الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

اصحاب البيوت المدمرة.. حلول يفشلها الحصار

نشر بتاريخ: 27/01/2010 ( آخر تحديث: 27/01/2010 الساعة: 15:27 )
غزة- تقرير معا- لاصحاب البيوت المدمرة قصص تختلف في مضامينها لكنها تتفق جميعها في كون الاحتلال العامل الاساسي فيها، فتدمير البيوت وتجريف الاراضي واقتلاع اشجار اعمارها مئات السنين لا يكلف الاحتلال شيئا لكن بناء البيوت وزراعة الاراضي يكلف اصحابها الكثير.

تساءل "هل كان يجب على الاحتلال الاسرائيلي ان يهدم بيته في العام 2009 خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة على القطاع حتى يتم تعويض خسائره"؟، عرفات العمور احد المواطنين الذين يسكنون المناطق الشرقية تحديدا منطقة الفخاري في مدينة خان يونس المحاذية للشريط الحدودي مع القوات الاسرائيلية تعرض منزله في 27-9-2006 للهدم اثر عمليات تجريف قامت بها الاليات الاسرائيلية لتلك المناطق حيث قامت بتطويق المنزل وهدمه "بالكباشات".

وقال العمور الذي توجه لوكالة "معا" بعد ان ضاقت به جميع محاولاته للحصول على تعويض من اي جهة حكومية سواء في رام الله او في غزة: "عملت ليل نهار لابني لاطفالي بيتا يحميهم وبلغت تكلفت المنزل الذي يتكون من طابقين 60 الف دولار من بناء وتأثيث وحتى اللحظة منذ هدمه لم اتلقى اي تعويضات عن الخسائر التي لحقت بي".

وتابع العمور "لم اسمع سوى وعودات وكل ما افتح الموضوع يقولون لي بان الموضوع سيحل في القريب العاجل وانا منذ سنتين وانا انتظر القريب العاجل الذي لم ياتي حتى اليوم"،مشددا انه لا يعرف لمن يتجه لاي حكومة ولاي مؤسسة.

ودعا العمورالمؤسسات المعنية باعادة الاعمار والحكومات ان تتحمل مسئولياتها مشددا انه فلسطيني ولديه حقوق من حق الدولة والرئيس ان يؤمنوها له"انا فلسطيني مش مصري ولا عراقي ولا اجنبي اذا لم اخذ حقي من دولتي ورئيسي من سيعطيني اياه".

العمور يعيش اليوم في "كشكة" صغيرة مكان حطام منزله مع اسرته المكونة من خمسة افراد بالاضافة الى امه وشقيقته ينتظرا املا باعادة بناء ولو غرفتين وليس طابقين.

عبد المعطي عبد ربه بدأ في تاسسي منزله في العام 1996 تدريجيا لانه لم تكن لديه الامكانيات التي تمكنه من بناء منزله مرة واحدة فاضطر الى اخذ قروض وبيع بعض من ذهب زوجته ليتم تجهيز البيت بشكل كامل في العام 2007 ويدمر نهائيا في العام 2009 اثر الاجتياح البري لمنطقة عزب عبد ربه شمال قطاع غزة.

ويروي عبد ربه قصته لـ"معا":"لازلت حتى الان اسدد احد القروض بقيمة 169 دولارا شهريا ومستاجر منزلين لي ولاولادي المتزوجين"مبينا انه منذ انتهاء الحرب حتى اليوم لم تسعى الجهات المسئولة لمساعدتهم او السؤال عنهم كيفي يعيشون وكيف يدفعون ايجار بيوتهم.

واوضح عبد ربه ان الاحتلال الاسرائيلي دكر كل ممتلكاته حيث كان يمتلك منزلين بمساحة 380 متر ومشروع دواجن صغير تبلغ قيمتهم حوالي 155 الف$ واصفا لحظة عودته الى المنطقة المنكوبة وكان زلزالا اصابها "عندما عدت الى المكان بعد انتهاء الحرب كانت المنطقة مدمرة وكان زلزال اصابها فلم اجد منزلي ولم اعرف مكانه".

ويتابع عبد ربه: "بعد انتهاء الحرب اخذنا مبلغ 5000 دولار استاجرنا بيوت وعفشنا عفش بسيط وكنا نحتاج الى ملابس هذا الملغ نفذ في الشهر التالي على اساس ان هذه المبالغ هي للايواء السريع" متسائلا:"اين الحكومات واين الشرعيات واين الايواء السريع".

ودمرت اسرائيل خلال حربها الاخيرة على قطاع غزة حوالي 5000 منزل تدميرا كليا في حين بلغ عدد المنازل المدمرة بشكل جزئي حوالي 20 الف منزل ما زال اصحابها ينتظرون الفرج القريب.