الأحد: 22/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض: أرى الدولة تتحقق مع كل انجاز ومشروع تنموي في مجال الخدمات

نشر بتاريخ: 06/02/2010 ( آخر تحديث: 06/02/2010 الساعة: 22:33 )
طولكرم - معا - أكد رئيس الوزراء د. سلام فياض أن الهدف الاساسي للسلطة الوطنية الفلسطينية يتمثل في انهاء الاحتلال وبناء دولة فلسطين، وأن البناء والتنمية يشكلان رافعة أساسية لتعزيز صمود شعبنا لتحقيق هذا الهدف، على الرغم من العراقيل الاسرائيلية، واكد على ضرورة استنهاض كافة الطاقات للإستمرار في العمل على استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وتجسيدها على كامل حدود عام1967، في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب منها مدينة القدس، وقال "هذا يتطلب الاخذ بالاسباب وأهمها تعزيز القدرات في كافة المجالات وتحسين الخدمات للمواطنين، والارتقاء بنوعيتها ومضمونها لتعزيز صمود شعبنا، وأضاف "دولة فلسطين ستقوم إن أردناها... ونحن نريدها، لكن يجب الاخذ بالاسباب والبناء في كافة المجالات الاساسية كالتعليم والصحة والثقافة والبنى التحتية وغيرها، في كافة مناحي الحكم والادارة، فشعبنا يستحق منا الافضل، وهوقادر على تحقيق ذلك".

واستدرك قائلا هنالك من يقول ما شأننا بالتنمية ونحن تحت الاحتلال؟ وأنا أقول أن التنمية تعزز قدرة شعبنا على الصمود في مواجهة الاحتلال وتمكنه من استنهاض طاقاته للخلاص من هذا الاحتلال، كما أن التنمية تحافظ على الهوية، وتقربنا من الدولة. فشعبنا الذي حما تقافته وتراثه الوطنيين بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في مواجهة كل محاولات الطمس والتذويب، سيكون قادراً على تجسيد هويته الوطنية في دولته المستقلة".

جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء في حفل اطلاق كتاب القصص الشعبية "حوش يا صاحب الكرم حوش"، المستمدة من المقولة الشعبية " حوش يا صاحب الكرم حوش كرمك كله وحوش"، والذي اقامه المركز الثقافي لتنمية الطفل في مسرح الشهيد ياسر عرفات بجامعة خضوري في مدينة طولكرم، ضمن مشروع " نكتب لكي لا ننسى "، والذي اشتمل على ما يزيد عن الـ 270 قصة من القصص الشعبية والتاريخ الشفوي التي دونها الأطفال، تم اختيارها ووضعها في كتاب هو الفريد من نوعه. وذلك بدعم من مؤسسة التعاون، وحضر الحفل السيدة سهام برغوثي وزيرة الثقافة، ومحافظ طولكرم العميد طلال دويكات، ومستشار رئيس الوزراء جمال زقوت، والدكتورة ، ووكيل الوزارة موسى ابو غربية، وموسى ابو زيد وكيل وزارة الشباب والرياضة، ورئيس جامعة خضوري الدكتور داوود الزعتري، وامين سر حركة فتح مصطفى طقاطقة، والدكتورة سهام ثابت عضو المجلس التشريعي، وممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية، ، وممثلين عن المركز الثقافي لتنمية الطفل، ومؤسسة التعاون وقادة الأجهزة الأمنية، وعدد واسع من وجهاء طولكرم والشصيات العامة.

وأكد رئيس الوزراء أن اطلاق هذا الكتاب يضيف إلى الحكاية الفلسطينية، ويحميها ويعززها ويساهم في تمسك شعبنا بهويته وتراثه الوطنيين، كما أكدعلى ضرورة الحفاظ على الحكاية وتعميمها وايصالها لأجيالنا القادمة، وقال "إن الكتاب هو جزء لا يتجزأ من العمل التنموي"، وأكد على ضرورة ألا نغفل عن أي مجال من مجالات التنمية، وأضاف "العمل الثقافي يشكل بعداً أساسياً لمضمون الدولة الفلسطينية التي نعمل على تأسيسها".

وشدد فياض على ضرورة توحيد الوطن ومؤسساته، وانهاء الحصار الاسرائيلي المفروض على شعبنا وخاصة في قطاع غزة، وقال" أؤكد لكم أنه في حال تحقيق الوحدة وانهاء الحصار سننفذ وبسرعة المئات من المشاريع في قطاع غزة"، وحيا رئيس الوزراء مركز الطفل للتنمية والثقافة، ومؤسة التعاون على الجهد المبذول في اصدار الكتاب وتعميمه.

وكان رئيس الوزراء قد استهل جولته في محافظة طولكرم باجتماع مع قادة الأجهزة الأمنية في مبنى المحافظة، حيث أشاد بدور الأجهزة الأمنية في ترسيخ الأمن والأمان في المحافظة، وتوفير الطمأنينة والشعور بالأمن لدى المواطنين.

وأكد فياض أن الأمن والأمان هو أساس الاستقرار،وترسيخ سيادة القانون وإقامة الدولة العصرية، وأشار إلى أن كافة الجهود المبذولة من السلطة الوطنية في كافة المواقع، تهدف الى تعزيز تمكين المواطنين من الصمود والبقاء وحماية أرضهم. وتم في الاجتماع بحث الوضع الأمني في كافة مناطق وبلدات وقرى محافظة طولكرم، والانجازات والصعوبات التي تواجهها المحافظة، إضافة إلى مناقشة الوضع العام واحتياجات القطاعات المختلفة فيها.

وشدد فياض على أن الحكومة ماضية في تحقيق أهدافها في ترسيخ الأمن والأمان للمواطنين، وأكد عقب استماعه لتقرير من قادة الأجهزة الأمنية، أن ما يجري في طولكرم هو استمرار للجهد والعمل الذي قامت به السلطة الوطنية لترسيخ واستتباب الأمن في كافة المناطق، وعزا فياض التقدم في دور المؤسسة الأمنية إلى التفاف المواطنين، بسبب حاجتهم للاستقرار، حول خطة الحكومة، وشدد على ضرورة تكريس مبدأ المساءلة والمحاسبة والحرص على الانضباط في عمل المؤسسة الأمنية، وطالبهم بالالتزام الدقيق بالمعايير القانونية في عملهم، والتحلي بالقيم والاخلاق الوطنية في معاملة المحتجزين لدى السلطة الوطنية، وشدد على عدم التسامح مع أي تجاوزات يمكن أن تحدث خاصة على هذه الصعيد.

وأضاف " إني أرى الدولة تتحقق، ونحن نرى تطور أداء المؤسسة الأمنية وكافة أوجه الحكم والادارة وتعزيز دور المؤسسات، كما أني أرى الدولة تتحقق عندما أري شرطياً يساعد امرأة عجوز في قطع شارع أو طفلة وهي تعبر الشارع في طريقها للمدرسة، كما في كل انجاز يتحقق على صعيد الخدمات الصحية والتعليمية والارتقاء بالثقافة الوطنية ، وفي كل مشروع يساهم في تقديم الخدمات الأفضل لشعبنا، وبما يمكنه من المزيد من الصمود، وأرى في كل ذلك خطوة اضافية تقربنا من قيام دولتنا الحرة والمستقلة وكاملة السيادة.

وأشاد رئيس الوزراء بالجهد الذي يبذله أفراد الأجهزة الأمنية في فرض الأمن وتطبيق القانون الذي يمّكن المواطن من ممارسة حياته بشكل طبيعي، مشدداً على ان الحكومة تتابع جميع القضايا الوطنية، والخدماتية بهدف تحسين حياة المواطنين، والحفاظ على حقوقهم الوطنية والحياتية.

وفي وقت لاحق اجتمع رئيس الوزراء في مقر جمعية أصدقاء خضوري، بالمؤسسات الأهلية في المحافظة، حيث عبر عن سعادته لزيارة طولكرم، وأشاد بالجهود المبذولة للنهوض بواقع المحافظة، كما أكد على أهمية الشراكة بين المؤسسات الرسمية والأهلية، كما أشاد بالدور الوطني الذي تقوم به المؤسسات الأهلية على صعيد التنمية المجتمعية للمساهمة في تعزيز صمود المواطنين، وقال " المؤسسات الأهلية ساهمت على مدار سنوات الاحتلال ومنذ النكبة في تعزيز صمود شعبنا في كافة المواقع، وهي تستحق منا كامل التقدير، لما يقدمونه من خدمات هامة وفي مختلف القطاعات، وكذلك المساهمة في استكمال البناء المؤسسي لدولة فلسطين المستقلة"

وأضاف أن السلطة الوطنية تولي اهتماماً كبيراً لاحتياجات المواطنين والأولويات التي يبلورونها، وأكد استعداد السلطة الوطنية التام لتلبية كل ما هو مطلوب من بنية تحتية وخدمات وفق أقصى الامكانيات المتاحة، وقال "أن السلطة الوطنية انجزت المشروع الـ 1000 في كافة المناطق بما فيها المناطق الواقعة خلف الجدار، ويجري الآن العمل على تنفيذ الألف الثانية من مشاريع التنمية ودعم الصمود والتي بدات تتبلور في إطار خطة السلطة الوطنية لاستكمال البنية التحتية لدولة فلسطين.

واستدرك قائلاً: " إلا أنه من المهم أن تدرك المؤسسات الأهلية أهمية دورها وضرورة الاستجابة للواقع والاحتياجات، وعدم التكرار، والازدواجية في عملها، وأضاف العمل الأهلي يقوم على التطوعية، ولا يمكن للحكومة أن توفر الدعم الكامل لعملها، ولكنها ستكون دوماً على استعداد لمساندتها بما في ذلك شراء الخدمة منها والعمل على تمكينها من القيام بمهامها، وأضاف إن ذلك كله يتطلب من العديد من المؤسسات إعادة جدولة أولوياتها وألا تكون فقط عناوين شكلية أو مجرد مبرر لطلب المساعدة المالية من السلطة الوطنية.

وشكر رئيس الوزراء المجتمع الدولي والأشقاء العرب على ما قدموه ويقدمونه من دعم مستمر لانجاز هذه المشاريع، واعتبر أن كافة هذه المساعدات الخارجية التي تتلقاها السلطة الوطنية لا تمثل سياسة للسلطة الوطنية بل هي تعبير عن احتياجات الواقع الراهن، لتمكيننا من تنفيذ المشاريع التي تساعدنا للوصول إلى تحقيق قدرتنا على الاكتفاء الذاتي، وصولاً إلى إنجاز دولة فلسطين المستقلة على أرض الواقع، والتي نسعى لتحقيقها وقال: " دولة فلسطين لن تستمر في الاعتماد على المساعدات الخارجية إلى الأبد، بل ستكون دولة قوية قادرة على الاكتفاء الذاتي لتلبية احتياجات مواطنيها من مواردها الذاتية".

وتطرق فياض إلى معاناة أبناء شعبنا وخاصة في المناطق المهددة من الاستيطان والجدار بسبب التصنيفات المجحفة للمرحلة الانتقالية، واعتبرأن النجاح في استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين يشكل رافعة أساسية لانهاء الاحتلال، وأضاف أن النجاح في انجاز ذلك لن يتحقق بانهاء الحصار الاسرائيلي عن أبناء شعبنا، وخاصة في قطاع غزة، وتوحيد الوطن ومؤسساته وصولاً إلى دولة فلسطين المستقلة على كامل حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

كما زار رئيس الوزراء بلدية طولكرم، واجتمع مع اللجنة التي تسير أعمال البلدية برئاسة الأخ اياد الجلاد ، بحضور مدير عام المشاريع في وزارة الحكم المحلي هاني الكايد، ومدير عام المحافظة في وزارة الحكم المحلي رائد مقبل، حيث أكد على دعم الحكومة للهيئات المحلية في تنفيذ مشاريع البنية التحتية والمشاريع التنموية، وعلى ضرورة قيام البلديات بدورها في تفعيل عملية تحصيل الديون المترتبة على المواطنين، حتى تكون البلدية قادرة على أداء دورها بكفاءة ومهنية، وشدد على ضرورة تكثيف الجهود لاظهار البلدية بمظهر جمالي وحضاري لائق.

من جانبه أشاد إياد الجلاد بدعم الحكومة لعدد من المشاريع التنموية للمدينة، وقد استعراضاً لانجازات البلدية وخططها المستقبلية بخصوص البنية التحتية الشاملة، واحتياجات المدينة من المشاريع الحيويه الهامه من ضمنها شوارع رئيسيه حيوية، واقامة مركز ثقافي في المدينة (قصر ثقافي)، ومسلخ، وعدداً من المشاريع الحيوية والتنموية، وشكر الجلاد رئيس الوزراء على قيامه بتمويل مشروع اعداد التصاميم الهندسية للبنية التحتية للمنطقة الحرفية في ضاحية ارتاح من خلال امانة الصناديق العربية والاسلامية.

جدير بالذكر أن بلدية طولكرم قد حصلت على مشاريع من السلطة الوطنية بقيمة اجمالية بلغت 7.998.845 دولار، موزعة على النحو التالي: مشاريع تم الانتهاء من تنفيذها بقيمة 1.694.941، ومشاريع قيد التنفيذ بقيمة 6.103.903، ومشاريع قيد التحضير بقيمة 200.000 دولار.

وتوجه رئيس الوزراء بعد ذلك إلى جمعية اصدقاء المريض الخيرية بالمدينة، والتقى برئيسها خالد ابو خاطر واعضاء الهيئة الادارية والاطباء والممرضين والموظفين، واطلع على سير العمل فيها، والخدمات التي تقدم للمرضى من ابناء المحافظة وخارجها.

وقدّم ابو خاطر شرحاً مفصلاً عن الجمعية والخدمات التي تقدمها، ووضع أمام رئيس الوزراء احتياجات الجمعية المتمثلة ببناء طابق اضافي لتحويل المركز الجراحي إلى مستشفى، داخل الجمعية، موضحاً أن الجمعية اعلنت قبل ايام عن تشكيل صندوق المريض الفقير دعماً منها لهذه الشريحة من ابناء المجتمع الفلسطيني.

وافتتح رئيس الوزراء المقر الجديد لجمعية تنظيم وحماية الاسرة فرع طولكرم، وأشاد بالجهود التي تقوم بها الجمعية، ووعد بتقديم المساندة لها كي تتمكن من تطوير برامجها الحيوية والهامة على صعيد تنظيم وحماية الأسرة والاعتناء بصحة المرأة.

كما افتتح طابقين جديدين تابعين للمركز الثقافي تم انجازهما بدعم من وزارة المالية، بقمية 163 ألف دولار، أحدهما عبارة عن فندق لاستقبال زائري المدينة والأخر عبارة عن كفتيريا تقدم الخدمات لكل رواد النادي، بالاضافة إلى صالة ألعاب نموذجية متعددة الأغراض.

وفي ختام جولته افتتح رئيس الوزراء مشروع شبكة المياه، في قرية سفارين الممولان من السطلة الوطنية بقيمة 334.705 دولار، وباشراف سلطة المياه ومساهمة من الصندوق العربي للانماء الاجتماعي والاقتصادي بقيمة 160 ألف دولار.

وعبر فياض عن سعادته لزيارة قرية سفارين وافتتاح مشروع شبكة المياه فيها رغم كافة العراقيل الاسرائيلية، وقال " هذا المشروع يجسد الفكر التنموي الذي يوجهنا، فمشروع الشبكة والخزان هما مقدمة لتنفيذ الخط الناقل للمياه من طولكرم، وكذلك مشروع تعبيد الطرق الداخلية بما فيها الطريق الرابط مع بيت ليد".

وأضاف أن ما تم تنفيذه يبعث على الأمل والثقة بالقدرة على الانجاز، وأن تنفيذ هذه المشاريع سيستمر في كافة المجالات، سواء التعليم والصحة والطرق والمياه والكهرباء، وقال" لن نقف أمام العراقيل الاسرائيلية تحت ذرائع التصنيفات المجحفة لما يسمى بمناطق (ج)، وأقول إن هذه الأرض هي أراضي فلسطينية ولا نعترف بهذه التصنيفات، وصولاً إلى بناء دولتنا في قطاع غزة، والضفة الغربية وعاصمتها القدس على كامل حدود عام 1967.

وأكد رئيس الوزراء على النضج والتقدم في عمل المؤسسات، وفي كافة مجالات الحكم والادارة، وأشار إلى أن العمل التنموي يجري على قدم وساق في كافة المناطق، وأنه أصبح حقيقة واقعة لتمكين شعبنا من العيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة.