السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

ملك الاردن:لن نقبل أي دور بالضفة والجيش الأردني لن يحل مكان الاسرائيلي

نشر بتاريخ: 30/01/2010 ( آخر تحديث: 31/01/2010 الساعة: 09:31 )
دافوس- وكالات- حذر الملك عبدالله الثاني ملك الاردن من أن العالم برمته سيدفع ثمن الفشل في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، الذي تؤيده أكثرية الفلسطينيين والإسرائيليين ويشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.

ورفض العاهل أي طرح عن قيام الأردن بدور في الضفة الغربية المحتلة، مؤكدا أن الأردن "لا يقبل حتى مناقشة هذا الطرح". وقال إن الدور الوحيد الذي سيظل الأردن يقوم به هو مساندة الأشقاء الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني.

وأكد العاهل الاردني، خلال تحدثه في جلسة حوارية في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أمس، أن الأردن "لن يقبل باستبدال الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية بجيش أردني"، لافتا إلى أن ما يريده الفلسطينيون هو حقهم في دولتهم المستقلة.

ورفض، خلال الجلسة التي حضرتها جلالة الملكة رانيا العبدالله، أي حديث عن الخيار الأردني، مؤكدا أن هذا مرفوض من قبل الأردنيين والفلسطينيين وأنه إذا لم يتحقق حل الدولتين فإن البديل هو خيار الدولة الواحدة. وقال جلالته في رد على سؤال إنه وللمرة الأولى متشائم من الوضع الذي آلت إليه جهود تحقيق السلام وحل الصراع الذي تسبب بمعاناة هائلة على مدى العقود السابقة.

وشدد، خلال الجلسة التي أدارها فريد زكريا، الإعلامي في شبكة (سي إن إن) والتي ستبث الحوار يوم الأحد المقبل وستنشر تفاصيله بعد بثه، على أن الأمور ستزداد سوءا إذا لم يتم التوصل إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأشار الملك عبد الله الثاني إلى أنه إذا لم يتم البدء بمحادثات جادة وفاعلة خلال الشهر القادم، فإن فرص تحقيق السلام ستتضاءل بشكل كبير، محذرا من أن استمرار الوضع القائم يقوض فرص قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة.

وقال، خلال الجلسة التي حضرها ولي عهد البحرين سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى وعدد من الشخصيات السياسية والإعلامية المشاركة في المنتدى الاقتصادي، إن الرئيس الأميركي ملتزم بحل الدولتين وشدد على الحاجة إلى دور أميركي فاعل لاستئناف المفاوضات لأن مصداقية أميركا في المنطقة على المحك.

إلى ذلك، شدد في رد على سؤال على رفض الأردن للخيار العسكري في التعامل مع إيران، داعيا إلى التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة.

وأكد العاهل الاردني حق جميع الدول في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية وعلى ضرورة التعامل بشفافية مع جميع الملفات النووية في المنطقة بما في ذلك الملف النووي الإسرائيلي. وسئل جلالته عن موضوع "الهلال الشيعي" فأكد أنه لم يتحدث عن "هلال شيعي" وأن ما كان قاله هو أنه كان قلقا من أجندة البعض في الحكومة الإيرانية التي تستهدف خلق انطباع بوجود هلال شيعي "لأن ما لا نريده هو إيجاد صراع بين السنة والشيعة".

وقال إن "ما حذرت منه هو استراتيجية سياسية كانت ستؤدي في النهاية إلى فتنة سنية شيعية". وأشار جلالته إلى أنه خلال الحرب الإيرانية التي بدأت حربا حول الأرض وتحولت لاحقا إلى قضية بين العرب والفرس، "وهذا أمر أعتبره خطأ"، لم يتم الحديث أبدا عن الجانب المذهبي لأن اللعب بهذا الموضوع يشكل كارثة. وأضاف جلالته أنه "عندما شعرت أن هنالك أجندة تحاول الدفع باتجاه الفتنة المذهبية أطلقت جرس الإنذار لأنه ليس من المسموح أن يحدث هذا".

وكان الملك عاد إلى أرض الوطن مساء أمس بعد زيارة استمرت عدة أيام، وشملت كلا من اسبانيا وسويسرا، وشارك جلالته وجلالة الملكة رانيا العبدالله في الاجتماع السنوي الأربعين للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي بدأت أعماله الأربعاء الماضي بمشاركة نخبة من القيادات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية العالمية. والتقى جلالته على هامش أعمال المنتدى عددا من قادة الدول والرؤساء التنفيذيين لكبريات الشركات العالمية.