الحصار يلقي بظلاله القاتمة.. موظفون حكوميون يضربون جزئياً وآخرون يتظاهرون رفضاً للجوع والحصار
نشر بتاريخ: 06/05/2006 ( آخر تحديث: 06/05/2006 الساعة: 10:57 )
الخليل- نابلس- غزة- معا- بدأت آثار الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب الفلسطيني منذ فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية تظهر على الموظفين الحكوميين الذين لم يتلقوا رواتبهم عن شهري آذار ونيسان الماضيين, حيث اعلن الموظفون الحكوميون في قطاع غزة ومحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية الاضراب عن العمل لمدة ساعتين, في حين تظاهر الالاف منهم في نابلس مطالبين بصرف رواتبهم وإنهاء معاناتهم.
وأفاد مراسلنا أن كافة الموظفين الحكوميين في وزارات السلطة الوطنية بقطاع غزة وفي مستشفى الشفاء أضربوا اليوم عن العمل لمدة ساعتين ضمن إضراب جزئي وخطوة أولى للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة لأكثر من شهرين.
ويأتي إضراب الموظفين في غزة عن العمل للمرة الاولى احتجاجاًً على الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني, ولتوجيه رسالة للإدارة الأمريكية والعالم الغربي الذي يفرض الحصار على البنوك ويمنع صرف رواتب الموظفين للشهر الثالث على التوالي.
وقال متحدث باسم الموظفين في إحدى الوزارات إن الإضراب يعد خطوة أولى ضمن الاحتجاجات الموجهة للإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي الذين يمنعون صرف رواتبهم.
وطالب المضربون الذين بدأوا إضرابهم اليوم السبت منذ الثامنة صباحاً حتى العاشرة برفع الحصار عن الأموال القادمة للشعب الفلسطيني وعدم ممارسة التخويف على البنوك الفلسطينية لتستقبل هذه الأموال.
*إضراب جزئي للموظفين الحكوميين في الخليل وتعطيل الدراسة في عدد من المدارس:
والى جانب إضراب الموظفين الحكوميين بالخليل لمدة ساعتين في وزارات المحافظة علق المعلمون في ثلاث مدارس بالخليل اليوم دوامهم احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم وتنديداً بالحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.
وأفاد مراسلنا أن الدوام تعطل اليوم في المدارس الثلاث وهي الامام علي الاساسية والهشلمون في مدينة الخليل, وذكور بيت كاحل الاساسية في قرية بيت كاحل شمال غرب الخليل.
وأوضح المعلم "أ. ط" لـ معا أسباب تعليق المعلمين العمل قائلاً:" هذا تعبير عن رفضنا للعملية الهمجية العالمية التي تمارس ضدنا، حصار داخلي وخارجي عربي واجنبي، والكل يضغط علينا".
ورفض المعلم "أ. ط" ان يكون وراء تعليقهم العمل أسباب سياسية، مضيفاً" نحن إثنا عشر موظفاً في هذه المدرسة، بعضنا ينتمي لفتح والاخر لحماس والبعض الاخر للجبهة الشعبية وآخرون لا ينتمون لاي فصيل، ولكن انتماءنا الوحيد كموظفين هو لفلسطين, ويجب علينا أن نتمسك بوحدتنا لاننا جميعاً نتعرض لنفس الضغوط".
وأكد المعلم حرص المعلمين على مصلحة الطلبة قائلاً:" التعليم هو أهم شيء، ولا نفرط بابنائنا، وابلغناهم بحقيقة الامور التي تحدث".
واستعرض المعلم " أ. ط" جانباً من الصعوبات التي يواجهها الموظفون الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ أكثر من شهرين قائلا:" لقد أصبحنا عاجزين عن الحضور للمدرسة، بعد نفاد ما لدينا من نقود، ونحن في محنة كبيرة، ولا احد يسمع منا".
وعقب مدير تربية وتعليم الخليل الاستاذ محمد عمران القواسمي على تعليق الدوام في المدارس الثلاث بالخليل قائلاً :" ندعو الجميع الى الالتزام بالدوام خصوصاً ونحن على اعتاب نهاية العام الدراسي، ولنتذكر أننا مررنا بالعديد من الظروف القاسية والمريرة في السابق، ولذا يحب علينا اكمال ما بدأنا به متحدين كل الظروف والصعاب، فالضغوطات تمارس علينا جميعاً، وليس على قطاع معين".
ورداً على أقوال القواسمي قال أحد المعلمين الذين علقوا دوامهم:" كنا نذهب للمدرسة في احيان كثيرة تحت إطلاق الرصاص، وكنا نتحدى نظام منع التجوال، ونفتح المدارس، لكن الوضع الآن اصبح لا يطاق!".
ورداً على سؤال لـ "معا" اذا كان المعلمون سيواصلون تعليق دوامهم غداً, أجاب المعلمون أنهم لا يعلمون بعد ما هي خطواتهم القادمة, مناشدين الجميع تفهم خطوتهم الاحتجاجية ومطالبين العالم بوضع حد للمأساة التي تفرضها الولايات المتحدة واسرائيل على الشعب الفلسطيني بالحصار والتجويع.
وكانت كندا أول من قطع المساعدات عن الحكومة الفلسطينية، بعد استلام حركة حماس مقاليد الحكم، ثم تلتها الادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي الذين فرضوا حصاراً مالياً، ومنعوا اي دولة من تقديم المساعدات المالية للحكومة الفلسطينية برئاسة حماس.
*مظاهرة في نابلس تطالب بصرف الرواتب ووقف حرب التجويع:
بدا الغضب واليأس معاً على وجوه الاف الموظفين الذين خرجوا ظهر اليوم فى نابلس للتظاهر مطالبين الحكومة الفلسطينية بدفع رواتبهم التى لم يتقاضوها للشهر الثاني على التوالي.
وحذر الموظفون الحكومة الفلسطينية من تصعيد خطواتهم الاحتجاجية اذا لم تدفع رواتبهم منددين بما وصفوه بالسياسية غير الواقعية واللامسؤوله التى تتبناها الحكومة.
وقالت "أم ياسر" ( 43 عاماً) وتعمل موظفة فى احدى الوزارت بنابلس لـ "معا":" انا لدي خمسة أولاد وزوجي موظف سلطة أيضا, ومنذ شهرين لم نتقاضى رواتبنا وأصبحنا نذهب الى مكان عملنا مشياً على الاقدام منذ شهر تقريبا لاعطاء الحكومة فرصة لصرف رواتبنا دون جدوى".
وأضافت " أم ياسر" أنها خرجت في التظاهرة لتطالب بتوفير المعاشات فقط نافية أن يكون في نيتها اي هدف آخر كمعارضة الحكومة أو تأييد الضغط الممارس عليها.
أما أبو حسين الخليلي (50 عاماً) أحد الموظفين الذين التقتهم معا في التظاهرة فقال إن أوضاع الموظفين وصلت حداً لايطاق "أصبحنا لانستطيع توفير حليب اطفالنا, ويذهب اطفالنا للمدرسة مشياً على الاقدام ليس للتوفير بل لانه لايوجد ما نوفره".
وأضاف أبو حسين" قال رئيس الحكومة الفلسطينية كلوا زيت وزعتر وانا اقول له أعطينا زيتاً وزعتراً حتى ناكل أصبحت ظروفنا صعبة".
أما زوجة الشهيد أحمد حبسة ( 52 عاماً) فقالت موجهة حديثها للحكومة الفلسطينية:" هل هذه وصية الشهداء التى وعدتم الناس بالسير عليها, لقد استشهد زوجي عام 2002 فى نابلس واعيش انا وابنتي على راتب زوجي الشهيد ويكفينا بطلوع الروح, ومنذ شهرين لم أستلم مخصصاتي وأصبح علي 4 الاف شيكل من الدين وتراكمت فواتير المياه والكهرباء والتلفون وغير ذلك من المتطلبات".
ورفع المتظاهرون عشرات الشعارات منها" أين الغذاء, أين الدواء انتشر الوباء", و"أعطوا الاجير اجره قبل ان يجف عرقه", و"لن نرضى بأن يكون جوع اطفالنا ثمناً لمواقف سياسية, و"نعم للمصالح الوطنية ولا والف لا للمصالح الحزبية".
وهدد المشاركون بتصعيد خطواتهم الاحتجاجية وقال كمال أبو شقدم الناطق باسم المتظاهرين لـ "معا" إن الهدف من هذه التظاهرة اسماع صوتنا للحكومة الفلسطينية واذا لم تستجيب الحكومة فاننا سندرس تصعيد خطواتنا بشكل أكبر فى الايام القادمة.
تليق جزئي لدوام الوزارات في رام الله
علق موظفو الوزارات الفلسطينيه في مدينة رام الله دوامهم من الساعة الثامنة وحتى العاشرة وذلك احتجاجا على عدم تسلمهم رواتبهم او تحديد موعد ذلك .