الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

احذروا المناكفات * بقلم : أ. بكر حنون

نشر بتاريخ: 30/01/2010 ( آخر تحديث: 30/01/2010 الساعة: 22:00 )
نابلس - معا -لعل من سمات العمل الرياضي الناجح هو الوصول إلى عملية توافق حقيقي على أن مصلحة النادي أو المركز هي أولاً ، لان أولويات العمل التي يمكن الأخذ بها في عين الاعتبار هي مصلحة النادي أولاً وأخيرا ، بعيداً كل البعد عن سياسة التجاذبات الفارغة والولاءات المصطنعة والمناكفات التي لا تخدم مصالح المؤسسة بل تجلب لها الدمار والترهل الإداري ، فأولويات العمل المؤسسي تقتضي تلمس حاجات المؤسسة والسعي إلى تلبية تلك الحاجات بالضرورة القصوى بشفافية وموضوعية وفق قدرات المؤسسة ، أما ما نشاهده هذه الأيام من سيطرة نظام الكوته على القرار المؤسسي الذي أصبح غير محكوم بضوابط أخلاقية أو عملية وإنما هي مناكفات فارغة لا هدف لها ولا أصل لها غير التنغيص على صنع القرار السليم ، وترجيح قرارات لا تخدم المؤسسة من أجل إرضاء زيد أو عمرو ، كل هذا ابعد العمل المؤسسي عن حقيقته وأصبح محكوماً بالفشل المسبق ، وذلك انسجاماً مع القاعدة الشرعية التي تقول :" المتوقع كالواقع " فإذا كان القرار فاشلاً فمستقبله الفشل ، وقد أعجبتني في هذا المقام مقولة لأحد الحكماء " التخطيط الفاشل يؤدي إلى التخطيط للفشل " ، فالقرار المؤسسي يجب أن يصاغ بطريقة علمية منهجية صحيحة ترجح كافة الاحتمالات الممكنة بغية الوصول إلى القرار الأسلم الذي ينسجم ورؤية المؤسسة وأهدافها العملية ، هذا القرار يجب أن يكون قراراً جماعياً يدافع عنه الجميع ويتبنوه بغض النظر عن مواقفهم تجاهه ، لان الإداري الذي لا يحترم القرارات فكيف يتوقع من الآخرين أن يحترموها ، فمصلحة المؤسسة واضحة للجميع وضوح الشمس الساطعة وكما قالوا الشمس لا تغطى بغربال ، أما المصالح الآنية فهي مصالح مصطنعة ودخيلة على أعراف العمل الرياضي الذي يجب أن يتبنى ثقافة الانجاز لا ثقافة المجاملات العاطفية ، فالعمل الرياضي لا يحتاج إلى مجاملات لان ثمن المجاملات باهض التكاليف وهو الخسارة والنزول الى الحضيض ، فلغة المجاملات هي لغة مرفوضة في العرف الرياضي وسياسة المحاباة والتمييز هي أيضاً مرفوضة ، أما أن نجمل للناس الأشياء السيئة حتى تبدو وكأنها حسنة فهو التجني بعينه ، لان هذه المساحيق سرعان ما تزول عن وجه أصحابها وينكشف سوء عملهم ، لذلك فانه من الصواب دائماً ان نغلب مصلحة العمل المؤسسي على كل شيء حتى ولو على مصالحنا الشخصية ، لان مصالح الفرد الشخصية ليست ذات أولوية ، ومن هنا تبرز أهمية خلق حالة من الانسجام والتوافق داخل إطار المؤسسة من خلال رسم الخطوط العريضة للعمل ، فالخلاف لا يفسد للود قضية ، وانما الخلاف المتعمد دوماً والذي لا أهداف له سوى المناكفة والذي عادة يرتبط بنظام الكوته هو حالة غير صحية في العمل المؤسسي ، تستوجب اجراء عملية جراحية مستعجلة من أجل معالجتها والوقوف عليها ، أما أن تبقى لغة المناكفات هي صاحبة الأمر والنهي فعلى العمل المؤسسي السلام ، لذلك نقول الحذر كل الحذر من المناكفات .

* الناطق الإعلامي لمركز شباب بلاطة