النقص الحاد في الغاز المنزلي بخان يونس يفاقم معاناة المواطنين
نشر بتاريخ: 10/05/2006 ( آخر تحديث: 10/05/2006 الساعة: 13:57 )
خان يونس- معا- العبارات مثقلة ومتعبة.. والوجوه يعلوها خوف كبير من المستقبل، وكلمات تحمل بمعانيها حسرة والماً.. وثمانية آلاف إسطوانة غاز.. جميعها فارغة ومتكدسة في "محطة المجدل للغاز المنزلي" الوحيدة في خان يونس، هذه الأشياء مجتمعة هي جزء من حياة المدينة بعد نفاد كمية الغاز الممنوحة للمحطة، والتي تغذي المستشفيات والمراكز المجتمعية والمؤسسات والمخابز والمطاعم ومزارع الدواجن ومنازل المواطنين والمحال التجارية وغيرها، جراء سياسة الحصار المفروضة على الشعب الفلسطيني.
مما يهدد الحياة في المدينة بكاملها سواء على الصعيد الطبي، أو الخدماتي الإنساني، وينذر بتردي الظروف الحياتية للمواطن الفلسطيني، ويعرضه للكثير من المتاعب والمصاعب.
بشير محمود قيطة مدير المحطة الوحيدة التي تغذي المدينة، والتي علت على ملامح وجهه علامات الحزن واليأس، أكد لـ "معا" أن المدينة وقطاع غزة بكامله، سوف يكونا في "خبر كان "- حسب وصفه- خلال 48ساعة، اذا لم تحل هذه المشكلة باقصى سرعة، حيث ستشهد الأسواق نكسة كبيرة وصفها بـ "الأسوأ" منذ عشرات السنين, مشيراً إلى أن الغاز هو روح الحياة المنزلية وبدونه سندخل في ظلام دامس.
وقال قيطة" إن المشكلة بدأت منذ شهر تقريباً عندما قدمت رسالة رسمية للهيئة العامة للبترول أطالب فيها بمنحي رقماً أستلم بموجبه الغاز المنزلي من السلطة مباشرة, الا أن المسؤولين رفضوا طلبي وقالوا لي -عليك أن تاخذ رقم مستفيد آخر- وعليه أبرمت إتفاقاً مع شركة أخرى بغزة وفق آليات عمل محددة.
وأوضح قيطة أن الجانب الإسرائيلي منح الشركة التي أستلم منها الغاز الكمية المطلوبة التي تفي بإحتياجات خان يونس، الا أن مدير الشركة إمتنع من إعطاء المحطة الكمية المطلوبة للعمل حسب ما تم الإتفاق عليه.
وأكد قيطة أن محطته لم تتسلم منذ شهر تقريباً إسطوانة غاز واحدة، مبيناً أن خان يونس تستهلك في الشهر حوالي "320" طناً من الغاز المنزلي بقيمة 3000 شيكل للطن الواحد، مؤكداً قيامه بتسديد المستحقات المطلوبة من شركته في مواعيدها.
المواطنون وأصحاب المحال التجارية يعتريهم الخوف مما سيأتي خلال الساعات القليلة المقبلة، جميعهم وجوههم واجمة من المستقبل الذي ينتظرهم.
المواطن "أبو شاد " صاحب محل للبقالة أعرب عن خيبة أمله الشديدة وقال لنا:" حقاً تعبنا كثيراً.. فالسكان هنا يترددون على المحل ويسألون عن إسطوانات الغاز متى ستصل، ولماذا تأخرت كل هذا الوقت !! وليس عندي إجابة سوى الصبر والتحمل".
وقال البائع العبد صيام من مخيم خانيونس: إن الأوضاع السياسية الراهنة هي التي أثرت على دخول الغاز المنزلي إلى قطاع غزة ومن ثم خان يونس وقال:" لعل الإحتلال الإسرائيلي أراد أن يعاقبنا على صمودنا في وجه جبروته".
وذهب الحد بالبائع للقول: لربما مشكلة "محطة المجدل للغاز المنزلي" وعدم وصول الغاز إليها مرتبط نوعاً ما بالسياسة، فهي تحمل اسم مدينة فلسطينية محتلة إلى الشمال من قطاع غزة.. والتي تمطرها الأذرع العسكرية للمقاومة بالصواريخ والقصف اليومي لها.. فقرر الإحتلال معاقبة خان يونس على طريقتهم الخاصة.
وأضاف بشير قيطة عندما تفاقمت المشكلة قمت بمخاطبة رئيس الوزراء السيد إسماعيل هنية ووزير المالية وغيرهم من المسؤولين وشرحت لهم أبعاد المشكلة وطلبنا منهم منحنا ( رقماً ) من الهيئة العامة للبترول وحتى الآن لم تفض اتصالاتي عن حلول جذرية للمشكلة.
واستطرد قائلاً:" لدينا في المحطة التي تقع شمال بلدة القرارة ما يقارب 30 عاملاً يعيلون عشرات الأسر وكلهم مهددون بالضياع نتيجة لتوقف المحطة عن العمل وفقدان مصدر رزقهم ودخلهم الوحيد، مقدراً خسارته بـ (1000 ) دولار يومياً نتيجة لذلك.
ويتسائل قيطة لماذا لا يمنحونا ( رقماً ) لإستلام الغاز مؤكداً أن المحطة تمتلك موافقة الترخيص لمزاولة عملها من الجهات المختصة من بلدية القرارة والمديرية العامة للدفاع المدني إدارة الأمن وسلامة المشروعات ووزارة الصحة والإدارة العامة للتفتيش وحماية العمل وغيرها مما يتيح لها العمل بكل حرية كاملة.
وأشار قيطة أن المحطة تم بناؤها مؤخراً بعد عملية الإنسحاب من قطاع غزة وبمواصفات عالمية في السلامة والأمن والحماية، إلا أن المسؤولين في هيئة البترول، يتهربون من منحنا حقوقنا.
وطالب قيطة الحكومة الفلسطينية الجديدة بالعمل السريع على منح المحطة ( رقماً ) خاصاً بها في الهيئة العامة للبترول في الوقت الذي يوجد به أصحاب محطات مشابهة وأقل منها ولكن يستفيدون من الرقم وبإمتيازات واسعة، إلى جانب منح الشركة غاز فوري بما يعادل ألف طن لنجدة الأهالي والمؤسسات في خان يونس.
وأجمع عدد من أصحاب المخابز وجود نقص حاد في الغاز المنزلي الذي يهدد بدوره بحدوث كارثة إنسانية في خان يونس إذا لم يوضع حلاً سريعاً لها، مطالبين جهات الإختصاص التدخل الفري لإنهاء المشكلة المتفاقمة.