الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الإعلام.. و نهائي مصر والجزائر * بقلم : سلطان عدوان

نشر بتاريخ: 26/01/2010 ( آخر تحديث: 26/01/2010 الساعة: 22:25 )
شاءت الأقدار أن يجمع نصف نهائي أفريقيا 2010بين قطبي الكرة العربية مصر والجزائر وكم كنت أن يكون اللقاء نهائيا عربيا رياضيا بين الفراعنة ومحاربي الصحراء و كذلك افتتاحية الأبطال ، افتتاحية الشرفاء والصلح بين الأشقاء .

حيث تتجه الأنظار إلى ستاد السيد داجراشا في مدينة بانجيلا الانجولية – 25 ألف متفرج - الذي سيشهد مسرح المباراة الحاسمة لبلوغ نهائي أفريقيا ، تتجه الأنظار والكل يراقب ويؤكد بأنها المباراة الأصعب في تاريخ البطولة خاصة وأنها تأتى بعد جدل وصراع رياضي وجماهيري نتيجة أحداث أم درمان التي شهدت صعود الجزائر إلى نهائيات كاس العالم بعد مباراة فاصلة مثيرة .
ففي حين تسعى مصر بعد خسارتها أمام الجزائر بهدف نظيف لرد الاعتبار واثبات جدارتها وزعامتها الإفريقية تسعى أيضا الجزائر لتؤكد أحقيتها في انتزاع بطاقة التأهل .

و لا نبالغ حينما نقول بان الإعلام العربي والغربي قد اعد العدة لهذه المباراة ، ونحن كمشجعي للكرة العربية نتمناها أن تكون مباراة عربية خالصة من حيث القوة والمنافسة والكرامة والنتيجة واللعب النظيف ، نتمناها مباراة إنهاء الخلافات والكراهية .
لا نريد أن نكون لقمة سائغة أمام الإعلام الغربي وخاصة الإعلام الاسرائيلى ولنعود بالذاكرة قليلا حين اعد التلفزيون الاسرائيلى تقريره الساخر عن أحداث المباراة الفاصلة ووصفها بأنها أجواء حرب بين البلدين حيث ركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على الخلافات العربية واعدت التقارير المفصلة وأبرزت المباراة كسياسة عربية بكل معنى الكلمة وقالت بأنها نتيجة خلافات وأزمات دبلوماسية واتهامات وكراهية بين البلدين .
نعم سخرية إعلامية إسرائيلية من العرب حتى جاء في عنوان صحيفة إسرائيلية " هذا يوضح كم هي الأمة العربية موحدة " .

فلنقف سدا منيعا أمام هذا الإعلام الساخر ولنعلنها حربا رياضية ضد الأقلام الباهتة ولنعيد الصف بين الأشقاء العرب بين مصر الفراعنة والجزائر محاربي الصحراء بين أبطال أكتوبر وبين بلد المليون شهيد .
كما وأوجه انتقادي الشديد للإعلام المصري والإعلام الجزائري في المعالجة الإعلامية خاصة بعد تأهل الفريقين لنصف النهائي فنجد من يتسلق من الإعلاميين المصريين لينال شرف الهجوم وشحن الأجواء ، وليس الإعلام الجزائري عن ذلك ببعيد فقد أجمعت بعض الصحف الجزائرية على السخرية من البرامج الرياضية المصرية وانتقدت أداء مذيعيها بأساليب غير مهنية .

وليعي الإعلام العربي جيدا أن من واجبه الآن أن يعد التقارير والفواصل الإعلامية التي تدعم الروح الرياضية و أن يسعى كذلك عبر برامجه لاستضافة الرياضيين البارزين من البلدين جنبا إلى جنب لتوثيق روابط المحبة بين الإخوة العرب وعلى الصحف أن تفتح صفحاتها وتنشر تقاريرها عن تاريخ وبطولات ولاعبي الفريقين حتى نمحو تلك الأحداث - واقصد أحداث أم درمان - من الذاكرة العربية فهذه هي الرسالة الحقيقية للإعلام .

حتى وان انقسم الولاء الفلسطيني تجاه الفريقين فذلك ليس عيبا ولا يمكننا أن نتجرد من عشقنا لهذه الكرة أو تلك فمنا من يعشق مصر ورياضة مصر ومنا من يعشق الأخضر الجزائري فليعشق كل منا من يحب وليتمنى الكل أن تخرج المباراة في رسالة سياسة واضحة مفادها بأننا موحدين رغم أنوف من يعشق الخلاف العربي العربي وعسى أن توحد السياسة ما فرقته الرياضة بعد أن كان العكس صحيح .
ولننتظر مساء الخميس بروح عالية ولنفتخر بان النهائي الافريقى سيكون شطره الأول عربيا .

** سلطان عدوان - اعلامى فلسطيني