مهرجان الأعياد أحدث حراكا فنيا وسياحيا واقتصاديا في مدينة مهد المسيح
نشر بتاريخ: 03/02/2010 ( آخر تحديث: 03/02/2010 الساعة: 22:45 )
بيت لحم -معا- اصطبغت مدينة مهد السيد المسيح عليه السلام، بيت لحم، بنكهة خاصة على مدار أكثر من شهر، بعدما دب فيها نشاط استثنائي مع إقامة عدد كبير من الفعاليات التي استهدفت كافة الفئات، وجاءت في إطار مهرجان "الأعياد"، الذي نظمته غرفة تجارة وصناعة بيت لحم بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).
وعرفت بيت لحم والعديد من قراها حراكا غير اعتيادي خلال فترة المهرجان ما بين 27 كانون الأول ولغاية 29 كانون الثاني، حيث تدفق آلاف المواطنين على فعاليات المهرجان التي شملت فعاليات ترفيهية للأطفال وعروضا غنائية ومسرحية قدمتها العديد من الفرق الفلسطينية.
واستطاعت هذه الفعاليات أن تستقطب جمهورا واسعا، ليس من بيت لحم فحسب، بل وغيرها من المحافظات، فضلا عن أعداد من فلسطينيي الخط الأخضر، وهو ما أسهم في إنعاش الحركة الاقتصادية والتجارية في بيت لحم.
وقد كان من العلامات الفارقة في المهرجان تنظيم العديد من الفعاليات في شارع "النجمة"، والذي يعتبر أحد المعالم الرئيسية التاريخية في بيت لحم، علاوة على فعاليات أخرى في بعض بلدات وقرى بيت لحم، مثل قرية الخاص والنعمان.
حضور فني فلسطيني وعربي
وكانت فرق المسرح الوطني "الحكواتي" و"سفر" و"عناد" و"الحارة" من أبرز الفرق المسرحية التي شاركت في فعاليات المهرجان، الذي يعتبر الأول من نوعه، وهدف إلى إدخال البهجة والسعادة لقلوب سكان محافظة بيت لحم وخاصة الأطفال، وتعزيز الروابط الاجتماعية بينهم، وإشراك المدن والقرى الأخرى في المحافظة في فعاليات المهرجان، إلى جانب ترويج بيت لحم كعاصمة لعيد الميلاد، وجذب السياح والحجاج، ورفع الأداء الاقتصادي في المحافظة.
كما ميز المهرجان مشاركة العديد من الفنانين الفلسطينيين مثل طوني قطان وهاني متواسي وهيثم الشوملي، ما يضاف إليه مشاركة الفنان العربي الكبير إلهام المدفعي في فعالياته، والذي أحيا أمسية حضرها نحو 2000 شخص.
حملة تجارية واسعة
عمد القائمون على المهرجان إلى تنفيذ حملة تجارية واسعة شملت عروضا مغرية وتخفيضات قدمتها الكثير من المحال التجارية والفنادق والمطاعم للزبائن والزوار والسياح خلال فترة المهرجان.
وكان لكافة هذه الفعاليات التي أقيمت في بيت لحم دور بارز في إضفاء نكهة خاصة على مدينة مهد السيد المسيح، التي عانت لسنوات من ركود اقتصادي وتراجع في قطاع السياحة وضعف حركة السياحة الداخلية.
ولم يتردد غسان الجمل، مدير المشاريع في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في الإشادة بفعاليات المهرجان، مشيرا إلى أن الانطباعات التي عكسها جمهور المهرجان أبرزت مدى تعطش الناس لمثل هذا النوع من المبادرات.
وأكد الجمل التزام الوكالة الأمريكية بدعم قطاع السياحة لحيوية ذلك في النهوض بالاقتصاد الفلسطيني، الأمر الذي شكل أحد الأسباب التي حذت بالوكالة الأمريكية إلى رعاية ودعم المهرجان.
دعم دائم ومتشعب الأوجه
وأضح الجمل أن دعم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لبيت لحم لا يقتصر على قطاع السياحة، بل يشمل قطاعات أخرى، مضيفا: "إننا نتطلع إلى أن نحدث في بيت لحم، أسوة بسائر المحافظات الفلسطينية، نقلة نوعية وتطورا ملحوظا في واقع الحياة."
وأضاف: "حاولنا هذا العام تشجيع السياحة الداخلية عن طريق الدعاية للمهرجان داخل الخط الأخضر وعلى مستوى الضفة الغربية، ولذا سخر المهرجان 80 حافلة نقل مجاني، 10 من داخل الضفة و70 من داخل الخط الأخضر، ولقي رواجا بشكل كبير من قبل الفلسطينيين الذين يعيشون في أراضي الـ 48 والسياح الأجانب وأهالي محافظة بيت لحم."
وبين أن غرفة تجارة وصناعة بيت لحم دأبت على الخروج بمبادرات متنوعة لخدمة أهالي بيت لحم وزوارها من سائر المحافظات، والسياح وغيرهم، مبينة أنها تعتزم إقامة المهرجان بشكل سنوي.
وبالنسبة إلى القائمين على المهرجان، وفي مقدمتهم فيروز خوري منسقة مشروع المهرجان من غرفة تجارة وصناعة بيت لحم ، لم تخف سعادتها بالنجاح اللافت الذي حققه المهرجان.
وقالت خوري: إن المهرجان حقق نجاحا فاق كافة التوقعات، وشهد إقبالا واسعا، خاصة لأهميته في التأكيد على مدينة بيت لحم كعاصمة للأعياد، وتشجيع النشاطات الاقتصادية والتجارية في المحافظة، وعلى رأسها النشاطات السياحية.
و أثنت على دور الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في تنظيم المهرجان، منوهة إلى أهمية الدعم الذي تقدمه الوكالة الأمريكية في تحسين أوضاع المواطنين الفلسطينيين، والارتقاء بشتى القطاعات.
كما تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالشراكة مع وزارة السياحة على تقديم المساعدة التقنية المباشرة لمؤسسات القطاع السياحي الخاص والمرافق السياحية، وذلك لرفع مستوى العروض السياحية وزيادة جودة الخدمات وتوسيع نطاقها. وقد استثمرت الوكالة خلال عام 2009 أكثر من مليون دولار أمريكي في مجال دعم السياحة في فلسطين، وتخطط لتخصيص مليوني دولار لاستكمال دعم هذا القطاع الحيوي خلال العامين القادمين.
وكان العام الماضي قد شهد نجاحا كبيرا لمهرجانات الأعياد التي مولتها اليو إس إيد بالتعاون الوثيق مع وزارة السياحة وغرفة تجارة وصناعة بيت لحم. لذا فقد ارتأت الوكالة إقامة مهرجان أوسع هذا العام بناء على نجاح تجربة العام الماضي وإيمانا منها بأهمية تنشيط السياحة كإحدى متطلبات إنعاش الاقتصاد الفلسطيني.