الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

زمن البلاش ولى * بقلم :مصطفى الآغا

نشر بتاريخ: 18/01/2010 ( آخر تحديث: 18/01/2010 الساعة: 19:28 )
يوم الأربعاء الماضي أنهمرت مئات رسال الإس إم إس على برنامجي " صدى الملاعب " الذي يبث على شاشة غير سورية وهي إم بي سي وكللها تشكو وتسأل عن عدم تمكن 20 مليون سوري من مشاهدة منتخب بلدهم يلعب أمام الصين ضمن تصفيات أمم آسيا ... وللأمانة أقول إنني شخصيا حاولت وبكل الوسائل متابعة المباراة لأني أراها مهمة رغم تأهل المنتخب لنهائيات الدوحة لأن المنتخب كان يُمكن أن يفوز أو يخسر أو يتعرض لوضع صعب أو يحدث له أي شئ فيها ...وحاولت عبثا عبر كل قنوت الكرة الأرضية ولم أجد المباراة على أي منها ...

حزنت كما حزن غيري علما أنها ليست المرة الأولى التي تحدث ... وبما أنني إبن البلد وإبن الهئية العامة للإذاعة والتلفزيون لهذا فأنا أتحدث بمنطق العارف وليس بمنطق المتفرج العادي الذي يُطالب بحقوقه التلفزيونية دون أن يعرف ظروف التلفزيون وأعرف تماما أنه لو كان بمقدور الأخ والصديق جوزيف بشور أن ينقلها لفعل وما قصر ولكن " العين بصيرة واليد حتما ليست قصيرة " ... فمن يشاهد حجم الإعلانات في التلفزيون السوري يعرف أنه يمكن وبكل بساطة أن تكون كل مباريات المنتخب " سبونسرد " أو لها جهات راعية تتحمل تكاليف النقل مقابل الإعلان عن منتجاتها ولو تابعنا المنتخب لمصري أو الجزائري أو التونسي أو الإماراتي أو السوداني والأردني لعرفنا أن هناك من يُتابع ويُنسق ويُسوّق مباريات المنتخب مهما كانت درجة أهميتها حتى ولو كانت ودية .. وهنا ندخل على خط مؤسسة الإعلان التابعة لوزراة الإعلام وعلى خط الإحتراف وهيبة إتحاد كرة القدم الذي يجب أن يكون صاحب الحق الحصري بتسويق مباريات المنتخب .. تصوروا أن الإخوة في مصر باعوا حقوق كواليس ماسيحدث في انغولا وقبلها ماحدث في جنوب إفريقيا في كأس القارات ونحن لدينا محطات خاصة ومنها الدنيا التي باتت قبلة الأنظار " محليا " ببرنامج الزميل والصديق لطفي الأسطواني " الكرة بملعبك " لأنه أطفأ بعضا من ظمأ التميز في الوقت الذي تشكو فيه البرامج " الحكومية " من روتين قاتل ونمطية لم تتغير منذ ثلاثين سنة رغم محاولات الصديق المتميز إياد ناصر الذي أراه يغرد وحيدا خارج كل الأسراب ولكنه ليس صاحب قرار ولا صاحب إمكانات فنية وتقنية هي في الأساس موجودة بشكل غير تنافسي في التلفزيون السوري وأعتقد أن السيد وزير الإعلام الدكتور المثقف الذي درس الطب في إيطاليا وتخصص في الولايات المتحدة وعمل كسفير في إسبانيا وهو يتقن لغات هذه الدول بطلاقة يعرف تمام المعرفة كيف أن الرياضة عموما وكرة القدم تحديدا هي بمثابة أهمية الخبز لبعض الشعوب ومنها الشعب السوري وأعتقد أن السيد رئيس الوزراء هو من اكثر الناس تعلقا وفهما بكرة القدم يستطيع أن يزيد المخصصات المالية للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أو أن يترك مساحة مالية مختلفة و" مطاطة " للتغطيات الرياضية فمن غير المعقول أن نعطي مبلغا محددا لموفد حكومي وعليه " تدبير رأسه " في الوقت الذي قد لاتكفي كل مهمته المالية ( بالدولار ) ثمن إقامة ليلة واحدة في فندق نجمتين ولن أدخل في ترف الحديث عن قناة رياضية سورية لأنني أتركه لكم ...

أعتقد أنه يجب أن تعرف كل القنوات الخاصة أن زمن البلاش قد ولى ومن يريد تغطية الكرة السورية عليه أن يدفع لأنه سيقبض لقاء برامجه التي يبثها ويجب أن يعرف المُعلن أن ثمن إعلانه وقت مباراة لمنتخب الوطن يُعادل عشرة أضعاف وقت عرضه خلال فترات أخرى ويجب أن يكون النقل متميزا حتى يُغري المُعلن وهو لن يكون متميزا ما لم يكن " متعوبا عليه ومصروفا عليه" وهنا نعود لنقطة البداية وهي المال ... كيف نأتي به ومن الذي يأتي به ولا أعتقد أن الإجابة " كيميائية أو فيزيائية " لو توافرت الإرادة لدى كل من له يد في المسألة الرياضية والتلفزيونية في سوريا...