د. اشتية: نحن لا نريد سلاما اقتصاديا بل استقلالا وكرامة وحرية
نشر بتاريخ: 27/01/2010 ( آخر تحديث: 27/01/2010 الساعة: 20:51 )
ستراسبورغ-معا- قال د. محمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وزير الأشغال العامة والإسكان إن الشعب الفلسطيني لا يبحث عن لقمة خبز إضافية ولا يريد سلاما اقتصاديا بل استقلالا وكرامة وحرية.
وجاء ذلك أثناء خطابه امام 300 عضو في الجمعية البرلمانية الاوروبية في المدينة الفرنسية ستراسبورغ، ضمن وفد فلسطيني ضم أيضا عضوي المجلس التشريعي عبدالله عبدالله وبرنارد سابيلا.
وركز د. اشتية في خطابه على العلاقة بين الشرق الأوسط واوروبا قائلا إن بينهما ارتباطا تاريخيا وجغرافيا وسياسيا، مشددا على أنه -وتبعا لتلك العلاقة الاستراتيجية- فإن السلام هو مصلحة لأوروبا وللمنطقة.
وقال د. اشتية إن الجانب الفلسطيني لم يضع شروطا على اسرائيل بل إن هناك متطلبات دولية من المجتمع الدولي لاسرائيل ضمن خارطة الطريق وإن إسرائيل وحدها هي الخارجة عن هذا الإجماع الدولي، مضيفا أنه كانت هناك متطلبات من المجتمع الدولي للجانب الفلسطيني وأنه قام بتنفيذها: "عملنا على تحقيق الأمن وسيادة القانون، وأكدنا التزامنا بحل الدولتين، وتصريحات الرئيس محمود عباس تعبر عن موقف واضح بخصوص الالتزام الفلسطيني بخيار السلام".
وأضاف د. اشتية أنه على اسرائيل أن تصنع السلام مع نفسها أولا وأن تكون القدس عاصمة للدولة المستقبلية وأن تكون القدس مدينة مفتوحة.
وأوضح د. اشتية أهمية أن يكون هناك مفاوضات ذات إطار زمني قائلا: "لا تنسوا أن الفلسطينيين قدموا أكبر تنازل في التاريخ وهو قبولهم بدولة على 22% من فلسطين التاريخية".
وأشار د. اشتية إلى رسالة وزير الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس للرئيس محمود عباس والتي حددت فيها الجغرافيا قائلا إن المفاوضات يجب أن تبنى على ثلاثة عناصر وهي بناء الثقة ووسيط نزيه ومرجعية واضحة.
ونوه د. اشتية الى أن الاغلاقات والاعتقالات وحصار غزة وتفتيت الجغرافيا لا تصنع السلام مشددا على وجوب انهاء الحصار على قطاع غزة.
وأشار د. اشتية الى أن مؤتمر فتح السادس جاء ليؤكد على المسار السياسي وأن السلام هو خيار استراتيجي، ثم أكمل د. اشتية حديثه بالقول: "حجة اسرائيل لحصار قطاع غزة هو أن حركة حماس تحكمه، لكننا نرى الجدار والحصار والإغلاقات والاعتقالات تجري في الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء".
وقال د. اشتية: "من المهم أن يعلم الجميع أن كل الضحايا في عام 2009 هم من الفلسطينيين ثم أن خسائر الصراع في المنطقة بما فيها العراق منذ عام 1991 وصل الى 12 ترليون دولار"، ثم أضاف: "لا تدعوا اسرائيل تنهي احتلاها للأراضي الفلسطينية لا بل فإن العالم هو المسؤول عن جعل اسرائيل تنهي احتلالها للأراضي الفلسطينية.
كما خاطب د. اشتية أعضاء الجمعية البرلمانية قائلا: "إنه لا بد أن نرى دورا اوروبيا فاعلا في المنطقة على الصعيد السياسي والمادي وليس فقط عبر سياسة تقديم الجزر لاسرائيل"، موضحا أن الـ 4.5 مليون دولار التي تعهد بها المانحون في شرم الشيخ لم يصرف منها قرش واحد بعد.
وأَضاف د. اشتية: كان العالم قديما يعتقد أن الطريق نحو فلسطين تمر عبر الكويت ثم أصبح يعتقد أنها تمر عبر بغداد، ولا نريد أن نرى ان الطريق الى فلسطين تمر عبر ايران.
وفي السياق ذاته، وأثناء حديثه أمام اللجنة السياسية للجمعية قال د. اشتية إنه لا يجب التسوية بين محتل وشعب تحت احتلال، مضيفا أن الشعب الفلسطيني موحد خلف رئيسه أبو مازن ومؤمن بوجوب تحقيق المصالحة وإنهاء الاحتلال، من المهم أن يعلم العالم أن همنا هو ليس فقط عملية السلام بل إن اولوياتنا تتمثل في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
وأشار د. اشتية الى أن القيادة الفلسطينية ترحب بنوايا الرئيس الأمريكي باراك اوباما وتريد أن يترجم اوباماب هذه النوايا الى حقائق على الأرض.
وختم د. اشتية حديثه مطالبا اوروبا أن تسيطر ماديا وأن تضع وزنها الاقتصادي خلف بيانها السياسي.