الأحد: 22/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطران حنا يلقي محاضرة أمام وفدمن جامعة فيينا ويلتقي وفد أطباء ألماني

نشر بتاريخ: 06/02/2010 ( آخر تحديث: 06/02/2010 الساعة: 16:22 )
القدس- معا- يزور الأراضي المقدسة في هذه الأيام وفد من أساتذة وطلاب كلية اللاهوت في جامعة العاصمة النمساوية فيينا. وذلك بهدف التعرف على الأراضي المقدسة وزيارة الأماكن المقدسة ولقاء المرجعيات الدينية في القدس.

المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ألقى أمس محاضرة أمام الوفد الأكاديمي الزائر وذلك في مقر أقامتهم في القدس في دير الراهبات البيض والذي تستعمله أيضا منظمة الفوكولاري.

المطران رحب بالوفد وتحدث عن تاريخ الحضور المسيحي في القدس مؤكدا بأن كنيستنا هي أم الكنائس وقد أسسها السيد المسيح مباشرة ومع أحترامنا لكافة المراكز الروحية المسيحية الروحية شرقا وغربا تبقى القدس المركز الكنسي الأساسي والعاصمة الروحية للمسيحية لأنها المكان الذي فيه قدم السيد المسيح ما قدمه للأنسانية وفيها أسس كنيسته الأولى.

وقال: إن "على العالم المسيحي أن يولي أهتماما أكبر بالقدس، فالأهتمام بالقدس وما يحدث فيها هو أهتمام بأرض التجسد والفداء والخلاص".

وأضاف "أن القضية الفلسطينية هي قضية الشعب الفلسطيني الواحد بمسيحيه ومسلميه والقضية الفلسطينية أضافة الى أبعادها العربية والأسلامية والأنسانية هي أيضا قضية مسيحية بأمتياز. تذكروا أن هنالك مسيحيين فلسطينين عانوا ما عانى الشعب الفلسطيني وتذكروا أن القدس هي قبلة المسيحيين ومعراجهم الى السماء، فلا يوجد في العالم المسيحي ما هو أهم وأقدس من القدس وفلسطين، أرض تجسد محبة الله نحو الانسان".

كما تحدث عن الموقف المسيحي من القضية الفلسطينية والدور الذي تقوم به كنائس القدس من أجل شعب فلسطين. وتحدث عن الوثيقة التي أصدرها المسيحيون الفلسطينيون دفاعا عن القضية الفلسطينية قبل عدة أسابيع.

وناشد المطران حنا العالم المسيحي أن يكون نصيرا للمظلومين والمهمشين في هذه الدنيا. فصوت الأيمان هو صوت حق وهو صوت يدعو الى العدالة وأزالة مظاهر أنتهاك حقوق الأنسان وأنصاف المظلومين.

كما تحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني منذ عام 48 وحتى اليوم مشيرا الى مدينة القدس وما تعانيه في ظل الأحتلال ومستذكرا الحرب التي أرتكبت بحق شعبنا في غزة. وتسائل سيادته قائلا: اولائك الذين يقتلون وينتهكون الكرامة الأنسانية ألم يقرأوا الوصية المدونة في الكتاب المقدس والتي تقول: لا تقتل؟.

وقال: "لا يمكننا أن نرى الدماء تسفك والبيوت تهدم وكرامة الأنسان مستهدفة وحقه في العيش مهدور، لا يمكننا أن ننظر الى هذا ونكون صامتين مكتوفي الأيدي، علينا أن نرفع صوتنا عاليا مطالبين بوقف العنف وأحترام حقوق الأنسان وصون الحياة البشرية التي هي هبة ألهية. ولذلك فأن كنيستنا دائما وبدون تردد أو خوف تدافع عن الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في العيش بكرامة وحرية وأستقلال في ارض الأباء والأجداد".

وأضاف "أننا نطالب بزوال أسوار العنصرية التي هي وصمة عار في جبين الأنسانية، فالسلام يحتاج الى جسور وليس الى أسوار ولا يمكن أن تزول الحواجز النفسية إلا بزوال الحواجز التي على الأرض".

وأجاب المطران حنا على الأسئلة التي تمحورت حول مواضيع عدة أهمها التعديات على المقدسات والعلاقات المسكونية بين الكنائس في القدس والعلاقات الأسلامية المسيحية.

من جانب آخر استقبل المطران حنا صباح اليوم وفدا من الأطباء الألمان القادمين الى الأراضي الفلسطينية من عدد من المؤسسات الطبية والمستشفيات الألمانية حيث قاموا بزيارات ميدانية لمستشفيات فلسطينية ومؤسسات طبية وتطوعوا لمدة أسبوع حيث أجروا عمليات جراحية وعالجوا عدد من المرضى بشكل مجاني.

وجاء استقبال المطران للأطباء في اليوم الأخير لزيارتهم للأراضي الفلسطينية حيث كانت هنالك جولة في كنيسة القيامة قدم خلالها المطران شرحا تفصيليا للوفد الألماني عن هذه الكنيسة وأهميتها وما تحتويه.

وفي كاثذرائية مار يعقوب أستقبل الوفد حيث تحدث المطران عن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وموقف الكنيسة من الأحداث الراهنة، كما شكر الضيوف الآتين من ألمانيا على ما قدموه للشعب الفلسطيني من عون ومساعدة.

ورحب بهم في مدينة القدس حاضنة المقدسات والتراث الأنساني والروحي. وأكد بأن المسيحيين الفلسطينين هم جزء أساسي من مكونات الشعب وقضيته العادلة وهم يعيشون مع أخوتهم المسلمين جنبا الى جنب في وحدة وأخوة وتعاون ويدافعون عن القدس ومقدساتها.

وتحدث عن تاريخ الحضور المسيحي في القدس وعن أوضاع المسيحيين والتحديات التي تواجههم، كما أجاب على أسئلة الضيوف.

يُذكر أن هذا الوفد الألماني فيه نخبة من الأطباء والجراحين والمختصين بشؤون التطبيب.

ثم جال الوفد في أزقة القدس العتيقة وزاروا المسجد الأقصى المبارك وعدد من مرافق المدينة المقدسة.