الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

لقاء خاص مع مسؤول المدارس الكروية في نادي شباب أبو ديس

نشر بتاريخ: 18/01/2010 ( آخر تحديث: 18/01/2010 الساعة: 20:06 )
لقاء خاص مع مسؤول المدارس الكروية في نادي شباب أبو ديس
قـــريـــــع : الاهتمام بالفرق المساندة هو المخرج الوحيد للأندية الفلسطينية لتعزيز صفوفها ،
علــى الإدارة القــادمة للنـادي تكملة الخطة السداسية التي وضعتها للعودة بالنادي إلى ماضيه

القدس - معا - اللجنة الاعلامية - استفادت الهيئة الإدارية الحالية لنادي شباب ابوديس من تجربة الدوري الممتاز، الذي دارت أحداثة نهاية العام الماضي وحتى بداية العام الحالي ، لتبحث عن مخرج لنقص الكوادر البشرية المؤهلة وخاصة في لعبة كرة القدم ،فوجدت الضالة في الاعتماد على فئات عمرية جديدة ، تكون ذات موهبة كروية ، قادرة على رفد الفرق الرياضية ، بعناصر شابة وذات سلوك مستقيم ، وبعد إقامة الجدار الفاصل ، أزادت نسبة التسرب من المدارس،ونسبة مدمني ومتعاطي المخدرات ،والتقليد الأعمى ، وغياب النموذج الايجابي للطفل ،وساهم في ذلك قلة المرافق الرياضية وغياب اهتمام المجتمع
المحلي لرغبات وتطلعات الأطفال.

وأطلقت الإدارة العام 2009 "عام الفرق المساندة" ,وضمن خطة تمتد إلى ست سنوات، وافتتحت مدرسة كروية لفئات عمرية مختلفة ، وأفرزت الأخ منذر قريع مسئول لجنة المالية والمشاريع في النادي ، لتنفيذ هذا المشروع.

بدأت عجلة هذا المشروع بالدوران، فمنذ بداية شهر تشرين أول الماضي ، وحتى ألان ينتظم أكثر من مئة طفل مع مدربيهم في تدريبات ، على مدار الأسبوع على ارض ملعب النادي وملعب جامعة القدس .

اللجنة الإعلامية في المشروع ، التقت الأخ منذر قريع لتوضيح عدد من الاستفسارات والتساؤلات ، حول الأهداف والتطلعات إلي يسعى إلى تحقيقها من وراء هذا المشروع ، وخاصة أن مشروع الشركة مع المؤسسة الراعية أوشك على الانتهاء وكذلك قرب انتهاء دورة الهيئة الإدارية الحالية والاستعدادات جارية للانتخابات الجديدة خلال الشهر المقبل.

**كيف ولماذا نشأت فكرة مشروع المدرسة الكروية في نادي أبود يس؟
العامل الأول كان رياضيا ، وهو عدم وجود فرق مساندة في النادي ، منذ فترة طويلة وهذا اثر على مستوى الفريق المصنف ، الذي خاض الدوري التصنيفي وظهر بمستوى لا يليق بسمعة النادي وماضية العريق ، عدا عن غياب مشاركات النادي في بطولات الفرق المساندة التي هي رافد أساسي للفريق المصنف.

العامل الثاني كان اجتماعيا ، وتمثل في زيادة معدل تسرب الأطفال من المدارس ونسبة الأطفال المدخنين ومدمني المخدرات عدا عن زيادة العنف بينهم وهذا عائد إلى غياب النموذج الايجابي والمثل الأعلى لهم ، فأصبح الطفل مقلدا اعمي دون إدراك للعواقب المترتبة على ذلك.

وللعاملين السابقين نشأت فكرة المدرسة الكروية ،والتي تعنى بتطوير المهارات الكروية الرياضية لدى الأطفال من عمر9- 15 سنه مع محاولة معالجة مشاكل الأطفال سابقة الذكر والتحذير من مخاطرها عبر إخضاع الطفل للتدريب الرياضي الذي ينمي لديه الانتماء والعمل الجماعي والروح الرياضة والأخلاق، العالية عدا عن تفريغ طاقته الكامنة.

**من هي الجهة الراعية أو الداعمة للمشروع؟
البنك الدولي ، هو الداعم والممول الرئيسي للمشروع ،وهناك مدير المنحة ، وهي مؤسسة تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطينية ،بمشاركة مركز الإرشاد الفلسطيني ، الذي يعمل على تدريب المتطوعين على كيفية التعامل مع الأطفال ، حيث يكون المتطوع أو المتطوعة بمثابة أخ أو أخت كبيرة بالنسبة للطفل ،ويعتبر مركز الإرشاد من رواد هذه التجربة وتم الاتفاق على تسمية المشروع" مشروع أخ كبير أخت كبيرة لذوي الاحتياجات الخاصة " ، عدا عن كونه متابع ومشرف مباشر على تنفيذ المشروع.

**كيف يستطيع النادي توفير هذا الكم من المتطوعين ؟ وما الذي يحصل عليه المتطوع جزاء تطوعه ؟ ومن هو المسئول عنهم؟
يستفيد نادي ابوديس من وجود جامعة القدس في البلدة ،وكون هناك مساقات تطوعية إجبارية في الخطة الدراسية للطلبة ، فتكون وجهتهم الأساسية نادي ابوديس ،وهناك اتفاقية تطوع للطلبة الراغبين ، والذين تنطبق عليهم شروط التطوع وخصوصا ضمن برنامج أخ كبير أخت كبيرة ،حاليا يوجد أكثر من 60 طالب وطالبة من جامعة القدس،يقومون بأعمال تطوعية في مرافق ولجان النادي المختلفة.

تم عقد العديد من ورشات العمل والدورات التدريبية، من قبل الطاقم الاستشاري في النادي، وبالتعاون مع مركز الإرشاد الفلسطيني، للطلبة المتطوعين بهدف ضمان تطور واستمرارية عمل المتطوع، وبجودة عمل عالية.

يتكفل النادي بمصاريف المواصلات، وشهادة خبرة بعدد الساعات التي تطوع بها المشارك، عدا عن الرحلات الترفيهية والحفلات الختامية والمخيمات الصيفية التي يقيمها النادي.

أما المسؤولية المباشرة على المتطوعين فهي ملقاة على عاتق منسق المشروع الأخ ناصر ابوهلال فهو حلقة الوصل ما بين النادي ومركز الإرشاد بحيث يوفر كل ما يطلب من النادي من وثائق أو إجراءات ،علما أن الأخ ناصر صاحب فكرة المشروع والمتابع لها حتى أصبحت واقعا.

**من هو الطاقم التدريبي المسئول عن المدرسة الكروية وما هي خطته؟
يشرف على تدريبات المدرسة الكروية طاقم فني مؤهل بقيادة المدرب ياسر محسن ويقوم الجهاز الفني بالتخطيط الاستراتيجي لكرة القدم في نادي ابوديس ، ويساعدهم عددا من خريجي كلية التربية الرياضية أمثال رأفت ربيع وجميل حلبية وعز الدين صلاح ، ويتكفل الحارس السابق للنادي الأخ محمد ربيع بتدريب واكتشاف مواهب حراسة المرمى ولجميع الفئات العمرية.

يستند الطاقم التدريبي في خطته على مكتبة الكترونية تلفزيونية تحتوي على أشرطة وأقراص مدمجة تحتوي على أساليب التدريب العالمية الخاصة بالأطفال بحيث يتم عرض للمهارة عبر شاشة LCD كبيرة مع شرح من قبل المدرب ومن ثم يقوم الأطفال بالتدرب على المهارة داخل الملعب.

لقد وضع الطاقم الفني خطة تدريبية لمدة عامين ،بحيث بدء مع الأطفال من نقطة الصفر في لعبة كرة القدم ،ونأمل ضمن الخطة السداسية التي وضعت أن يكون هناك فريق قوي وينافس دون أي حاجة إلى لاعبي التعزيز.

**ماذا توفرون للأطفال المشاركين في المدرسة الكروية؟
عدا عن التدريب الرياضي بأساليب حديثة ،يتم توفير ملابس رياضية كاملة مثل طقم تدريب وبدله رياضية وحذاء رياضي وحقيبة رياضية ، كذلك إقامة مخيمات صيفية لهم لزيادة الانسجام والألفة بينهم وكذلك رحلات ترفيهية وزيارات علمية وإقامة نشاطات مشتركة مع المؤسسات الشريكة الأخرى عدا عن الرعاية الصحية والتوجيهات السلوكية في حياتهم اليومية.

**كيف تقيمون اثر نجاح المشروع على الأطفال وعلى المجتمع المحلي؟
هناك لقاءات شبة أسبوعية مع أهالي عدد من الأطفال تجمع الطفل وأهله مع المتطوع وهذه المتابعة تمثل التغذية الراجعة التي نعتمد عليها في تقييم التغير الذي طرأ على الطفل وخصوصا أولئك الذي يعانون من اضطرابات ومشاكل سلوكية ،فعند وجود الطفل في المدرسة التدريبية يكون في غاية الالتزام والانضباط وهذا الشيء الذي نريده آن يكون داخل البيت وفي الشارع والمدرسة ،كما أن هناك عددا من أهالي الأطفال يحضرون التدريبات ويثنون على القائمين على الفكرة والمشروع.

طرأ تطور ملحوظ على النتائج الدراسية لعدد من الأطفال المشاركين بحيث تم مقارنة نتائج هؤلاء الأطفال قبل وبعد انضمامهم إلى المدرسة الكروية وهذا يعود إلى متابعة الأطفال في مدارسهم من قبل المتطوع والمنسق في المشروع.

أما على صعيد تفكير الأطفال فقد ظهر تحول وتطور ملفت للنظر وخاصة في جانب التطلعات المستقبلية التي يحلمون بها، فبعد أن كانت اهتماماتهم وتطلعاتهم تنصب على أن يكون سائق سيارة أو عامل في ورشة أسوة بمن حوله أصبح يفكر في مهنة ووظيفة ومتابعة تحصيله العلمي ويحلم أن يكون لاعب محترف وتغيرت نظرته للشخص المدخن فبعد أن كان المدخن علامة على الرجولة ، أصبح يعتبره مؤذ لنفسه ولغيرة وان مدمن ومتعاطي المخدرات هو شخص غريب وذو أخلاق شاذة عن عادات وتقاليد الدين الإسلامي وقاتل لنفسه .

**كيف تقيمون اثر التعاون مع مركز الإرشاد الفلسطيني على استراتيجيات النادي والفائدة الإدارية المرجوة من تطبيق هذا التعاون على الهياكل التنظيمية ؟
نعتز بعلاقة الشراكة مع مركز الإرشاد الفلسطيني ونعتبر هذه الشراكة مثالا يحتذى به ،وفي هذا المجال فقد تحقق من وراء هذه الشراكة المنافع التالية:

أولا- تطوير قدرة العاملين الإداريين في النادي ،من خلال الدورات التدريبية وورش العمل التي عقدت في الجوانب الإدارية والمالية وهذا احدث تطورا ملحوظا في الهياكل التنظيمية والسياسات والإجراءات الواجب أتباعها من قبل أدارة النادي واللجان العاملة في المجال الإداري والمالي.

ثانيا - تطوير فكرة التطوع في النادي فأصبح أكثر وضوحا وترتيبا وهذا أدى للوصول إلى أفضل الخدمات المقدمة للأطفال إضافة إلى الإجراءات الإدارية والمالية الواجب إتباعها مع المتطوع.

ثالثا – وجود برنامج أخ كبير أخت كبيرة في نادي ابوديس ساهم في كسر حواجز الفئوية العمرية كون النادي حكرا على فئة عمرية معينة وان الأطفال هم فئة مهمشة لا راعي لهم وبالتالي أدى إلى تطوير قدراتهم الرياضية والاجتماعية والثقافية.

**ما هي ابرز المشاكل التي واجهتك في تنفيذ المشروع ؟؟وما هو سر تفاؤلك الدائم على النجاح؟
من المعروف أن الشخص الناجح – وأنا اعتبر نفسي كذلك - الذي يعمل في المجال التطوعي أو الجماهيري يكون عرضة للانتقاد من فبل فئة تعشق العيش بين الحفر وترفض صعود الجبال وتداوم على دس العصا في الدواليب وهي تفعل ذلك لمصالح ومنافع شخصية دون أي اهتمام بالمصلحة العامة.
أما سبب تفاؤلي ،أنني لا اعرف المستحيل ،وابحث دائما عن الأفضل ،وهذا الذي حدث في اختيار الطواقم العاملة معي ،فوجود كوادر مؤهلة ذات سمعة وسيرة حسنة،متطوعين يعملون في اللجان المختلفة وبشكل فاعل وجدي ، التركيز على النوعيات وليس الكميات ، مع وجود صلاحيات كاملة ومطلقة ،ومواهب كروية تستحق الاهتمام والرعاية والتشجيع ،ومتابعة أهالي الأطفال ، جميع هذه العوامل ستساهم حتما في الوصول إلى ما نصبو إليه .

**ما هي المشاريع التي تنون تنفيذها وما هو تحت التنفيذ ؟؟
حاليا نعتز بالشراكة الجديدة مع مؤسسة خطوات لتنمية المواهب الرياضية ،فقد تم توقيع اتفاقية تعاون من اجل تدريب 75 طفل وطفلة في لعبتي كرة القدم وكرة السلة ،وهذا ساهم في توفير ست وظائف جديدة في النادي لمدربين خريجين كلية التربية الرياضية وكذلك فتح المجال أمام فئة عمرية جديدة تضاف الفئات الأخرى كون هذه الاتفاقية مخصصة لمواليد العام 1999-2000 وبالتالي أصبح لدينا خمس فئات عمرية مساندة في النادي مضاف أليهم فئة الفتيات في لعبتي كرة القدم وكرة السلة وهذا بحد ذاته انجاز غير مسبوق في تاريخ النادي.

**النادي مقبل على انتخابات جديدة خلال الشهر القادم ،ما هي خططك وتطلعاتك ؟
اعتز وافتخر بالمؤسسة التي أمضيت بها أجمل أيام عمري سواء كنت لاعبا أو متطوعا أو أداريا ،وكذلك اعتز بكل جهد بذلته من اجل رفعة شأن هذه المؤسسة واعتقد جازما إنني لم اخذل من وضع الثقة بي خلال الانتخابات السابقة وكنت عند حسن الظن ،وهذا واجب كل إنسان قرر أن يجند نفسه لخدمة الناس وان كانوا قله من يستمروا بالهمة التي يبدءون بها .

لقد واجهنا الكثير من العقبات والصعوبات على مدار عامين كاملين ،استنزفت قوانا المالية والجسدية والصحية ،وأنا شخصيا استنزفت قواي وخاصة إنني عملت في أكثر من مجال في النادي ،وكان ذلك على حساب أسرتي وأطفالي وصحتي ،وارى أنني اجتهدت في التأسيس ليكون عمل النادي بشكل علمي مؤسسي سواء في المجال الإداري أو المالي أوفي بناء علاقات جديدة مع مؤسسات محلية ودولية وزرعنا عناصر الثقة بيننا وبين مؤسسات المجتمع المحلي والتي أثمرت عن إبرام اتفاقية ملعب المرحوم جميل عثمان ناصر بين جامعة القدس ومجلس محلي أبو ديس ونادي أبو ديس وبتكلفة أجمالية قد تصل إلى أربعة ملايين دولار وسيكون الملعب الأبرز والأضخم على مستوى الوطن وبرعاية ودعم من وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية.

أما على المستوى الشخصي فلن أكون في الهيئة الإدارية الجديدة لاعتبارات كل من عمل معي يعرفها ويعرفها أبناء البلد ،وسأكون سعيدا عندما أرى ثمرة تعبي وجهدي بدأت بالعطاء وكل ما ارجوه هو استمرار الهيئة الإدارية القادمة بدعم واهتمام ما أسست له وخاصة الفرق المساندة في النادي.