خبراء: الجدار سيدمر الخزان الجوفي ويدعون لعدم توتير العلاقة مع مصر
نشر بتاريخ: 17/01/2010 ( آخر تحديث: 17/01/2010 الساعة: 19:56 )
غزة- معا- أوصى خبراء ومختصون، بضرورة قيام الجامعات ومراكز البحث العلمي بدورها في إعداد دراسات مستفيضة حول آثار الجدار وتبعاته، داعين وسائل الإعلام الفلسطينية إلى المساهمة في تخفيف حدة التوتر المتفاقم بعد إنشاء الجدار الفولاذي والتعامل بمهنية وموضوعية في هذه القضية الحساسة مع تسليط الضوء على ضرورة فتح معبر رفح كبديل للأنفاق التي ستغلق جراء هذا الجدار.
وأكد، الخبراء في قضايا البيئة والاقتصاد والإعلام، خلال الندوة التي عقدها مركز العمل التنموي "معا" بعنوان: "الجدار الفولاذي بين مصر وقطاع غزة.. الآثار والعواقب البيئية والإنسانية"، أن الجدار سيؤدي إلى تدمير الخزان الجوفي لمياه قطاع غزة.
تهديد استراتيجي
وأشار خبير المياه الفلسطيني المهندس نزار الوحيدي، أن الجدار الفولاذي، يشكل تهديداً استراتيجياً للمخزون الجوفي لمياه قطاع غزة، و سيؤدي إلي تدمير الخزان الجوفي في هذه المنطقة بعد تلويثه، وسكون له أثار على الجانب المصري والفلسطيني بيئياً واقتصادياً واجتماعياً من خلال تدمير آبارهم بجميع أنواعها "الشرب، الزراعة، الصناعة"، تدمير الأنفاق الموجودة وقطع الطريق عليها.
وحذر الوحيدي من أن الحفريات والمياه المالحة التي ستضخ في باطن الأرض ستؤدي إلى انهيارات في التربة تؤثر على مباني رفح ومنشآتها، مبيناً أن الأنفاق ستنقل المياه المالحة بسرعة كبيرة اكبر من سريانها في التربة باتجاه رفح.
ركود اقتصادي
من جانبه، تحدث أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر معين رجب، عن الأضرار الاقتصادية قائلاً: "إن توقف العمل بالأنفاق من شأنه أن يحرم الأسواق المحلية من هذه المنتجات التي ترد عبر الأنفاق وخاصة السلع الغذائية ومستلزمات الإنتاج ومواد البناء وتقليص حركة الأسواق المحلية مما سيساهم في ركود حركة الأسواق بشكل كبير.
وذكر رجب أن القطاع سيكون مرشحا لقيام السوق السوداء في كثير من السلع وخاصة السلع الضرورية منها، مع حدوث ارتفاعات باهظة في الأسعار، ومعاناة المواطنين في الأسواق للتزود باحتياجاتهم مع الوقوف في طوابير لانهاية لها.
وأشار إلى أن في حالة توقف الأنفاق تماما عن العمل فإن هناك قرابة 30 ألف عامل سيفقدون أعمالهم من جراء توقف أنشطتهم وسينضمون إلى صفوف البطالة التي تقدر بنحو 35-40% في القطاع، لافتاً إلي أن هناك تقديرات بأن قيمة البضائع التي يتم تداولها بين مصر والقطاع تتراوح بين (2 -3) مليون دولار.
من جهته، قال الدكتور عبد الفتاح عبد ربه أستاذ علوم البيئة في الجامعة الإسلامية،: "إن الجدار الفولاذي الذي سيصل عمقه في باطن الأرض من 20 – 30 مترا سيعيق الانسياب المائي في الخزان الجوفي المشترك بين سيناء وقطاع غزة وبالتالي سيهدد الخزن الجوفي الذي يعاني من مشاكل جمة تكمن في شح مياهه وتلوثه وسوء إدارته".
وأضاف عبد ربه:" إن أعمال الحفر التي تقوم بها مصر لتشييد الجدار الفولاذي قد تساهم في دخول ملوثات عدة إلى الخزان الجوفي نتيجة حدوث خلخلة في التربة وعدم تماسكها ما قد يساهم في تدهور نوعية مياهه وزيادة بؤس حالته البيئية وبالتالي حالة المجتمع الغزي الصحية والبيئية.
رؤية اعلامية
وأكد المختص بالشأن الفلسطيني الصحفي سمير حمتو، إلى ضرورة ان تبني وسائل الاعلام رؤية مهنية وموضوعية لتناول تبعات بناء الجدار والتركيز على البعد الإنساني والجغرافي والديمغرافي لهذه القضية الحساسة. بدلاً من الانسياق وراء حملات توتير العلاقات بين الجانبين المصري والفلسطيني، داعيا وسائل الإعلام إلى لعب دورا مهما في تقريب وجهات النظر بين الجانبين المصري والفلسطيني.
وقال الصحفي حمتو: "إن القضية الأهم أمام وسائل الإعلام هي التركيز على ضرورة فتح المعابر وإنهاء الحصار على شعبنا دون اللجوء لسياسة تصعيديه أو توتيرية قد تضر بمصلحة شعبنا".