الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

صحيفة القدس العربي تتحدث عن انقسامات داخل فتح وان الرئيس عباس يخطط لتأسيس كاديما فلسطينية

نشر بتاريخ: 05/05/2006 ( آخر تحديث: 05/05/2006 الساعة: 19:11 )
معا- قالت صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن في عددها اليوم ان انقاساما تشهه حركة فتح بين الجيل الجديد للحركة وما وصفته بالعسكر القديم وان الرئيس محمود عباس قد انحاز الى جيل الشباب من اجل ضخ دماء جديدة في عروق الحركة .

واستشهدت الصحيفة بالخطوة الاخيرة للرئيس عباس بتعيين روحي فتوح رئيس المجلس التشريعي السابق ممثلا شخصيا له وهو ما يرى فيه الحرس القديم حسما لكرسي الرئاسة فيما لو تعرض الرئيس الى مكروه.

وتضيف الصحيفة قائلة " لا توجد في النظام الأساسي للسلطة الفلسطينية وظيفة اسمها ممثل شخصي لرئيس السلطة، لكن الرئيس محمود عباس قرر تسمية روحي فتوح الرئيس الأسبق للمجلس الوطني ممثلا شخصيا له، مما يفسره البعض ان فتوح سيصبح رئيسا للسلطة اذا ما حصل شيء لعباس او تغيب الأخير وهي مسألة اثارت الكثير من الجدل مؤخرا في صفوف حركة فتح سواء في تونس او حتي في رام الله.

وفي هذه الأوساط ينظر بارتياب شديد مرحليا لخطوات رئاسية ودبلوماسية وأخري تنظيمية تعزل الحرس القديم في حركة فتح وتتجاوب مع الحرس الجديد وتؤسس لحركة فتح جديدة بعنوان جديد وتقلص هوامش المناورة بقوة أمام ما تبقي من عناوين تدلل علي منظمة التحرير الفلسطينية وفقا لمصادر خاصة في أهم دوائر القرار والاطلاع الفلسطينية.

وتصف المصادر ما يحاول فعله الرئيس عباس بانه تأسيس كاديما خاصة به وبشكل يمثل فتح فقط وليس حركة فتح، بمعني لا يمثل أطر الهيئة التاريخية ومؤسساتها الحقيقية، فبعد الأزمة التي حصلت للحركة اثر فوز حماس بانتخابات التشريعي رصدت تفاعلات غير مسبوقة في الاطار التنظيمي يتحدث عنها الجميع همسا هذه الأيام وتؤثر في مجريات الأحداث.

واستنادا الي ما تسرب من معلومات فقد اتخذت الرئاسة الفلسطينية عدة خطوات تعزز الانطباع بان الرئيس عباس يؤسس لحركة جديدة لن تعود تلك الحركة الوطنية المعروفة، فأولا فاجأ الرئيس عباس الوسط الدبلوماسي الفلسطيني في تونس وخارجها بسلم الرواتب الذي قرره مؤخرا للسفراء وللممثلين الدبلوماسيين، فقد اثارت قـــرارات الرئيس باقرار زيادة مجزية لنخبة من السفراء علي رواتبهم استغراب العاملين في السلك الدبلوماسي الفلسطيني حيث ان الرواتب الجديدة لم تقل عن اربعة الاف يورو للسفراء العاملين في بعض الدول الافريقية مثلا فيما وصلت رواتب بعض سفراء اوروبا الي ستة الاف يورو.

وهذه الرواتب كما يقول مسؤولون مطلعون ليست مسبوقة ابدا في تاريخ الشعب الفلسطيني ولا تنسجم بالتالي مع الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يواجهها ويعيشها، وحجة عباس عندما سئل عن الموضوع كانت ان السفراء في الخارج لم يستلموا رواتبهم منذ ثلاثة شهور الا ان المفاجأة الحقيقية ظهرت عندما تبين بان الرواتب الجديدة تشمل فقط السفراء الذين عينهم الرئيس عباس بعد القانون الدبلوماسي الاخير وهم بالتالي المقربون منه ومن وزير الخارجية الاسبق ناصر القدوة ومن المحسوبين علي التيار الجديد والبراغماتي في حركة فتح، وبالنتيجة يمكن الاستنتاج بان الرواتب الوفيرة كانت من حظ السفراء غير المحسوبين علي الدائرة السياسية في تونس وعلي رئيسها فاروق القدومي، ويبدو ان الاخير الذي اشتكي عدة مرات من حصار مالي خانق سبق حصار الشعب الفلسطيني بأشهر لم يعجبه الامر فاصدر تعميما وعظيا جديدا وجهه هذه المرة لعموم ابناء الشعب الفلسطيني وليس لابناء حركة فتح فقط كما درجت العادة، وفي هذا التعميم وضع القدومي لغما سياسيا غير معهود ايضا فقد تضمن عبارة اغاظت ابناء حركة فتح وقياداتها عندما اعتبر ان محاولات الصدام مع حركة حماس ومع العلماء والمشايخ تحركها اصابع خارجية ضد حكومة انتخبت ديمقراطيا.

واعتبر المعترضون من حركة فتح هذه اللغة من رئيس الحركة القدومي جديدة وتتضمن انحيازا لحركة حماس وهو ما دفع قيادات في الحركة الي بحث الموضوع مع القدومي في تونس، لكن الرئيس عباس سيصل بنفسه الي تونس في وقت لاحق تحت عنوان احتمالية عقد اجتماع لاكبر عدد ممكن من اعضاء اللجنة المركزية لكن الهدف الابعد للزيارة حسب الخبراء اطفاء الحرائق وتحديدا تلك التي تشعلها تعميمات القدومي بين الحين والاخر، فعباس حسب قيادي عريق في حركة فتح يبني فتح الخاصة به وبأدواته الخاصة وبالبطانة التي يريدها والمحور الاساسي في تقييم جذرية هذا الانقسام الافقي في فتح هو الحالة التي تعيشها اللجنة المركزية التي اصبحت عاجزة عن اتخاذ اي اجراء وعاجزة حتي عن عقد اجتماع واحد لها يناقش الاوضاع الداخلية الصعبة للحركة واطرها التنفيذية، فتيار فتح الجديدة الذي يضم روحي فتوح ومحمد دحلان وجبريل الرجوب وغيرهم يعطل كما تعتقد بعض الاوساط المؤتمر العام الحركي الذي يفترض عقده قريبا والذي لم يعد من الممكن عقده في ظل حالة العجز التي اصابت اللجنة المركزية خصوصا وان العامل الاقليمي بدأ يؤثر بقوة في القرار الفلسطيني سواء علي صعيد تحركات الرئاسة او سواء علي صعيد موقع ومناورات حركة حماس التي ضمت نفسها لمحور سورية وايران وحزب الله، ومن الواضح ان تيار فتوح دحلان عباس اصبحت له افضلية حتي داخل مؤسسة مثل المجلس الثوري وبالتالي فالتأثير الجذري المعروف لاعضاء اللجنة المركزية لم يعد ملموسا واي تدقيق في اوضاع هذه اللجنة الان يؤشر علي ذلك، فالمعلومات تقول بان عضو المركزية سليم الزعنون دخل في مرحلة اكتئاب حقيقية بسبب الظروف الصعبة في فلسطين كما ان عضو المركزية صخر حبش يعاني من تردي اوضاعه الصحية بعد اصابته بجلطة في الدماغ.

اما الثلاثي زكريا الاغا وعبد لله افرنجي وحكم بلعاوي فهم خارج معادلات التأثير حتي الآن وقد نقل قياديو فتح الذين زاروا تونس مؤخرا مشاعرهم بعدم وجود أمل في تحرك الدماء في شرايين اللجنة المركزية حيث وصفوها بانها عاجزة عن اتخاذ اي قرار وعاجزة عن التأثير علي مجريات الامور ولا تستطيع تحديد موعد لعقد المؤتمر الحركي، مشيرين الي ان موقف المركزية الضعيف من تشظي الحركة وانفلات ابنائها يضعف بالمقابل جناح الحرس القديم في الحركة.

ومجمل هذه الاوضاع لا تستغلها في الواقع حركة حماس لانها مشغولة في الحصار الدولي والاقليمي الشامل الذي يطالها كما ان التفاعلات داخل الاطر التنظيمية لفتح اصبحت يومية او شبه يومية والطرف الوحيد المستفيد من هذا الامر كما يبدو هو تيار فتح الجديدة الذي يحظي بدعم الرئيس عباس خصوصا مع وجود اصوات تدعو لاعادة النظر في ميثاق الحركة وتحويلها الي حزب سياسي مدني بدلا من البقاء كحركة تحرر وطني.