النائب البرغوثي: يوم محزن في تاريخ الديمقراطية الفلسطينية
نشر بتاريخ: 25/01/2010 ( آخر تحديث: 25/01/2010 الساعة: 16:53 )
رام الله- معا- قال النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية انه لمن المؤسف ان يمر هذا اليوم كأي يوم آخر دون ان يمارس فيه الناخبون الفلسطينيون حقهم الديمقراطي في الانتخاب واختيار ممثليهم الذي كان من المفترض ان يتوج بعرس ديمقراطي من خلال التوجه الى صناديق الاقتراع اليوم الخامس والعشرين من كانون ثان.
واضاف البرغوثي في مؤتمر صحفي عقده في رام الله ان العملية الديمقراطية معطلة تماما اكثر من أي وقت مضى، وان عدم اتاحة الفرصة امام الشعب لاجراء الانتخابات في موعدها هي خسارة للشعب الفلسطيني ،مؤكدا ان من قواعد الديمقراطية ان أي ديمقراطية لا تستقيم حتى تجري الانتخابات مرتين متتاليتين في موعدها على الاقل، وان هذا الامر لم يحدث ولو مرة واحدة في الاراضي الفلسطينية.
واوضح البرغوثي ان الانتخابات السابقة تأخرت عن موعدها ست سنوات واليوم نشهد تعطيلا للانتخابات التي يجب ان تجري وان تعطي للشعب حقه الطبيعي في الاختيار.
لا حل للانقسام الا بالعودة الى الشعب
واكد الدكتور مصطفى البرغوثي انه لاحل في ظل الانقسام الا العودة للشعب واعطائه حقه في الممارسة الديمقراطية ،معربا عن خشيته من الاستمرار في تعطيل الانتخابات وما سيسببه من اضرار بمبدا فصل السلطات خاصة واننا نشهد عكس ما جرى خلال الفترات السابقة عندما كان الشعب يطالب بفصل السلطات ،بان اصبح الوضع يشكل اندماجا للسلطات في السلطة التنفيذية.
وقال البرغوثي ان تعميق الانقسام والاستقطاب بين الضفة وغزة يدمر الخيار الديمقراطي، مما يؤكد ان السبيل لتحقيق الانتخابات الديمقراطية الحرة هو تحقيق المصالحة الوطنية والتوافق الوطني ومن ثم اجراء الانتخابات.
واكد النائب مصطفى البرغوثي ان كل يوم يمر دون اجراء الانتخابات ستكون له تكاليف باهظة بالنسبة للقوى السياسية التي اعاقت او تعيق اجراء الانتخابات.
واشار الى الدور الاسرائيلي في تدمير الديمقراطية الفلسطينية وهذه ليست اول مرة مذكرا بتدميرها التجربة الديمقراطية عندما جرت الانتخابات البلدية عام 1976 لان نتائج تلك الانتخابات لم تكن تلائم مخططاتها معتقدة ان اجراء تلك الانتخابات يخلق قيادة بديلة لمنظمة التحرير والحركة الوطنية الفلسطينية وتتماشى مع مخططاتها،مما قاد سلطات الاحتلال الى الاقدام على الاغتيال والاعتقال والابعاد بحق رؤساء البلديات المنتخبة مثل بسام الشكعة وكريم خلف.
واضاف البرغوثي ان اعتقال النواب بعد انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 كان هدفه تعطيل المجلس التشريعي وتدمير نتائج الانتخابات الديمقراطية ولا بد من القول اليوم اننا كنواب منتخبين من الشعب قد حرمنا من ممارسة دورنا التمثيلي.
وجدد البرغوثي التاكيد على ما تم التوافق عليه في القاهرة بان الانتخابات يجب ان تشمل الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني كذلك لاشراك ابناء شعبنا في الداخل والخارج في اختيار قياداته الوطنية.
ودعا البرغوثي على الاقل الى احترام موعد الثامن والعشرين من حزيران لهذا العام الذي حدد موعدا لإجراء الانتخابات وان تشمل جميع الأراضي المحتلة بما فيها القدس وغزة والضفة الغربية.
وقال النائب مصطفى البرغوثي انه اذا كان هناك حرصا على مصالح الشعب الفلسطيني ومستقبل قضيته فيجب انهاء الانقسام واجراء الانتخابات،وان الشرعية تستمد من الشعب ومن مشاركته في الانتخابات بعيدا عن المناكفات.
ميتشل فشل في جهوده
وحول الوضع السياسي قال البرغوثي ان ميتشل فشل في مهمته في ظل تراجع الموقف الاميركي ،مؤكدا ان الضغط الجاري على المستوي الدولي لا يجري من اجل الوصول الى سلام عادل وحل للقضية الفلسطينية بل اصبح ضغطا من اجل ما يسمى بعملية السلام التي اصبحت بديلا للسلام عبر اعادتنا الى دائرة مغلقة لا تنتهي من عملية السلام بدون توقف وبدون نهاية وبدون نتائج.
واضاف انه منذ ستة عشر عاما ونحن ندور في اطار هذه العملية دون نتيجة ،مما يستوجب القول ان الهدف ليس عملية السلام بل السلام في حد ذاته ،وانهاء الاحتلال وتحقيق امال واهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والسيادة.
واكد خطورة المنهج الذي تسير عليه الادارة الاميركية حاليا والذي يقول ان المرجع في الموضوع هو الجمهور الاسرائيلي ،بمعنى انه طالما ان هذا الجمهور منحاز لليمين فان الادارة الاميركية لا تستطيع فعل شيء ،الامر الذي يستوجب السؤال: اين رأي الجمهور الفلسطيني في هذه المعادلة؟.
واشار البرغوثي الى ان اسرائيل تتعامل وكانها دولة فوق القانون ،وانه لايمكن الحديث عن عملية سلام ومفاوضات بدون ان يكون هناك اطار مرجعي واضح اساسه القانون الدولي والشرعية الدولية وان الاحتلال يجب ان يزول عن جميع الاراضي المحتلة وان يوقف الاستيطان بدءا من القدس.
العودة للمفاوضات قبل وقف الاستيطان خطيئة
ودعا البرغوثي الى استمرار منظمة التحرير في موقفها المصر على عدم العودة الى المفاوضات دون تجميد شامل ومطلق للاستيطان خاصة في القدس.
وحذر البرغوثي من ان أي عودة للمفاوضات قبل وقف الاستيطان ستمثل خطيئة مزدوجة لانها تكرار لاخطاء الماضي المتمثلة بالاستمرار بالمفاوضات وتوقيع اتفاق اوسلو بدون تجميد الاستيطان مما ادى الى زيادة عدد المستوطنين من 200 الف الى 500 الف مستوطن وان وجود مفاوضات في ظل النشاط الاستيطاني خاصة في القدس يعني تقديم غطاء لعملية التهويد والضم.
وقال البرغوثي ان اميركا هي اكثر دولة تمتلك ادوات للضغط على اسرائيل وتستطيع التهديد بوقف الضمانات الاميركية ووقف المساعدات العسكرية والامتيازات الضريبية التي تتمتع بها جمعيات اسرائيلية تدعم الاستيطان.
يجب رفض مبدا تبادل الاراضي ردا على اعلان نتنياهو ضم الكتل الاستيطانية
ودعا البرغوثي المجتمع الدولي الى اتخاذ مواقف حقيقية في ظل مواقف نتنياهو الاخيرة المتمثلة في ادعائه بان القدس مدينة يهودية غير قابلة للتقسيم وان قضية اللاجئين يجب حلها خارج اطار فلسطين وان الاستيطان سيستمر خاصة في القدس.
واشار البرغوثي الى خطورة اعلان نتنياهو امس بان الكتل الاستيطانية هي جزء من ارض دولة اسرائيل.
وقال ان هذا اخطر عمل اسرائيلي منذ ضم القدس وهو يعني ضم اجزاء واسعة من الاراضي المحتلة لاسرائيل وتدمير امكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة مؤكدا ان خير رد على نتنياهو هو موقف صريح من منظمة التحرير يرفض مبدا تبادل الاراضي والاصرار على انسحاب اسرائيل من كل شبر من الاراضي المحتلة
وحذر البرغوثي من التعاطي مع مسالة تبادل الاراضي لان فيه إضفاء للشرعية على الاستيطان ،داعيا منظمة التحرير الى الاعلان عن رفض مبدأ التبادلية.
واكد النائب مصطفى البرغوثي ان اصلاح ميزان القوى المختل لن يتم الا عبر اعتماد المقاومة الشعبية الواسعة التي اخذت بالاتساع موجها التحية الى النبي صالح ودير نظام اللتين انضمتا الى هذه المقاومة الجماهيرية التي تكرست في نعلين وبلعين وام سلمونة وجورة الشمعة ويطا وقفين وبرقا والشيخ جراح وسلوان ،وكذلك فرض المقاطعة الدولية على اسرائيل ومخقاطعة البضائع الاسرائيلية وليس فقط بضائع المستوطنات ودعم الصمود الوطني واستعادة الوحدة الوطنية وبناء قيادة وطنية موحدة وتبني استراتيجية وطنية موحدة لنضال الشعب.