قيادات شابة يقلبن أعاقتهن الى تحد وأمل
نشر بتاريخ: 19/01/2010 ( آخر تحديث: 19/01/2010 الساعة: 12:17 )
رام الله- معا- في اللحظات غير المتوقعة تماما يتدخل القدر تلك اللعبة التي أعتاد عليها الانسان، ومع ذلك تنهمر الدموع الساخنة عند تذكر الموقف..
تفقز من هنا الى هناك وبفرحة تلعب بجانب والدها لم تكن تعلم امتنان انها بعد لحظات لن ترى اصابع يدها مرة أخرى.. بريق طفولتها لفته حركة آلة صنع الحمص خلال زيارتها لمطعم والدها والتي ما أن وضعت يدها حتى بترت اصابعها الاربعة فيما تلطخ المكان بدمها.
بعد ذلك الحادث اختلفت التسمية واعاقة يدها اصبحت تدرجها مع ذوي الاحتياجات الخاصة وهي تماما في السادسة من عمرها.. حياتها استكملت فيما يدها بقت شاهدة على تدخل القدر في اللحظات غير المتوقعة تماما.. الصمت والتخوف هو ما كان في جعبتها أما رغبة الاندماج والحديث الى المجتمع عن حادثة غيّرت حياتها هو المفقود هنا.
اختلف المشهد تماما، أمتنان تتحدث عن أعاقتها بكل جرأة ودون احراج وهذه المرة تنقل ألمها الذي تحول الى أمل الى مجموعة من الفتيات من ذوي الاعاقات المختلفة واللواتي اجتمعن ضمن مشروع قيادات المستقبل والذي جاء بفكرة من جمعية نجوم الامل وبتوفير مدربين وبرنامج تدريبي من مركز التعليم المستمر التابع لجامعة بير زيت.
في الكرسي المجاور هناك والى جانب امتنان تماما اسعاد تلك الفتاة ذات الملامح الصامتة والهادئة، ذلك الكرسي المتحرك هو عنوان أعاقتها، والذي حرمها المشي منذ أن كان عمرها ستة أعوام، في تلك اللحظة بالتحديد كانت اسعاد تصعد الدرج على قدميها كانت تركض وتلعب مع أولاد الحي ففي ذلك اليوم عرس لاحد أقربائها ذلك الدرج الذي أنهار عند صعودها كان السبب في شلل أصابها، حرمها الوقوف على قدميها مرة أخرى.
نظرات من حولها اختلفت وكما اسمتها اسعاد نظرات شفقة استمرت بالرغم من استكمالها لحياتها الطبيعية والتحاقها بالجامعة.. تلك النظرات هي التي تمنت اسعاد محيها من صفحة حياتها كليا.
من نابلس وتحديدا من عورتا تلتحق اسعاد بمجموعة من الفتيات ضمن ورشات عمل تحت مشروع قيادات شابة وبالرغم من صعوبة التنقل التي سببتها الاعاقة الحركية لها الا انها مواظبة على الانضمام اليهن.
قيادات المستقبل..
"أول ما شفت الاعلان في الجريدة كان أهم شيء شرط أن تكون معاقة وشابة كان مشوق بالنسبة الي انو هاد تميز النا تمييز ايجابي). ستة عشر شابة من ذوي الاعاقات المختلفة يتحلقن حول طاولة واحدة ينقلن خبراتهن والامهن يتعلمن مهارات جديدة ضمن برنامج تدريبي أعد بعد مناقشته معهن ليناسب احتياجاتهن في مهارات الاتصال والتواصل والحاسوب واللغة الانجليزية وكتابة المشاريع.
في التاسع عشر من الشهر الجاري سينهين ( امتنان واسعاد) الى جانب ستة عشر فتاة أخرى تدريبهن الذي استمر اربعة أشهر وانهن خلالة مائة واثنتين واربعين ساعة تدريبية فيما الختام بتقديم مخططات لمشاريع عملن على كتابتها خلال الاشهر السابقة، ليعد مشروع المواءمة البيئية للمعاقين في مدينة سلفيت احداها الى جانب مشروع الدعم التماثلي للاشخاص المعاقين والذي تقوم فكرته على نقل الدعم من شخص معاق الى آخر كونه مر في نفس تلك التجربة التي تعطيه القدرة على النصح والارشاد لغيره.
هن الامل..
"مجرد اجتماعنا على طاولة واحدة هو انجاز النا" بالرغم من أعاقاتهن المختلفة البصرية، السمعية، الحركية، يأتين من مختلف محافظات الضفة جنين ورام الله وبيت لحم والخليل، يتلقين تدريبا مشتركا لم يكن يوما على ذلك المستوى والذي هو برأي منسقة المشروع تحرير أنجاز كبير وفي نهايته ستحصل كل منهن على شهادة تدريبة من مركز التعليم المستمر التابع لجامعة بير زيت.
التخوف الذي حملته كل منهن في جعبتها عندما علمت أن التدريب من فتيات من ذوي الاعاقات المختلفة انعكس ارتياحا بعد التعامل المباشر معهن فيما أصبح الامر بالنسبة لهن نقل خبرات وتجارب.