الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

القانون الرياضي، بين القداسة والتجديد.! **بقلم : جواد عوض الله

نشر بتاريخ: 25/01/2010 ( آخر تحديث: 25/01/2010 الساعة: 21:02 )
إن المتابع لتطور المستديرة الساحرة، يدرك حجم التعديلات التي لحقت بمعظم بنودها ولوائحها، تماشيا مع متطلباتها الميدانية،حتى استوعبت ثنايا قانونها منع إقامة المباريات في أماكن عالية الارتفاع عن سطح البحر لاعتبارات صحية ، ونتفهم هذه التعديلات كونها تصب في مصلحة عالم كرة القدم وتطورها ، وبهذا فان إيجاد الحلول لكثير من المشكلات التي تواجه اللقاءات الرياضية من خلال قوانين أكثر متابعة ومرونة في استيعاب متطلبات المباريات، يعد مطلب رياضي حضاري هام لممارسة الكرة في ظل قانون يعدل بين الفرق والمنتخبات ، وظروف يخيم عليها التنافس الشريف والروح الرياضية .

من هنا فان دخيلاتها كالعنف والشغب والمنشطات ومخالفة القانون وما هو بعيد عن الروح الرياضية والمبادئ الأولمبية ، يفقدها سحرها،و يجب أن يحارب ويعالج بمهنية عن طريق اللجان الفنية التابعة للاتحادات الدولية ، وما ظاهرة تكرار سرقة الكرة باليد في مناطق المرمى وصناعة الأهداف وتسجيلها ،إلا من ابرز دخيلات المستديرة ،فكانت و مازالت مستمرة دون ضبطها من قبل الحكم ومعالجتها بإضافات أو تعديلات ، فأنهت مسيرة منتخبات في التصفيات النهائية، وأقصتها من المنافسات بعيدا ،بعد استعداد من الجهد والتدريب دام أربع سنوات ،ونذكر والأرشيف المصور حادثة ، اللاعب الأرجنتيني "مارادونا" وتسجيله لهدف بيده في مرمى (انجلترا)،في كاس العالم العام 1986 ،وها نحن نستحضر السلوك المشين لقائد المنتخب الفرنسي (تييري هنري) ، الذي سرق بيده الكرة ومررها لزميلة غالاس ليسجل في مرمى ايرلندا الشمالية هدف التعادل،(وإن بقي الهدف طيلة حياة الهداف وصانعه وصمة عار لا افتخار في سجله)، وتتأهل فرنسا لنهائيات كاس العالم القادم، في جنوب إفريقيا العام 2010،

اجل ،في عصر الفضائيات،تم ذلك كله تحت أنظار العالم ،ولكن بعيدا عن نظر الحكم ، ومن الغرابة للمبادئ الأولمبية،أن يستحضر الرئيس الحالي للفيفا السيد "بلاتر" مقولته السابقة كعضو بالفيفا ، عند تعقيبه على سلوك( مارا دونا) حين قال: إن الأخطاء التحكيمية لها لذة تجعلها حديث الملتقيات الرياضية،وفي ظل هكذا تعقيب ، لا استبعد أن يبقى اللاعب الفرنسي" تيري هنري" الذي اظهر نواياه السيئة، من ابرز اللاعبين الدوليين المرشحين لحمل رسائل السلام والإنسانية كسفير للنوايا الحسنة لدى المنظمة الدولية" اليونيسيف"،وغيرها، كما لا أتوقع من الإتحاد الدولي أية إجراءات بحق الحكم (فنتيجة المباراة وقرارات الحكم مقدسة)، ليشعر كذلك أن الخطأ ربما يقع عليه إن لم يقع على اللاعب،وان الإنذار سوف يوجه له إن لم يوجه إلى اللاعب.

والتساؤل:أيهما أهم أن يضع اللاعب قميصه داخل بنطاله القصير عند الدخول إلى ارض الملعب حيث يفرض القانون ذلك ،أم إعادة النظر في مثل هذه الظواهر التي أصبحت تغزوا مناطق المرمى،وخاصة في المباريات الهامة والمصيرية،وتترك خلفها تساؤلات مهنية، حول قداسة القوانين الرياضية إن استحقت مراجعتها.

أرى أن عدم إيجاد الحلول لمثل هذه الظاهرة وعدم اتخاذ قرار من قبل الإتحاد الدولي لحسم هذه المشكلة ،سواء بالعقاب أو بالإضافة والتعديل على قانون اللعبة وخاصة خلف خط المرمى كتعيين مراقبين أسوة بخط التماس،أو غير ذلك ،قد دفع وما زال يدفع باللاعبين لممارسة نفس السلوك المشين،وربما نشهد انعكاسات أكثر خطورة،قد تمتد آثارها للجماهير،وخلف مدرجات إستاد الكرة، ،وتصوروا معي حجم المأساة والشغب وردات فعلها ، لو حدثت تلك المخالفات الواضحة في لقاء حساس كلقاء الشقيقتين مصر والجزائر،أواخر العام الماضي.!؟.

إن سلوك" تييري هنري" و"مارادونا " اصبح ماثلا في الكتابات الرياضية ،كما هي أحداث الشغب ، والمنشطات، كأبرز التحديات والدخيلات على الأخلاق والروح الرياضية، وسيبقى المجتمع الرياضي والإنساني رافضا ونابذا لها ولمن خلفها ،أعاقبه القانون الرياضي أم لم يستوعب في لوائحه أحداثها،هذا من جهة،ومن جهة أخرى،لايعقل أن يبقى القانون الرياضي كتابا مقدسا بعيدا عن التعديلات والإضافات إن وجب تعديله، وفي الوقت الذي يحكم ويراقب لعبة التنس الأرضي إلى جانب الحكم العام اثني عشر مراقبا للخطوط ثم أضيف لهم جميعا الرجوع إلى كاميرات التصوير والاعادات التلفزيونية في حال الشكوك ،فان قانون كرة القدم يبقى فوق التعديلات.

من هنا على الإتحاد الدولي إعادة النظر في( قداسة )القانون الرياضي إن وجب تحديثه وتجديده، وإيجاد الحلول العملية بشرية كانت أو تصويرية لمشكلاته ،تماشيا مع مستحدثات الميدان الرياضي للرقي بهذه القوانين وتعديلها وفق احتياجات ومتطلبات اللعبة الأكثر شعبية في الألعاب الرياضية من ناحية، وانتصارا للروح والأخلاق الرياضية والمبادئ الأولمبية من جهة ثانية ،وتماشيا مع مناشدات الصحافة الرياضية الحرة لمعالجة الأخطاء التحكيمية على جبهة ثالثة ،وليس مقبولا من الإتحاد الدولي بعد الآن أن ينأى بنفسه بعيدا عن النظر ودراسة ملفات الاعتراض المقدمة من الاتحادات المتأذية، باعتبار أن الحكم الواحد سيد هذه القرارات وصافرته وأحكامه في حكم المقدسات.، وحتى لا يقال عن اتحاد الكرة الدولي متواطئ في القرارات .

. [email protected]