مدير مركز حقوقي يتحدث لمتضامنين فرنسيين في ذكرى الحرب على غزة

غزة - معا - قدم مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، المحامي راجي الصوراني، يوم الثلاثاء الماضي مداخلة أمام التجمع الفرنسي من أجل سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين الذي نظم لقاء تحت عنوان "غزة، عام بعد الحرب" في باريس.

تضمن اللقاء كلمات ألقاها مشاركون في مسيرة الحرية لغزة، ومايكل وارشوفسكي، رئيس مركز المعلومات البديلة، وكذلك ستيفين هيسيل الذي شارك في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وتم بث كلمة الصوراني التي مدتها 40 دقيقة في اللقاء الذي حضره أكثر من 1000 متضامن ممن يؤيدون القضية الفلسطينية، على الهواء مباشرة من غزة من خلال الاتصال المرئي المباشر (الفيديو كونفرنس).

وفي كلمته، أكد الصوراني على أنه وبعد مضي عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (27 ديسمبر 2008 – 18 يناير 2009) الذي وصفه بـ "أسوأ حدث في تاريخنا منذ النكبة"، لم يتم تطبيق مبدأ المحاسبة بشأن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي اقترفت أثناء العدوان. والأسوأ من ذلك، عملت الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية على عرقلة تطبيق مبدأ المحاسبة من خلال التصويت ضد تقرير غولدستون وبالتالي ضد مبدأ سيادة القانون.

وأوضح الصوراني بأنه رغم الحصار المتواصل ورغم سياسة الخنق الاقتصادي المفروضة على قطاع غزة وكذلك رغم نظام التمييز العنصري القائم في الضفة الغربية، فإن الفلسطينيين لم يستسلموا ولا يزال الناس مستعدين للتحدي. لقد شعر الفلسطينيون بالقوة بسبب التضامن الذي أظهره 1435 شخصاً من 43 دولة مختلفة كرسوا وقتهم ومواردهم لكسر الحصار المفروض على غزة، وهم يثمنون هذا التضامن. وبالرغم من فشلهم في دخول غزة، إلا أنه لا بد من استغلال فرصة هذه اللحظة من أجل الانطلاق بهذه الخطوة نحو الأمام.

وشدد الصوراني في حديثه على أن النضال من أجل تحرير غزة لا ينبغي أن يخرج عن مساره، وعلى أن لا مصلحة للفلسطينيين لخلق عداء مع مصر وأن التركيز ينبغي أن يبقى على الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الحرب التي ارتكبت خلال العدوان الذي يطلق عليه اسم "عملية الرصاص المصبوب." يجب أن تركز جهود التضامن في المستقبل على العواصم الأوربية التي سيكون للمواطنين فيها القدرة على إحداث أقصى حد من التأثير. وشجع الصوراني الجميع على الدفع باتجاه الحوار الفلسطيني والمصالحة. وفي نهاية كلمته، عبر الصوراني عن شكره وامتنانه لجميع المتضامنين مع غزة ومع الفلسطينيين، مضيفا:ً "نحن فخورون بكم وعليكم أن تشعروا بالفخر بأنفسكم."