السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرياضة أخلاق ** بقلم : أ. بكر حنون

نشر بتاريخ: 25/01/2010 ( آخر تحديث: 25/01/2010 الساعة: 20:57 )
لم تكن الرياضة في يوم من الأيام وسيلة للفرقة والتشاحن والشتائم والتفنن بإيذاء مشاعر الآخرين والتطاول عليهم ، بل الرياضة وسيلة لجمع القلوب ولحب الآخرين ، فالرياضة تحقق ما لا تحققه السياسة من مجد وشهرة للآخرين ، فشهرة الرياضة تفوق شهرة السياسة لكون الرياضة تجذب مشاعر الآخرين وتدغدغ عواطفهم بشكل ليس به نفاق وتملق، وأي لاعب يتربع على عرش قلوب الناس بفضل أخلاقه أولاً وموهبته ثانياً ، فالأخلاق هي الأساس في عالم الرياضة ، فالأخلاق تؤدي إلى الاستقامة والى الانضباط والالتزام وإطاعة المدربين في خططهم وتعليماتهم داخل المستطيل الخضر أو أي مستطيل آخر وهذا بدوره ينعكس على مستوى أداء اللاعب وينمي موهبته ويصقلها بالشكل المناسب.

أما فساد الأخلاق فيؤدي إلى النكوص وتراجع مستوى اللاعب ، وكم من فساد أدى سقوط عروش الشهرة وضياع الأمجاد التليدة ، وأصبح ذو الشهرة مطويين في طيات هذا الزمن الغابر ، الذي لا يخلد إلا من جمع ما بين الأخلاق والموهبة ، فالأخلاق تجلب الانتماء والانتماء يؤدي إلى الرغبة الملحة بالانجاز كل هذا يؤدي إلى المجد ، فما أحوجنا في محطات الزمن الماضي أن نستذكر الأمجاد السابقة التي خطت بأخلاق وحبات عرق وانتماء فاق التصور ، لان أيامها الكرة التي كان يتناقلها اللاعبون فيما بينهم هي رسالة محبة وأخوة ، وليست رسالة حقد وكراهية وتعصب اعمي لهذا الفريق أو ذاك ، يومها كان التنافس ليس من أجل الألقاب وحصاد الكؤوس بل كان التنافس لمن يكسب حب الآخرين أكثر ، فلا فرق بين الفوز والخسارة لمن عنده أخلاق ، فليس كل حياتنا فوز وليس بالمقابل كلها خسارة ، فالحياة تحتمل الوجهان ، وهذه هي فلسفة الحياة ، فمثلما نفرح من أجل الفوز وفرحنا يجب أن يتسم بالأخلاق ، لا شك بأننا سنحزن عند الخسارة وحزننا يجب أن لا يبعدنا عن أخلاقنا ، فكل شيء قابل للتعويض ولكننا إذا خسرنا أخلاقنا فهي الخسارة الكبرى لأنه كما يقول الشاعر
وقد يقام من السيوف وليس من عثرات أخلاق الشعوب قيام

فالاحترام وتقدير الآخرين يجب أن يكون عملية تبادلية ذات بعد إنساني ، بعيداً كل البعد عن تفاصيل الكرة الجوفاء التي لا تفرق بين من يركلها ومن يحرز الأهداف بها ، فمشاعرنا وحبنا للاعبين وحب اللاعبين لبعضهم البعض هو الضمان الوحيد لإخراج مباريات نظيفة ، وتطوير مستوى الكرة والارتقاء بها ، أما التعصب الأعمى وسياسة التطاول على الآخرين بالقول والفعل فهي سياسة مرفوضة تجلب الفتن والدمار والتراجع للكرة الفلسطينية .

**الناطق الإعلامي لمركز شباب بلاطة