السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

ملعب مدرسة المطران يستصرخ الضمائر الحية *بقلم : ياسين الرازم

نشر بتاريخ: 16/01/2010 ( آخر تحديث: 16/01/2010 الساعة: 14:11 )
في الوقت الذي تشهد فيه المحافظات الشمالية نهضة رياضية غير مسبوقة وتتسابق فيه المحافظات في انشاء الملاعب المعشبة والمضاءة والصالات المغلقة تلبية للثورة الرياضية ، تبقى مدينة القدس الوحيدة بين المدن الفلسطينية تغرد حزينة خارج السرب وتشكو الاهمال والتقصير والتشرذم ، وليس ادل على هذه الحالة المتردية للرياضة المقدسية من مشهد عابر لملعب مدرسة المطران الذي احتضن في الزمن الرياضي الجميل كل الانشطة والفعاليات وكان محج الرياضيين الفلسطينيين من جنين شمالاً الى رفح جنوباً.

هذا الملعب الذي خرًج عمالقة الكرة الفلسطينية وبات اليوم مرأب للشاحنات والسيارات بفعل ايدينا ! نعم بفعل اهمال وتقصير الاندية والمؤسسات الرياضية المقدسية بالدفاع عن حقوق اطفالها باللعب على ارض هذا الملعب ، وتحولها للتنعم بمزايا الملاعب المعشبة في الرام والخضر ودفع التكاليف المالية الباهظة للتدريبات والمباريات بدلآ من التكاتف والتعاضد للضغط على اولي الامر واعادة الحياة الى الملعب الذي له الكثير من الدلالات والاهداف الرياضية وغير الرياضية ، وبدون ان نقصد ساهمنا بتراجع رياضتنا المقدسية ودفعنا بأطفالنا الى الشوارع والازقة لممارسة كرتهم التي احبوها وتابعها صغاراً في هذا الملعب وكانوا ينتظرون اليوم الذي تطأ فيه اقدامهم ارضه واليوم تفرمل عجلات السيارات والشاحنات وتحرمهم من احلامهم .

لايقف الامر عند الاندية المقدسية المغلوبة على امرها والتي تركت تلاقي مصيرها بمفردها بل يتعداه ليشمل المؤسسات الرسمية والاهلية الفلسطينية - من وزارات وهيئات داعمة واتحادات رياضية - التي سلمت بالامر الواقع والاتفاقيات غير المحترمة اصلاً من الطرف الاخر واستثنت القدس من خططها وبرامجها ومشاريعها الانشائية والتمويلية على الرغم من انها كانت وما زالت تستطيع العمل داخل القدس ولمصلحة شباب ورياضيي المدينة اذا ما توفرت النية الصادقة للعمل من اجل القدس وبقي الانتماء متجسداً في قلوبهم لعاصمة الدولة المنتظرة !

ملعب مدرسة المطران ليس الا عينة حية على سياسة الاهمال وادارة الظهر للماضي الجميل والحق الشرعي للفلسطينيين في القدس ، فيما تقف ملاعب القدس الاخرى في ام طوبا وبيت صفافا وصورباهر والمكبر وراس العامود والطور وشعفاط وبيت حنينا تتنظر مصيراً شبيهاً بمصير ملعب المطران اذا ما بقيت هذه المؤسسات العربية والاسلامية والدولية تتغنى بالقدس وتستخدمها شعاراً ووسيلة للكسب في ظل رضا وسكوت التوليفة الادارية التي تقود الرياضة المقدسية وتستجدي العطاء على قارعة الطريق .

نختم حديثنا الى القول ان حال القدس وشبابها ورياضتها يحتاج الى تضافر الجهود المخلصة والمؤمنة برسالتها السامية تجاه الاجيال الرياضية المتعاقبة ، وما نأمله هو ان يخرج من بيننا رجل ينفض الغبار عن كل هذه الملفات ويعيد للرياضة المقدسية مجدها وتاريخها وتألقها ويضع حداً لهذا الاهمال والتقصير .