الوكالة الأمريكية (USAID) ترعى "مهرجان الأعياد" في محافظة بيت لحم
نشر بتاريخ: 24/01/2010 ( آخر تحديث: 24/01/2010 الساعة: 19:16 )
بيت لحم - معا - بخطوات بريئة سار أفواج من أطفال فلسطين عبر الدرب المقدس، الذي شهد تاريخ بدايته الميلاد، ونهايته الآن، ويقطن في مدينة السلام المزينة احتفالا بهويتها، حيث تتلألأ حليها في كل مكان، تتنافس لتبرز جمالها عبر فعاليات إبداعية مختلفة تضم التهليل والغناء والمسرح.
هذا كان حال الأطفال المجتمعين في شارع اسمه مرآة لوصفه، شارع النجمة في مدينة الميلاد بيت لحم، يشاركون مسارح بيت لحم التجوال وعروضها المسرحية المتنوعة المنظمة خلال فعاليات مهرجان الأعياد 2009، المنظم من قبل غرفة تجارة وصناعة بيت لحم والممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).
يمتد مهرجان الأعياد لشهر كامل من فعاليات متواصلة تقسمت على مراحل ثلاث لتلبية احتياجات جميع فئات المجتمع من أطفال وشباب وكبار. ركزت نشاطات المرحلة الأولى على براعم فلسطين، واحتوت على نشاطات للأطفال في العمل الكاثوليكي وشارع النجمة لعدد من المسارح الفلسطينية – مسرح عناد، مسرح سفر، مسرح الحارة، المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) - بينما أتيحت الفرصة في المرحلة الثانية لفئة الشباب للاستمتاع بعروض لفرق موسيقية متنوعة، وشملت الفعاليات قرى محافظة بيت لحم لتوسيع امتداد المهرجان ونشاطاته حيث قدمت مسرحيات خصيصاً للقرى. أما المرحلة الأخيرة فقد تمثلت في حفلات لفنانين فلسطينيين وعرب، حيث استضاف المهرجان المطربين طوني قطان وهيثم الشوملي وهاني متواسي، كما قدم الفنان العراقي إلهام المدفعي حفلا خاصا به.
تجربة المسرح الفلسطيني في المهرجان
كان للمهرجان دور مهم في تحفيز الفنانين الفلسطينيين، وتحديدا المسرحين. يقول فادي الغول من مسرح سفر، أحد المسارح المشاركة في المهرجان، "لا شك أن دورنا كمسرحيين فلسطينيين يجب أن يصل إلى كافة فئات الشعب الفلسطيني عبر عروضنا المسرحية المختلفة،" ويضيف أن العمل مع المنظمات المحلية والدولية والمشاركة في نشاطاتها يساعد الفنان والمسرحي الفلسطيني على الوصول إلى كافة فئات المجتمع.
ويتابع الغول قائلا: "هناك فئة كبيرة من أطفال فلسطين محرومة من النشاط الفني بسبب ظروف الحياة المعقدة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ولكن توزيع عروض مهرجان الأعياد المسرحية على قرى منطقة بيت لحم كان من أسباب نجاح المهرجان بشكل رئيسي، إذ أضفت هذه التجربة روحا إنسانية للمهرجان وخلقت نوعا من التواصل بين الفنان الفلسطيني وأخيه الفلسطيني،"
قرية الخاص والنعمان كانت إحدى القرى الفلسطينية التي زارها المهرجان عبر مسرح سفر. قدم المسرح عرضاً تفاعلياً لأطفال القرية المحاصرة بقالب جدار الفصل والبعيدة عن العالم الفني في فلسطين. "أنا فادي كفلسطيني، وليس كفنان مسرحي، لم أكن على دراية بوجود هذه القرية والمعاناة التي يعيشها أهلها بسبب الجدار، فكان عرضي المسرحي خلال المهرجان وسيلة لأتعرف على بلدي ولأعرف الأطفال بالنشاط الفني التفاعلي وأعطيهم الفرصة للمشاركة الإبداعية في العرض من خلال الغناء والتمثيل."
وأضاف الغول: "إنها تجربة ناجحة ويجب تكرارها بشكل مستمر لإنعاش العمل الفني الفلسطيني وتثبيت جذوره بالمجتمع الفلسطيني،" وتمنى أن يكون للمسرح الدرامي – وهو أحد أهم أنواع الفنون المسرحية – دور ملحوظ في النشاطات المحلية المقبلة وإعطاء الفرصة للمسرحيين المحليين لإظهار مواهبهم الفنية وصقلها بشكل جيد.
الجمل: "قطاع السياحة أحد قطاعات النمو الرئيسية في فلسطين"
وأشار غسان الجمل، مدير المشاريع في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إلى أن اليو إس إيد تعتبر قطاع السياحة الفلسطيني عنصرا هاما لنمو وتطور الاقتصاد الفلسطيني بشكل عام، مضيفا أن قطاع السياحة أحد قطاعات النمو الرئيسية القادرة على تحفيز سوق العمل الفلسطيني وتنشيط حركة السوق التجارية، مما يؤدي إلى تطور القطاع الاقتصادي الفلسطيني. إنعكس هذا التطور في نتائج إحصائيات تشير إلى ارتفاع عدد السياح في فلسطين وبيت لحم تحديدا، وأثر هذا الارتفاع على اقتصاد المدينة، ولذا ترى الوكالة الأمريكية أن القطاع السياحي الفلسطيني منعش للاقتصاد الفلسطيني ويستحق الدعم.
وأضاف الجمل: "نستطيع أن نلمس من انطباعات أهالي محافظة بين لحم والعدد المتصاعد تدريجياً لفئات مختلفة من السياح وحضورها المتواصل والمتكرر لفعاليات مهرجان الأعياد في بيت لحم تغيرا ايجابيا على الاقتصاد المحلي في المنطقة والمناطق المجاورة للمدينة،" ونوه الجمل إلى أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) لا تركز عملها في بيت لحم فقط، بل لديها العديد من المشاريع والنشاطات المنوعة في مختلف محافظات فلسطين.
ولتقييم أثر دعم هذا المهرجان تعكف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية حالياً على دراستين، الأولى تبين التغير الاقتصادي الذي مرت به مدينة بيت لحم بعد مهرجان الأعياد وفعالياته المنوعة الممولة من الوكالة الأمريكية، بينما تهدف الدراسة الثانية، وعبر استبيان سيتم توزيعه على سكان بيت لحم وزوراها من فلسطين وخارجها، إلى تفسير تواجد السياح في مدينة بيت لحم وما شجعهم على زيارة المدينة بشكل متكرر خلال فترة المهرجان.
وبهذا الصدد أفادت منسقة مشروع مهرجان الأعياد في بيت لحم فيروز خوري إلى أن المهرجان "يهدف للتأكيد على مدينة بيت لحم كعاصمة للأعياد، ولتشجيع النشاطات الاقتصادية والتجارية في المحافظة، وعلى رأسها النشاطات السياحية." وأضافت: "هذا العام حاولنا تشجيع السياحة الداخلية عن طريق الدعاية للمهرجان داخل الخط الأخضر وعلى مستوى الضفة الغربية. لم يكن المهرجان على مستوى محافظة بيت لحم فقط بل على مستوى فلسطين وداخل الخط الأخضر بشكل مكثف من أجل تشجيع السياحة الداخلية. سخر المهرجان 80 حافلة تذاكرها مجانية، 10 من داخل الضفة و70 من داخل الخط الأخضر، ولقي رواجا بشكل كبير من قبل الفلسطينيين الذين يعيشون في أراضي الـ 48 والسياح الأجانب وأهالي محافظة بيت لحم."