مركزية فتح في عمان ........ المتوقع والمأمول
نشر بتاريخ: 29/06/2005 ( آخر تحديث: 29/06/2005 الساعة: 19:08 )
بقلم: محمد عبد النبي اللحام
اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح والذي يعقد يوم الخميس 30/6/2005 في العاصمة الاردنية عمّان بحضور كامل أعضاء اللجنة في الوطن والشتات يعول عليه أبناء الحركة بشكل خاص والشعب الفلسطيني عام الكثير من الامور ، فلا شك ان الحركة تمر في مخاض تاريخي ومفصلي ارتباطاً بالظرف التاريخي والجوهري الذي تمر به القضية الفلسطينية ، فحركة فتح التي قادت العمل النضالي والسياسي منذ عام 1965 حتى اللحظة تعاني من مشاكل بنيوية كان لعوامل عديدة أاثر فيها ، فهذا الاجتماع هو الاول من نوعه دون الزعيم الراحل ياسر عرفات وأهم ما هو مطروح على أجندة الاجتماعات هو الوضع الداخلي لحركة فتح وإعادة تأهيل مؤسساتها الحركية ( اللجنة المركزية والمجلس الثوري والمؤتمر الحركي ) كذلك المسيرة السلمية والمعوقات التي تعترضها ، وهناك أصوات داخل المركزية عبرت عن وجوب مراجعة جدية لهذا الملف في ظل تغيرات المرحلة ، ولاشك ان تحديد موعد المؤتمر السادس وشكله وأعضائه ومكان وتاريخ انعقاده سيتم طرحه ونقاشه ، ومؤسسات منظمة التحرير وتفعيلها وامكانية دخول حماس والجهاد اليها سيأخذ حيز مهم من الاجتماعات وذلك تماشياً مع اجتماعات القاهرة الفصائلية ، أما الموضوع العلني والسري الأكثر سخونة سيكون توزيع وتوضيح الصلاحيات بين جملة مسميات منها رئاسة الحركة والدائرة السياسية والسلك الدبلوماسي واللجنة التنفيذية .
هذا ما هو متوقع من الاجتماع تقريباً ، وهذه قد تكون أبرز مدخلاته ولكن ما هي شكل مخرجاته وقراراته ؟ ..... فيما يتعلق بالوضع الداخلي للحركة لا يتوقع التوصل لأي قرار له أثر جوهري على بنية الحركة ولن تكون هناك أي قفزة ديمقراطية أو اصلاحية ، وفيما يتعلق بالمؤتمر السادس ، فمن غير المتوقع تحديد سقف زمني لانعقاده ، ولا توجد أي رؤية أو خطوة لتحديد أصحاب حق عضويته حتى اللحظة ، وسيدفع البعض باتجاه عقد ( كونفرانس ) أي مؤتمر وسيط ما بين المجلس الثوري والمؤتمر العام المتقادم ، ويمتلك هذا المؤتمر صلاحيات بناء على لوائح النظام الداخلي للحركة تؤهله لاتخاذ قرارات مصيرية منها مثلاً التجديد للمركزية وإضافة أعضاء لها وفرز مرشّحي الحركة للتشريعي و تأجيل المؤتمر العام لسنوات قليلة أيضاً ، والمسيرة السياسية وإعادة دراسة جدواها لن يغير شيء من الآلية المتبعة لعدم وجود هامش مناورة وانعدام الخيارات تقريباً ، لذلك سيتم التركيز على ترتيب الامور استعداداً للانسحاب من قطاع غزة .
وعلى جانب العلاقة مع الفصائل الفلسطينية بشكل عام والفصائل الاسلامية بشكل خاص ، فان اجتماعات القاهرة دفعت باتجاه انضمامها لمؤسسات م . ت. ف والموضوع الخلافي فقط هو نسبة التمثيل داخل هذه الهيئات ، والسلطة الفلسطينية وأجهزتها ستطالب بزيادة في الفعالية والمراقبة والشفافية وليس أكثر ، والموضوع الساخن ما بين فاروق القدومي ومحمود عباس هو صلاحيات القدومي غير الواضحة والمبعثرة احياناً ، فالرجل يريد مسمى الرجل الاول في فتح وكذلك ابقاء صلاحيات الدبلوماسية الفلسطينية بيده على الساحة العربية على أقل تقدير ، وعدم تعكير ذلك بتحركات من وزارة الخارجية الفلسطينية والتي سببت ازعاج واحراج للقدومي في المحافل العربية .
وفي النهاية ، ورغم الكم الهائل والمتراكم من الموضوعات والقضايا على محاضر مركزية فتح ، الا انه لا يتوقع منها ان تجد حلول للقضايا المحورية المطروحة لا على الصعيد الداخلي ولا حتى الخارجي ، وهذا مرتبط أكثر بنوعية أعضاء المركزية غير الجاهزين أصلاً لأي حالة تغيير لان ذلك ثمنه فقدان معظمهم لمقاعدهم الموجودة نتاج تغيب الحراك الديمقراطي منذ أكثر من16 عام ، ونحن لا نتمنى الا الخير للحركة ، وان تسترد عافيتها ولكن لا شعاع ولا بادرة تشير على امكانية حدوث حالة استنهاض حقيقية مما يؤسف كل غيور على هذه الحركة التي شاب شبابها وهم على دكّة الانتظار للتعبير عن الطاقات المكتنزة لديهم ، فهل يتحرك هؤلاء لانقاذ ما لن تنقذه المركزية قبل فوات الاوان ؟؟؟....... وهذه ليست دعوة للعصيان ، بل همسة لتصحيح البنيان لزهرة طالما عطّرت المكان والزمان واليوم تتكالب عليها حتى الجرذان !!!!!!!