استفتاء-الشعب مستعد للتنازل مؤقتا عن حقه في التصويت لصالح اعادة اللحمة
نشر بتاريخ: 02/02/2010 ( آخر تحديث: 02/02/2010 الساعة: 14:34 )
رام الله- معا- في استطلاع اجراه منتدى منظمات المجتمع المدني الفلسطيني الإلكتروني”PNGOF” عبر التصويت الالكتروني للمنتدى، والذي شارك فيه 3931 مشتركا من أصل 7200عضو/ة في المنتدى من مختلف اماكن تواجد الشعب الفلسطيني ودون حساب عينة حسب الطرق المتبعة، صمن الفترة الزمنية الواقعة بين 28-1- وحتى 2-2 /2010 ليجيبوا على سؤال بعد انتهاء ولاية الرئيس والمجلس التشريعي ما هي برأيك أفضل خيار لدى الشعب الفلسطيني؟ تبين ان 41% من المشاركين قد وافقوا على تأجيل الانتخابات مؤقتا للرئاسة والمجلس التشريعي معا حتى تتم المصالحة الوطنية، بينما رأى 33% ان الحل بعد مرور 25 يناير هو إجراء استفتاء شعبي في الضفة الغربية وقطاع غزة لمعالجة الوضع السياسي الراهن، و12% اعطوا الاولوية لاعادة بناء المنظمة، و10% مستعد للمشاركة في انتخابات عاجلة وفي ظل الانقسام، وامتنع 2% عن الخيارات التي طرحها السؤال.
بالنظر الى النتائج يتأكد ان خيار الوحدة هو الغالب اذا ما اخذنا خيارات الاستفتاء وتأجيل الانتخابات واعادة بناء المنظمة، بنسبة، 86%، بينما يظهر ان المتمسكين بالانقسام اقلية لا تتجاوز 12%، وتظهر نسبة الاقلية كأنها متحيزة للديمقراطية الشكلية القائمة على النصوص، والمواعيد، فيما تظهر الاغلبية كصاحبة رأي يدعو الى بناء قاعدة اجماع عام يمهد للاجراءات الديمقراطية التي تنتهي بصندوق الاقتراع، بمعنى ان الاتجاه العام هو ديمقراطي، فيما تختلف هذه الاتجاهات على الوسائل.
النقطة الثانية، وهي تثير الخوف بدلا من الاطمئنان على الوضع الديمقراطي، وهي ضآلة النسبة التي تستند الى منظمة التحرير كممثل شرعي وحيد وكمرجعية للعمل الفلسطيني، بمعنى ان السلطة في الضفة والقطاع قد تسمن دورها على حساب نحول المنظمة وهو امر خطير، وكأن الانتخابات في الضفة والقطاع ان جرت ستحل مشاكل اللاجئين والقدس مثلا، او ان القانون الاساسي هو دستور بديل عن الميثاق الوطني، وقد لعب في التأثير على الوعي في هذا المجال عملية الدمج بين رئاسة السلطة ورئاسة المنظمة.
النسبة العالية للمطالبين باستفتاء شعبي، تعكس محاولة من الجمهور لعزل التماحك الفصائلي بعيدا عن المسلمات الوطنية ويمكن ان يشكل مهماز تهديد لهذه الفصائل اذا لم تعد للشعب، كما يبين ان الشعب غير مستعد للتخلى عن كونه مصدر السلطات، والمفوض العام لكل الهيئات التمثيلية، ومصدر الطاقة المتجددة لاي عمل كفاحي، او صاحب رأي في مسار تفاوضي.
ربما تكون النسبة الاعلى التي حصل عليها خيار الاستفتاء مقابل اعادة بناء المنظمة، ناتج عن شعور الشعب بالخيبةمن اداء قيادة المنظمة واوضاعها المزرية التي تعيش، وصعوبة عملية اعادة بنائها.
كل هذا يشير الى ان هناك ضرورة لاعادة التوافق الوطني على عقد اجتماعي سياسي جديد، تكون السلطة فيه تفصيلا صغيرا امام المهمات الكبرى لاي اطار وطني جامع كالمنظمة اذا ما ضمت من خارجها الان.
يدق الاستطلاع ناقوس خطر في اذن طرفي الانقسام، والقوى الأخرى التي لا زالت غير قادرة على التقاط الحس الشعبي، واستثماره في الضغط لا لاجل انهاءالانقسام فقط، بل لاجل استعادة الروح للقضية الوطنية والكفاح الشعبي.
وقال رامي مهداوي مؤسس منتدى مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني الإلكترونيبعد نجاح آلية الإستفتاء الأولى الذي قام بها المنتدى سيستمر المنتدى سيستمر بعمل مثل هذه الإستفتاءات بشكل دوري وبناءً على القضايا المطروحة على الساحة الفلسطينية. لأن مثل هذه الإستفتاءات السريعة والمحددة قد تساعد صانع القرار في أخذ توجه الشارع الفلسطيني بقضاياه بمأخذ الجد والحسبان.