الرئيس: مستعدون لمفاوضات مباشرة شريطة وقف الاستيطان لـ 3 أشهر
نشر بتاريخ: 01/02/2010 ( آخر تحديث: 01/02/2010 الساعة: 11:39 )
بيت لحم- معا- قال الرئيس محمود عباس إن استمرار الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية سيقود إلى حل الدولة الواحدة.
وألمح الرئيس في مقابلة حصرية أجرتها معه صحيفة "الغارديان" البريطانية أمس الأحد أنه قد يُظهر استعدادا هذا الأسبوع لقبول العرض الأمريكي لإجراء "محادثات غير مباشرة لتقريب وجهات النظر" مع إسرائيل بواسطة المبعوث الأمريكي جورج ميتشيل.
كما أكد الرئيس للغارديان أنه لن يسمح بالعودة إلى المقاومة المسلحة، واقترح إجراء مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين شريطة وقف كامل للاستيطان مدة ثلاثة أشهر.
وأكد الرئيس عباس أنه كان قريبا جداً من توقيع اتفاق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق إيهود أولمرت، وقال: إن أولمرت قدم عروضا أكبر من تلك التي قدمت للرئيس الراحل ياسر عرفات، وقطعت المفاوضات شوطا أكبر، و"شملت الحدود والقدس وعودة قسم من اللاجئين إلا أن حكومة نتنياهو رفضت قبول التفاهمات مع أولمرت كقاعدة لتجديد المفاوضات".
يشار هنا إلى أن الرئيس محمود عباس صرح نهاية العام الماضي لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بأن المفاوضات في عهد أولمرت لم تستكمل، واقتصرت أساسا على الحدود، ولم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن القدس واللاجئين، كما لم يتم التحدث عن المياه إطلاقا. ووصف مفاوضاته مع أولمرت في المقابلة مع "هآرتس" بالقول: "أجرينا مفاوضات مثل المشتري الذي يدخل الحانوت".
وأكد الرئيس في المقابلة مع الغارديان على أنه لن يوافق على العودة لـ"للمقاومة العنيفة"، واقترح مفاوضات مباشرة مع إسرائيل في مقابل تجميد الاستيطان لمدة ثلاثة شهور، مشيرا إلى أنه قارب على التوصل لاتفاق شامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت تجاوز ما توصل إليه الرئيس الراحل ياسر عرفات إبان إدارة الرئيس الأمريكي بل كلنتون.
أما فيما يتعلق بالجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر تحت الأرض على طول الحدود مع قطاع غزة فقد قال الرئيس عباس: إن من حق مصر أن تحمي حدودها من التهريب إلى القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس.
وقد أشارت صحيفة الغارديان في تقريرها إلى أن الرئيس عباس تعرض لضغوط أمريكية هائلة من أجل إجراء مفاوضات سلام مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلاّ أن عباس أصر على الرفض ما لم تقدم إسرائيل على تجميد الاستيطان في المناطق الفلسطينية المحتلة بالكامل، وهو ما طلبه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أصلا، كما أنه أحد شروط خطة خارطة الطريق التي أقرت عام 2002. غير أن إسرائيل لم تلتزم إلاّ بتجميد جزئي للاستيطان لمدة عشرة أشهر.
وقال الرئيس عباس عقب لقائه مع رئيس الحكومة البريطانية غوردون براون ووزير الخارجية ديفيد مليباند، إنه لا يعرف لماذا "تراجع الأمريكيون" عن مطلبهم المتمثل بتجميد الاستيطان بالكامل.
وأشار إلى أنه سيجري مشاورات مع الأشقاء العرب قبل أن يرد على المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط يوم الخميس المقبل حول إمكانية بدء محادثات غير مباشرة مع الإسرائيليين.
وتابع:" إذا كان ثمة فحوى في الرد الإسرائيلي، كأن يقبلوا مثلا بمبدأ حل الدولتين على أساس حدود 67، وإنهاء الاحتلال وفق جدول زمني محدد، فسيكون هناك تقدم".
وعن تجميد البناء في المستوطنات قال الرئيس عباس إنه مستعد لإجراء مفاوضات مباشرة في حال وافقت إسرائيل على تجميد النشاطات الاستيطانية بالكامل مدة ثلاثة اشهر، وقال إن "الحديث يدور عن مستحقات خطة خارطة الطريق وليس عن شروط مسبقة. إذا كانوا غير مستعدين لتجميد الاستيطان فهذا يعني أنهم غير معنيين بالتوصل إلى حل سياسي".