مستشفى الهلال الأحمر الجديد بالخليل نقلة نوعية في طب الأطفال
نشر بتاريخ: 18/01/2010 ( آخر تحديث: 18/01/2010 الساعة: 21:34 )
الخليل- معا- قريبا من خط التماس مع قوات الاحتلال ومستوطنيه، في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، أنشأت جمعية الهلال الأحمر، مستشفاها الجديد الذي يحمل اسمها، تحقيقا لأهدافها , ومواصلة لرسالتها بتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني وتوفير خدمات الإسعاف والإغاثة ورفع مستوى الخدمات الصحية في المحافظة التي تعاني نقصا حادا في أسرة المستشفيات، وعجزاً حاداً في الخدمات المقدمة لطب الأطفال.
وخلال جولة في طوابق المستشفى السبع:" اطلعنا عن كثب على طموحات إدارته من خلال مدير عام الجمعية في الخليل، هارون الجولاني، والذي أوضح"بسبب الإغلاق وصعوبة الوصول للمستشفيات الفلسطينية والإسرائيلية في القدس، أنشئت الجمعية مستشفى الهلال الجديد ليكون بديلا، وللتخفيف عن كاهل المواطنين التكاليف العالية والباهظة وأيضا الجهد، وللحد من الخسائر بالأرواح، ورغبة من الجمعية بالاعتماد على النفس.
وأضاف انه من خلال تجربة الهلال الأحمر خلال سنوات الانتفاضة، تقرر أن يتم بناء المستشفى بالقرب من خطوط التماس بالمدينة، لمعالجة الجرحى والمصابين في أقرب نقطة من بؤرة التفجير الدائم في قلب الخليل، وسد جزء من النقص الحاد في أسرة المستشفيات في المحافظة، مشيرا الى أن المتوفر أقل من 500 سرير والحاجة إلى 1500 سرير وخاصة للأطفال الذين نسبتهم 52% في المحافظة، وتوفير العناية الصحية للفقراء بالمجان أو بأجور رمزية نظرا للوضع الاقتصادي الصعب.
وأوضح الجولاني أن الجمعية دأبت على إرسال أطباء لتلقي دورات في كافة تخصصات طب الأطفال، وتطمح بوصول المستشفى ليكون تعليمي وتحويلي خاصة في مجال جراحة الأطفال الدقيقة الغير متوفرة في مستشفيات الضفة الغربية.
ولفت الجولاني الى أن الأقسام المشغلة حاليا بالمستشفى 6 أسره لقسم الحالات الطارئة والجرحى و 22 سريرا لقسم الأطفال وجراحة الأطفال الدقيقة و 12 سريرا لقسم العناية المتوسطة بالأطفال و 6 وحدات لقسم العناية المكثفة لحديثي الولادة، و 12 سرير لقسم النساء والولادة والعقم، بالإضافة إلى الأقسام الطبية المساندة من مختبر وأشعه وصيدلية وهندسة طبية وصيانة ومستودعات أدوية، مشيرا إلى عيادات الأطفال التخصصية بجميع أنواعها مثل أعصاب الأطفال والأمراض الوراثية وقلب الأطفال والتليف الكيسي.
وأوضح أن قسم النسائية جاء مكملا لقسم الأطفال، موضحا أن الجمعية تعنى بالطفل بكل مراحله بدء بتكوينه جنيا حتى ما بعد الولادة ولغاية سن 14 عام، مشيرا انه يتم استقبال حالات الحمل الخطر، حيث يوجد تجهيزات العناية المكثفة لما بعد الولادة.
وبين الجولاني مراحل العمل بالمستشفي، مشيرا أن المشروع تم على ثلاث مراحل، و المرحلة الأولى أنجزت بتبرعات من أهل الخير أفراداً ومؤسسات وشمل بناء المستشفى عظم بمساحة 3760م2 وتشطيب الطابق الأراضي بدعم من مؤسسة التعاون وشراء أرض محاذية للمستشفى بمساحة 4500م2، بمبلغ 385 ألف دولار، موضحا أن التكاليف الإجمالية لهذه المرحلة هو 757000 دولار .
واضاف: لقد شملت المرحلة الثانية وهي أعمال التشطيب والتي بلغ تكاليفها قرابة مليوني دولار، وتكلفة كل طابق من طوابق المستشفى السبعة كانت نحو ثلاثماية ألف دولار.
وتابع: أن المرحلة الثالثة وهي تزويد المستشفى بالمعدات والأجهزة الطبية بكلفة إجمالية تقدر بمبلغ 4.5 مليون دولار، موضحا أن تكلفة البناء والتشطيب بلغت مليون و مائتي ألف دولار و بالتجهيز تتجاوز الـ 5 مليون دولار.
ونوه الجولاني الى أنه رغم النقص والعجز في الموارد بسبب الظروف إلا أن الجمعية تقديم خدمة علاجية مجانية، ولذلك أنشئ صندوق المريض الفقير بالمستشفى، مشيرا أن هناك إعفاءات قد تصل إلى 100% ، وبدون رسوم لأهالي الشهداء والجرحى، مؤكدا أن الرسوم العلاجية بكل الأحوال هي أقل من العيادات الأخرى، لافتا أن المستشفى يتعامل بالتأمين سواء الحكومي أو من شركات التأمين المتعاقدة مع الهلال الأحمر.
وأوضح أن المطلوب في الظروف الحالية التي يمر بها الشعب الفلسطيني أكثر من الإمكانيات ولصعوبة الحصول على التحويلات ترتب عجز في الميزانية، يؤدي إلى تأخير صرف رواتب الموظفين الذين يبلغ عددهم 220 موظف ما بين إداري وعامل، مؤكدا أن هذا العجز بالميزانية لن يؤثر على بتقديم الخدمات الصحية، ولن يقصر أحد كون العمل إنساني، مشيرا انه للاستمرار بتقديم الخدمات الطبية وفي محاولة لتخفيف العجز تم التوجه إلى أعمال استثمارية بمشاريع مدرة للدخل تغطي جزء بالإضافة للرسوم الرمزية والتحويلات الطبية وتبرعات الجاليات العربية والأوروبيين تسد الجزء الآخر.
وأكد الجولاني أن مستشفى الهلال الجديد هو نقلة نوعية في الخدمات الصحية المقدمة لمرضى المستشفى، مشيرا الى انه منذ افتتاحه في حزيران العام الماضي قدم خدماته لحوالي 6500 حالة بكافة الأقسام العاملة والعيادات الخارجية وعيادة الأطفال، مشيرا الى أن المستشفى يطمح لإنشاء مركز أبحاث طبي بالتعاون مع مؤسسات ومستشفيات أوروبية وعربية وتعليم مستمر للاطلاع على ما هو جديد في مجال الطب.