غرفة تجسس اسرائيلية في رئاسة الأركان التركية
نشر بتاريخ: 27/01/2010 ( آخر تحديث: 28/01/2010 الساعة: 08:28 )
بيت لحم – معا- كشفت صحيفة "وقت" التركية، عن وجود غرفة سرية في رئاسة هيئة أركان الجيش التركي تستخدمها "إسرائيل" للتجسس على دول المنطقة، وفي مقدمتها إيران وسوريا.
وأوضحت الصحيفة أن الغرفة سلمت لاسرائيل بموجب اتفاقية التعاون الاستخباراتي الالكتروني الموقعة مع تركيا في 27 نيسان العام 1995 وبروتوكول التعاون الإضافي الموقع في 20 كانون الثاني العام 1998.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تستخدم الغرفة الخاصة لكشف جميع الإشارات المستخدمة في أجهزة الاتصالات، بالإضافة إلى رصد إشارات الرادارات.
وأشارت إلى أن اسرائيل تملك عن طريق استخدامها الغرفة السرية إمكانية مراقبة جميع تحركات الطيران في الدول المجاورة لتركيا، مثل إيران وسوريا وقبرص.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاتفاقية تنص على تبادل المعلومات الاستخباراتية بين تركيا واسرائيل لكن أصبح واضحا في الفترة الأخيرة أن تل أبيب هي الطرف المستفيد الأكبر بسبب المعلومات الاستخباراتية العسكرية التي تصب في غرفتها الخاصة في رئاسة الأركان التركية.
في غضون ذلك تشهد وزارة الخارجية الاسرائيلية مواجهة داخلية على خلفية العلاقات مع تركيا والتقرير الذي نشره قبل ايام مركز البحوث السياسية التابع للخارجية وكشف النقاب عنه يوم امس " الثلاثاء" وجاء فيه ان الاهانة التي تعرض لها السفير التركي كانت مفيدة للعلاقات الاسرائيلية التركية وان رئيس وزراء تركيا طيب اوردغان يحرض على اللاسامية .
وتجلى الصراع الداخلي في البرقية الغاضبة التي ارسلتها سفارة اسرائيل في تركيا الى مقر الخارجية الاسرائيلية وتضمنت انتقادات شديدة وغير مسبوقة للوزارة التي صنفتها البرقية بانه منفصلة عن الواقع .
ووجهت السفارة برقيتها التي وصفتها صحيفة هأرتس الناطقة بالعبرية بالغاضبة والشديدة الى وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ومدير عام الوزارة ورئيس مركز البحوث السياسية نمرود بركان اضافة الى عدد كبير من اركان الخارجية ومسؤوليها الكبار .
وكتب السفير الاسرائيلي غابي ليفي في البرقية " بان التقرير يطلق اتهامات خطيرة ضد تركيا لا تتفق مع حقائق الامور ومنفصلة عن واقع الاشياء .
وخرج السفير الاسرائيلي واركان السفارة في برقيتهم ضد ما جاء في التقرير من اتهام لرئيس الوزراء التركي طيب ارودغان بانه يحرض ويدعم اللاسامية " ان مفهوم اللاسامية في تركيا يختلف عن مفهوم المصطلح في اسرائيل ودول اوروبا وان المصطلحات التي يستخدمها اوردغان في خطاباته وتفهم في اسرائيل كمصطلحات لاسامية تفسر في تركيا بما يعاكس تماما المفهوم الاسرائيلي " كتب السفير الاسرائيلي .
واضاف " لا يمكننا الجزم بان اوردغان يقود عملية تهدف الى اثارة الشعب التركي ضد اسرائيل كما جاء في تقرير مركز البحوث خاصة اذا نظرنا الى السنوات الطوال التي اقام خلالها اوردغان علاقات وثيقة مع اسرائيل حين كان سياسة اسرائيل خاصة اتجاه عملية السلام تروق له وحتى في زمن حكم اولمرت لعبت تركيا دور الوسيط مع سوريا واقامت معنا علاقات قريبة ووثيقة لدرجة ان حجم التبادل التجاري عام 2008 وصل الى 3.5 مليار دولار".