السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

مطحنة "البدر" في تقرير جولدستون... ضحية طيران ام قصف مدفعي

نشر بتاريخ: 04/02/2010 ( آخر تحديث: 04/02/2010 الساعة: 17:47 )
غزة- تقرير "معا"- تزايد الجدل حول استهداف القوات الاسرائيلية لمطحنة قمح" البدر" التي تقع في منطقة السودانية على شاطئ بحر غزة شمالا وتبعد عن الحدود الاسرائيلية عن القطاع بحوالي 6 كلم فيما اذا كان القصف بطائرات الـ |اف 16" او من خلال اسلحة عادية.

وفي الوقت الذي يؤكد الاستنتاج الذي خرج به تقرير جولدستون إلى ان استهداف مطحنة "البدر" كان من خلال الطيران الاسرائيلي، ولا يمكن أن تقوم دبابة بقصف قنبلة " MK- 82 " والتي تزن 200 كيلو غرام في الموقع، فان الرواية الاسرائيلية تشير الى قصف الموقع كان من خلال اسلحة عادية ولم يكن من الجو،،،، وهنا نتساءل ما الفرق ان كان القصف من الجو او من اسلحة اخرى ما دام الجيش الاسرائيلي استهدف المطحنة بشكل متعمد ودمرها بالكامل واصبح العاملون فيها عاطلين عن العمل.

رشاد حمادة مدير عام شركة مطحنة "البدر" اكد انه تم استهداف المطحنة بصاروخ اطلق من طائرة "اف 16" وتم تفكيكه من قبل شركة انجليزية برفقة الـ "UNDP" وهي عبارة عن قذيفة بقطر حوالي 20 انش وطولها متر ونصف ومن ثم تم استهدافها المطحنة بطائرات الاباتشي من نوافذها حتى تم حرقها بشكل كلي.

واشار حمادة الى ان سلاح الهندسة الجوية الاسرائيلية استهدف المطحنة، مبينا انه تم تدمير خط الانتاج كاملة من الطابق الاول الى الطابق السادس، مشددا:"الذي دمرها هو سلاح الهندسة في القوات الاسرائيلية وبالتالي هو يعرف تماما الاهداف التي يستهدفها ومعني بضرب المطحنة".

واوضح حمادة ان الخسائر المباشرة لتدمير المطحنة بلغت 2 مليون و700 الف دولار وهي ثمن الماكينات التي تم تدميرها واعادة بناء المطحنة حيث تحتوي على 250 ماكينة كل واحد منها مكملة للاخرى والتي تقوم بعملية الطحن، اما الخسائر الغير مباشرة فهي تتمثل في التعاقدات والتزامات للسوق 120 عامل اصبحوا عاطلين عن العمل.

وبين حمادة ان احد التجار الاسرائيليين الذين كان يتعامل معهم من شركة "يوفوليت" الاسرائيلية رفض ان يدخل لمطحنة" البدر" 3500 طن من القمح مدفوعة الثمن بقيمة مليون و100 الف دولار وذلك فور اعلان استهداف المطحنة وتدميرها بشكل كامل، مبينا ان خسائر المطحنة شهريا تبلغ ما يزيد عن 150 الف دولار.

مطحنة" البدر" كانت المزود الوحيد للطحين في قطاع غزة خلال فترة اغلاق جميع معابر قطاع غزة بشكل كامل بتاريخ 5-11-2008 الى ما قبل الحرب بيوم واحد بمخزون يصل الى 11 الف طن من القمح في حين ان المطاحن الباقية في قطاع غزة كانت لا تحتوي على مخزون يتعدى الالف طن من القمح حيث كانت تطحن مطحنة" البدر" ما يعادل 220 طن قمح يوميا.

وقال حمادة:"بعد اسبوع من هذا التاريخ كانت مطاحن غزة فارغة تماما من الطحين وواقفة عن العمل والطحين موجود فقط في مطحنة البدر"، مبينا ان العمل في المطحنة استمر الى ما قبل الحرب الاسرائيلية على القطاع من خلال التنسيق مع وزارة الاقتصاد في الحكومة المقالة لتوزيع القمح للمخابز فقط وليس للافراد.

وبين حمادة انه في 26-12-2008 عشية الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة ادخل الاحتلال الاسرائيلي 600 طن من القمح وبعدها شن الطيران الحربي الاسرائيلي سلسلة غارات استهدفت القطاع من شماله الى جنوبه، لافتا الى ان اجواء الحرب اضطرتهم في المطحنة للعمل 24 ساعة بواقع 40 عاملا بعد ان تعرض معظم العاملين في المطحنة لضغوطات كبيرة من اهلهم خوفا عليهم من استهداف المطحنة، لافتا الى ان العمل في المطحنة استمر الى ما قبل قبل استهداف المطحنة بيوم واحد فقط في الثامن من يناير 2009.

اليوم بات اصحاب مطحنة" البدر" والعاملون فيها "نواطير" يحرسون ما تبقى من مباني مدمرة ينتظرون السماح بادخال الماكينات اللازمة لاعادة اعمار خط الانتاج في المطحنة الذي دمر بالكامل واعادة اعمار المطحنة.