الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل يعقل ان تكون هناك مستشفيات للتوليد بدون حاضنات للمواليد الخدج؟

نشر بتاريخ: 17/01/2010 ( آخر تحديث: 18/01/2010 الساعة: 09:45 )
رام الله-معا-كشفت مصادر طبية في محافظة رام الله والبيرة ، عن وجود حاجة ملحة لزيادة عدد الحاضنات التي تستخدم للاطفال" الخدج " الذين يولدون قبل موعدهم في المستشفيات الخاصة

واوضحت المصادر في حديث خاص لـ (معا)، وجود ازدياد في حالات الولادة للاطفال الخدج الامر الذي يؤدي الى ضعف القدرة الاستيعابية للمستشفيات العاملة في المحافظة رام الله لهذا النوع من الاطفال، ما يؤدي الى تعرض الأمهات الحوامل الى معاناة بالغة الصعوبة خاصة حينما تكون تراجع لدى طبيب نسائية يعمل في مستشفيات لا يوجد مثل هذه الحاضنات ما يدفع الأطباء الى تحويل هذه الفئة من النساء الى مستشفيات لديها مثل هذه "الحاضنات"، وتصطدم النساء الحوامل برفض بعض المستشفيات استقبالهن بذريعة النقص في عدد الحاضنات لديها وانها مخصصة فقط للنساء الحوامل اللواتي يراجعن لدى الأطباء العاملين في هذه المستشفيات وان لهن الاولوية.

وروت احدى النساء الحوامل التي تعرضت لهذه المعاناة بعد ان شعرت بألآم المخاض فقامت بمراجعة طبيها الخاص الذي يعمل في احدى المستشفيات الخاصة العاملة في رام الله، الذي طلب منها التوجه الى مستشفى اخر من اجل اخضاعها للمراقبة الطبية تحسبا من ولادتها قبل موعدها، موضحة انها حينما توجهت للمستشفى حاملة معها تقرير تحويلها من الطبيب، تعرضت لمعاملة غير انسانية من قبل الاطباء الذي ابقوا عليها لساعات وهي تنتظر قدوم الاطباء لفحصها وادخالها للمشفى، مؤكدة ان احد الاطباء طلب منها العودة الى طبيبها وان المستشفى لن يستطع ادخالها بسبب نقص "الحاضنات" فيه.

وأشارت الى انه عندما قررت المغادرة تدخل احد الاطباء وسمح لها بالدخول للمستشفى لتلقي العلاج، موضحة انها بقيت تحت المراقبة دون تدخل الأطباء حتى الساعة الواحدة والنصف ليلا ، ثم طلب منها مغادرة المشفى ومراجعة الطبيب في ساعات الصباح الباكر.

واعتبرت تلك المرأة ما حدث معها بانه يكشف عن وجود حالة من التنافس غير المهني وغير الانساني بين المستشفيات الخاصة في التعامل مع هذه الحالات، وقالت " لا يعقل ان يكون لدي تأمين صحي يغطي كافة المستشفيات وعندما احتاجه أتعرض لمثل هذه المعاناة ؟!"، واضافت " اذا كان هذا يحدث معي وانا احمل تامين صحي فكيف سيكون الأمر عند الاف النساء اللواتي ليس لديهن تأمين صحي ؟!".

ويفسر احد الأطباء ما حدث مع هذه المرأة بانه يعكس حالة التنافس وقال " لا يعقل ان تكون المرأة الحامل تراجع عن طبيبها وحينما تواجهها أي مشكلة صحية يقوم ذلك الطبيب بإرسالها إلى مستشفى آخر بذريعة عدم وجود "حاضنات" لدى المستشفى العامل فيه".

وفي الوقت الذي يتورط فيه الاطباء في التعامل مع مثل هذه الحالات من منطق المنافسة على اجتذاب المرضى لمستشفياتهم وإعطاء الأولوية للنساء الحوامل اللواتي يراجعن عند اطباء يعملون لديهم، فان المرأة الحامل تنظر للامر بصورة مختلفة كونها تكون تتعرض لمعاناة والم يكون خارج كل الحسابات المالية والمهنية، الامر الذي يفتح المجال للتساؤل المنطقي لماذا تقوم بعض المستشفيات بفتح اقسام للولادة دون ان تقوم بتوفير "حاضنات المواليد الخدج لديها"؟!، وهل يعقل ان تدفع المرأة الحامل ثمن هذا النقص وتتعرض لمعاناة نفسية كبيرة في وقت تكون احوج فيه الى طمأنتها والتهدئة من روعها او المها؟!.

ويقر اطباء توليد مختصون بوجود مثل هذه الاشكالية والتي ينتج عنها معاناة كبيرة للنساء الحوامل والتسبب في احراج الاطباء وادارة المستشفيات على حد السواء، ولكن لا احد يجيب بوضوح حول على من تقع المسؤولية في حال تعرضت امراة حامل للولادة وهي تنتقل من مستشفى لاخر بحثا عن "حاضنة" تنقذ حياة طفلها الجديد.

وعند مراجعتنا لاحدى المستشفيات الخاصة في محافظة رام الله والبيرة والاستفسار عن الموضوع قيل لنا انه يوجد في المسشفى "حاضنة للاطفال الخدج"، لكن الاولوية تعطى للنساء الحوامل اللواتي يراجعن عند اطباء توليد يعملون فيه وليس مفتوحا امام كل النساء الحوامل، ما يكشف عن حالة التنافس بين المستشفيات ومعاناة الأمهات.

وقال احد اطباء التوليد لـ (معا)، هناك ضغط حقيقي على الولادة في المستشفيات الخاصة ولم يعد مقبولا ان تكون هناك مستشفيات فيها اقسام للتوليد دون ان يكون فيها حاضنات".

وحسب الاحصائيات الرسمية لوزارة الصحة فان عدد المواليد الأحياء بلغ 30,945 منهم 15,782 ذكور و 15,163 إناث48.4 % من الولادات كانت في المستشفيات الحكومية و 48.1% في المستشفيات الخاصة، و21% من الولادات كانت خارج المرافق الصحية، و1.4% من الولادات تمت خارج فلسطين وفقا لاحصائيات عام 2009.

في حين ان عدد وفيات الرضع المبلغ عنها بلغت 213 وفاة منهم 116 ذكور و 97 إناث، واشارت الى السبب الأول لوفيات الرضع هي أمراض الجهاز التنفسي في حين السبب الثاني لوفيات الرضع هي التشوهات الخلقية.