل بعيداً عن طموحات وتطلعات شعبه .

وقال "أن حركة فتح ستبقى كما هي تسير على مبادئها الثورية مهما تكالب عليها الحاقدون ومها تآمر عليها المتآمرون الذين أرادوا أن يسيئوا لتاريخها المشرف ولمسيرتها النضالية التي قدمت من خلالها مئات الآلاف من الشهداء والجرحى وفي مقدمتهم قادتها العظام ، وستبقى صفحة بيضاء ناصعة لا يشوبها السواد وستبقى حامية المشروع الوطني الفلسطيني ورائدة العمل السياسي والنضالي ، وحاقنة للدم الفلسطيني التي أكدت دوما بأنه خط أحمر لا يجوز تخطيه أو هدره مهما كانت حدة الخلافات الداخلية ، وأن بندقيتها الطاهرة ستبقى فقط مسلطة وموجهة نحو صدور الأعداء ولن تكون يوما موجهة لصدور أبناء شعبها كما فعل ويفعل البعض الآن وخاصة في قطاع غزة".

واستعرض د. الاغا في كلمته التصعيد الإسرائيلي وعدوانه المستمر ضد شعبنا الفلسطيني وتنصله من استحقاقات عملية السلام مشيراً إلى أن عمليات الاستيطان تتسارع في الضفة الغربية ، والمخططات الإسرائيلية لتهويد القدس مستمرة من خلال تكثيف أعمال الحفريات تحت أساساته وأسواره على نطاق واسع ، في خطوة غير مسبوقة للاستيلاء على الأراضي الوقفية ولتفريغ مدينة القدس من سكانها .

وأوضح إن أخطر ما يواجهه شعبنا في المرحلة الحالية ما أعلنته الحكومة الإسرائيلية من ترسيم حدود القدس عبر جدار الفصل العنصري الذي بات يهدد أكثر من 125 ألف مقدسي بإجراءات الطرد والتطهير العرقي الذي تنفذه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين المقدسيين وإسقاط هويتهم كونهم خارج حدود المدينة بفعل هذا الجدار ليكشف زيف ادعاء الحكومات الإسرائيلية بأن جدار الفصل العنصري كان لأسباب ديموغرافية وليس لدواعي أمنية علاوة على استمرارها في استبدال أسماء الأحياء العربية بأسماء عبرية في خطوة استباقية لإعلان إسرائيل دولة يهودية عرقية .

وشدد على أن العدوان الإسرائيلي كان يهدف وما زال إلى تركيع الشعب الفلسطيني ، وفرض التنازلات عليه ، بما ينسجم مع الرغبات والمطامع الإسرائيلية وأهدافها التوسعية لخلق وقائع جديدة على الأرض .

وأكد د. الأغا على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية ، والعمل على حمايتها والحفاظ عليها ؛ كونها الدرع الحصين ومصدر قوة شعبنا والطريق الأنسب لتحقيق أهدافه السامية في العودة والحرية والاستقلال وطالب حركة حماس عدم تضييع الوقت والإسراع بتوقيع الورقة المصرية للمصالحة لإنهاء حالة الانقسام الذي أضر بالقضية الفلسطينية ، وأساء لصورة نضالات شعبنا ، للبدء بخطوات عملية على الأرض في تنفيذ ما تضمنته الورقة المصرية للمصالحة لتجسيد الوحدة الوطنية وإعادة الوحدة لجناحي مشيراً إلى أن مواجهة التحديات والمشاريع الإسرائيلية التي تهدف إلى القضاء على الحلم الفلسطيني بالعودة إلى دياره التي شرد منها وبإقامة دولته الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس يجب أن تدفع جميع القوى والفصائل السير نحو طريق المصالحة والوحدة ، والتغلب على جميع الصعاب التي تعترض طريقها .

ونقل د. الأغا في ختام كلمته تحيات الأخ الرئيس أبو مازن ، وخالص تهانيه لأبناء شعبنا في الجالية الفلسطينية في امريكا بهذا العرس الوطني الكبير وتمنياته بأن نحتفل معاً بذكرى الانطلاقة في العام القادم في القدس الشريف العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية وقد تحقق الحلم الفلسطيني في العودة إلى فلسطين الحبيبة إلى أرض الأباء والأجداد التي هجروا منها قسراً في العام 48 .

كما وجه التحية والتهنئة إلى شعبنا بكافة جماهيره الصامدة وفصائله وقواه السياسية المناضلة في الوطن والشتات ولأبناء شعبنا في الولايات المتحدة الأمريكية الذين يعانون مرارة الغربة والحنين إلى أرض الوطن إلى أبناء شعبنا في مدينة لوس انجلوس ، وفي سان فرانسيسكو ، و سكر منتو ، وشيكاغو ، ونيويورك وأكد لهم تمسك حركة فتح بالثوابت الوطنية في العودة وتقرير المصير بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .