فيضان وادي غزة يشرد 100 عائلة وطواقم الدفاع المدني تهُب للمساعدة
نشر بتاريخ: 18/01/2010 ( آخر تحديث: 19/01/2010 الساعة: 09:49 )
غزة -معا- اغرقت السيول والفيضانات التي ضربت منطقة وادي غزة مساء الاثنين، عشرات المنازل وشردت مئات العائلات الفلسطينية ، وذلك بعد قيام اسرائيل بفتح احد السدود على الواد .
وقالت مجموعات الدفاع المدني والطواقم الطبية التابعة للخدمات الطبية العسكرية في الحكومة المقالة انها انقذت سبعة غرقى ، وانها تواصل جهودها لإجلاء المواطنين المتضررين من فيضان وادي غزة جراء إغراق متعمد قامت به سلطات الاحتلال إلى مناطق آمنة.
وأفاد أدهم أبو سلمية الناطق الإعلامي باسم الخدمات الطبية العسكرية في الحكومة المقالة بأن الجهود متواصلة بالتعاون مع الدفاع المدني الفلسطيني لإنقاذ العائلات التي غرقت منازلها بسبب الفيضان الذي تسبب به قيام الاحتلال الإسرائيلي بفتح عبارات المياه.
وأوضح أن قوات الدفاع المدني تعمل على سحب المياه من المنازل المتضررة ، وطواقم الاسعاف التابعة للخدمات الطبية العسكرية تنقل العائلات إلى مناطق آمنة وتقدم الإسعاف الأولى والعلاج للحالات المصابة إن لزم الأمر.
وبين أبو سلمية أن نحو مائة عائلة غرقت منازلها جراء هذا العدوان الإسرائيلي يجري نقلها إلى مناطق آمنة إلى حين توفير أماكن إيواء عاجلة.
وأكد أبو سلمية أن اللواء عبد القادر العرابيد مدير عام الخدمات الطبية العسكرية والعقيد يوسف الزهار مدير عام الدفاع المدني في الحكومة المقالة يباشران العمل ميدانيا ومتواجدان في المنطقة المنكوبة.
واعتبر الناطق باسم الخدمات الطبية العسكرية ما جرى جرائم تضاف إلى أعمال الاحتلال الإرهابية المتواصلة ضد شعبنا الفلسطيني ، داعيا الدول المعنية بإحلال السلام في المنطقة إلى ممارسة ضغط حقيقي على الاحتلال الإسرائيلي لوقف سياساته العدوانية والتراجع عن أعمال الإجرامية العابثة بحياة المواطنين الفلسطينيين.
وكانت طواقم الدفاع المدني في قطاع غزة، قد اعلنت انها قامت باخلاء العشرات من المنازل في منطقة جحر الديك، والمناطق المحاذية لوادي غزة بسبب قيام السلطات الاسرائيلية بفتح احد السدود لوادي غزة، ما تسبب في سيول كبيرة .
وقالت الدفاع المدني في اتصال بوكالة "معا" انها قامت باخلاء بعض المواطنين من منازلهم ونقلهم لمناطق امنة خشية من الغرق كمان انها قامت بشفط المياه من بعض المناطق.
من جهته اكد د. معاوية حسنين مدير عام الطوارئ لــ"معا" ان طواقم الطوارئ على جاهزية كاملة وقامت بمساعدة المواطنين في المناطق المحاذية لوادي غزة جنوب مدينة غزة، مؤكدا عدم وقوع اي ضحايا .
بدورها افادت سلطة المياه الفلسطينية في رام الله انها تراقب الاوضاع في وادي غزة الذي تجري فيه سيول جارفة .
وقالت سلطة المياه انها قامت وعبر القنوات الرسمية بالاتصال بالجانب الاسرائيلي لمعرفة اذا كان هناك فتح للسدود او انهيارات لها في ظل الاوضاع الجوية السائده وقد اكد الجانب الاسرائيلي انه لم يتم حدوث أي انهيار او فتح للسدود وانما ما يحدث كان متوقعا وان هناك حالات طوارئ وكوارث طبيعية نتيجة للامطار الغزيرة التي تحدث نتيجة للمنخفض الجوي.
وفي بيان لسلطة المياه قال د. شداد العتيلي انه اتصل بالجانب الاسرائيلي لمعرفة الوضع في الحدود الشرقية لقطاع غزة وفي وادي غزة الذي يجري من جنوب الخليل وقد افاد الجانب الاسرائيلي انه لم يتم تسجيل أي انهيار وانما هو نتيجة للاوضاع الطبيعية التي تحدث نتيجة للمنخفض الجوي .
وقالت سلطة المياه ان حالة تاهب كبيرة تسود مختلف المناطق من اجل اتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهة الكوارث والمتابعة لما يحدث من كوارث طبيعية كانت متوقعة وانه كان من اللازم ان يتم اتخاذ اجراءات في الأودية وخاصة وادي غزة الذي كان من المتوقع ان تحدث فيه السيول والتي ادت الى انهيار احد الجسور في منطقة المغراقة ويهدد ارتفاع المياه في الوادي بانهيار جسر صلاح الدين الذي ايضا وصل ارتفاع المياه الى غمره.
واشارت سلطة المياه ان الوضع في شمال القطاع مستتب نتيجة لنجاحها في مشروع الصرف الصحي هناك وتجفيف البحيرة التي كانت تسببت في كارثة القرية البدوية وقالت ان المتابعة الميدانية تفيد الى عدم تسجيل أي حالات غرق وانها تدعو الله ان تكون هذه الامطار امطار بركة وسقيا خير .
بدوره أعلن وزير الأشغال العامة والإسكان في الحكومة المقالة د. م يوسف المنسي حالة الطواريء في صفوف الطواقم العاملة في وزارة الأشغال لإنقاذ المواطنين الذين غمرتهم مياه الأمطار في مناطق جحر الديك ووادي غزة والمغراقة بعد قيام الاحتلال بفتح سد وادي غزة مساء أمس .
وأعرب المنسي عن استنكاره لإقدام سلطات الاحتلال على فتح سد وادي غزة مما تسبب بغرق عشرات المنازل الفلسطينية بمياه الأمطار وخاصة في منطقة جحر الديك شمال شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة بسبب تدفق كميات كبيرة من المياه على منازل مئات المواطنين .
وقال المنسي في تصريحات للصحفيين خلال تفقده المنطقة المنكوبة إن هذا الجريمة الجديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا خاصة ان قوات الاحتلال تمنع منذ ثلاثة أعوام إدخال مواد البناء والمعدات اللازمة للحيلولة دون حدوث كوارث جراء الفيضانات .
من جانبه حذر وزير الزراعة المقال الدكتور محمد رمضان الأغا من كارثة إنسانية يتعرض لها سكان قطاع غزة، ولاسيما المناطق التي غمرتها المياه في المحافظة الوسطى من جراء فتح الاحتلال لسدود وادي غزة.
وأكد خلال تفقده المناطق التي غمرتها المياه في محيط وادي غزة، أن الاحتلال لم يعط أية أشارات تحذيرية لفتح السد المغلق منذ سنوات لتفادي مخاطر السيول والفيضانات التي نتجت.
واعتبر أن مواصلة تدفق المياه إلى وادي غزة يعني أن حياة المواطنين مهددة بالخطر، حيث هناك منازل معمورة وأراضي زراعية وبركسات لتربية الماشية غمرتها المياه بشكل كامل.
وطالب كافة المؤسسات الإغاثية في الداخل والخارج بضرورة التدخل الفوري لإعانة المواطنين المشردين من جراء هذه الكارثة الإنسانية، داعياً المؤسسات الحقوقية والدولية إلى ضرورة فتح تحقيق في الجريمة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال بحق شعبنا.
من جانبه استنكر د. احمد بحر النائب الاول لرئيس المجلس التشريعي قيام سلطات الاحتلال بفتح قنوات والسدود المائية على وادي غزة محملا حكومة الاحتلال الاسرائيلية المسؤولية عن سلامة أهالي المنطقة وكافة الآثار والتداعيات السلبية التي تلحق بهم.
وقال في بيان وصل "معا" نسخة عنه: "إن هذه الجريمة الاسرائيلية الجديدة لن تمر مرور الكرام، وسيتم متابعتها وتوثيقها في إطار توثيق جرائم الحرب"، مطالبا المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية بوقفة جادة لوقف الاعتداءات الاسرائيلية.
ودعا بحر الجهات المختصة للمبادرة باغاثة الاسر المشردة التي غمرتها المياه والمبادرة بإغاثة الأسر المنكوبة التي شردتها المياه، ووضع خطة عاجلة وطارئة لمجابهة الآثار المترتبة على فتح سد وادي غزة، واحتمالات قيام سلطات الاحتلال "بجرائم" جديدة من هذا النوع.