السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"رسائل من القلب.. إلى الفدائي الذي نحب" بقلم: أبو جهاد حجه

نشر بتاريخ: 18/01/2010 ( آخر تحديث: 18/01/2010 الساعة: 15:49 )
أيام قلائل ويكون الدب الروسي (دينمو موسكو) ألآتي من واحات الثلج الأبيض -المدجج بالنجوم والتاريخ - قد حل ضيفا عزيزا خفيف الظل على دفء وأرض مدينة القمر(أريحا)، ليُبهر فيها بذاك الفدائي الحامل لقلبه كباقة من الياسمين وشقائق النعمان رغم سوداوية ظلم وقهر الاحتلال، فيفيض عليه بالحب، عازفا أنشودة أمل تحكي قصة شعب ملحمي الإبداع شامل الإيقاع، لتفتخر فلسطين بأن في ربوعها من كان وما زال وسيبقى أسمها وصوتها وقضية شعبها فاتحة كتابهم، وقبلة انتمائهم، وبوصلة اتجاههم في اليقظة والمنام على الدوام، ذلك بأن العرفاتية فطمت قيمهم وقاماتهم ومقامهم عزا وعزما وعزيمة لا يعرف معها ولا فيها للنكوص أو الفشل أو الاستسلام عنوانا ولا مكان.. وباسم هؤلاء ومن وحي لغتهم ومن شعاب وشغاف القلب وغرف الروح وحرارة الانتماء نبرق برسائلنا فنقول:

- الى فلسطين الوطن... الممتدة من جنين البطولة والفداء إلى رفح الأصالة والوفاء..بكل ما فيك وبحجم ما لك من حب وقداسة، ثقي أننا نؤمن أن لك حق وواجب مقدس علينا وفي أعناقنا، وانك في رياضتنا شمسا دائمة التوهج، ولك فيها ومنا جيشا عرمرما يزحف كالموج نخوة، وإذا ما خبرته ميادينك للتضحية بما فيه فرسان الخضراء، فاطمئني بأنك محمية بحدقات عيون جحافله يفتدونك بالفلذات، شيبا وشبابا، صغارا وكبارا، نساءً ورجالا، رياضيون ومن كل القطاعات والاتجاهات والمدن والقرى والمخيمات..

- إلى الشهداء والأسرى والجرحى.. لا عشنا إن تبدل فينا العهد والوعد والقسم، أو نسينا عظيم التضحيات التي قدمتم لنحيا بكرامة ولتشرق شمس الحرية ليعيش الوطن حرا مستقلا ينبض فيه الشريان حبا وينبع منه الشعور نبلا وفروسية ونقاء، فيسكن فينا وحيثما حللنا قبل أن نسكنه، ويجري مع الدم ، ويسافر بنا ومعنا كما الهواء الذي نتنفسه، لذلك سنهتف بأسمائكم، ونستمد العزم والعزائم منكم.

- الى انديتنا الشامخة بانتمائها وفرسان لجاننا المساندة.. كما للوطن وللشهداء حق عليكم، فلجماهيركم وفرسانكم في المنتخب واجب وحق عليكم بأن تكونوا على رأس حشودهم واحتشاد إراداتهم وتوجيه حركتهم وسلوكهم الحضاري اللائق بفلسطينيتهم، ومن يتحدى عظائم الصعاب الدائمة لا تعيقه صغائر الأمور العابرة ، فكيف بكم ومن أمامكم هدف سام ومن خلفكم من لا يبخس قدرا ولا عطاء! فلنثبت أيها الاحبة في هذا اليوم وعلى هذه الأرض الطيبة وكل يوم أن وجودنا مبررا وقيمته في نماء!

- إلى إعلامنا وصحافتنا بكل الإشكال والرموز.. رياضتنا جزء أصيل من مشروعنا الوطني، ولها رسالة شاملة الإبعاد والأفاق، وقد بلغت حد الإعجاز مقارنة بغيرنا من حيث أصبحت كاسرة للحصار، وبؤرة استقطاب لأنظار العالم نحو قضية حرية واستقلال وطن وشعب، واحتشاد تحت ظل العلم، يبدع المبدعون منكم في نقل رسالتها بكل الصور إيمانا بنهضتها وثقة بمستقبلها، وينظر البعض نحوها بواقع العور وعماء البصيرة والبصر، ومنهم من يعتقد أنها على الصحف صورة وخبر!! فلا يؤتين من قبل أحدكم.

- الى مفجر الثورة الرياضة وقيادتنا السياسية..ما بلغه حالنا الرياضي يضاهي المعجزة، ومن ضرورات الحال أن تستقر الحال فينظر للقطاع الرياضي ببعده المؤسسي الوطني المنسجم مع النظم والقوانين والرعاية التي تضمن تحقيق الطموحات وبمستوى قضيتنا، لا بمستوى عابر سبيل على الوطن أو مصاب بالنرجسية.

- إلى رجال أجهزتنا الشرطية والأمنية.. انتم حماة العرين والساهرون على سلامة مسيرنا ومسرتنا، وجزء أصيل من الصورة الحضارية التي يلتقطها أولا كل ناظر، وثقتنا عظيمة بأن تكونوا على الدوام الصدر الرحب والقلب الرحيم لكل الناس، وسيفا مشرعا بحكمة في وجه كل وسواس خناس.

- إلى منتخبنا الفدائي.. بالمختصر.. أنت اسمنا ورسمنا وسفيرنا الأمين.. وان لم يكن الفوز أو الخسارة هي معيارنا، ولكن نؤمن أن كل منكم عليه أن يكون فدائيا بزي وأدوات وأخلاق الفارس الرياضي صاحب الإرادة التي لا تلين.. ولن نراهن على غير ذلك.
والى اللقاء يوم 23/1/2010 في اريحا.